في حشد جماهيري غير مسبوق حضره مئات الآلاف من أبناء (محافظة صعدة) في مسيرة تظاهرية حاشدة وبمناسبة يوم عاشوراء الذي خرج فيه الإمام الحسين بن علي عليه السلام ثائراً ضد الظلم والجبروت، وقد حضر المسيرة عدد من الضيوف القادمين من ساحة الحرية (بمحافظة تعز) وساحة التغيير (بصنعاء). وتخلل المسيرة برامج ثقافية وإنشادية عبرت عن مناسبة ذكرى عاشوراء والتي تأتي في خضم الثورة الشعبية اليمنية التي تعيشها البلاد والتي تربط العلاقة الروحية والمعنوية بين ثورة الإمام الحسين بن علي عليه السلام وثورة الشعوب العربية التي تنتفض ضد أنظمة ظالمة ومستبدة. وتحدث بيان المسيرة مذكراً بأهمية استلهام الدروس والعبر من هذه المناسبة خاصة والشعب اليمني يعيش حياة ثورية جسدت عزة الإنسان اليمني الحر الذي يرفض الظلم ويأبى العيش في ذلة وهوان. وقال البيان : ذلكم هو الحسين بن علي عليه السلام الذي خرج في يوم كربلاء ليجسد معاني المسئولية الكبرى الملقاة عليه، ليقف ضد الظالمين والمستكبرين فخرج شاهراً سيفه ليقول لا للظلم، لا للجبروت، لا لاستعباد الإنسان، لا لإذلال كرامة الناس، لا للإستبداد والعبث بحياة الناس التي حولتموها إلى كاسة خمر، وساحة رقص، وسوق بغاء. ونوه البيان إلى أهمية الدور المطلوب من الناس وهم يرون الحق لا يعمل به والباطل لا يتناهى عنه حيث قال ( ألا ترون إلى الحق لا يعمل به وإلى الباطل لا يتناهى عنه ليرغب المرء في لقاء ربه محقاً، فإني لا أرى الموت إلا سعادة والحياة مع الظالمين إلا شقاءً وبرماً ). وتطرق البيان إلى الدروس المستفادة من ذكرى عاشوراء، نحن إذا لم نَعد لندرس كربلاء دراسةً صحيحة، فنستقرئ أسباب القضية وندرس خلفياتها فلن نستفيد بل ستحصل هزيمة نتثقف بها دائماً على مرور الأجيال، فهي قضية نستطيع أن نربطها بكل حدث في العالم ونستلهم منها الدروس والعبر، فهي معنا في صراعنا مع الباطل من أول يوم وهي معنا في صراعنا مع الظالم هذه الأيام ونحن نعيش هذه الثورة ضد الظالم المستبد الذي يمثل نهج الظالمين في كل زمان وتمثلون فيه أنتم نهج الحسين في كل زمان. وشدد البيان على أهمية أن تكون هذه المناسبة ذات قيمة معنوية وثورية خاصة في هذه الظروف التي يعيشها شعبنا اليمني والتي تستدعي وتتطلب صموداً يمثل صمود الحسين في كربلاء، واستمراراً وثباتاً في مواجهة الباطل في سبيل الانتصار للقضية كما جسد ذلك الحسين فصبر وضحى ليغسل بدمه الطاهر الزكي ذلك الفساد وذلك الطغيان، ويخط بتلك الدماء أيضاً ملاحم يستفيد منها الأحرار المؤمنون على مر العصور. وتطرق البيان إلى ما يقوم به النظام في (محافظة تعز) من عدوان ظالم وغاشم قائلا: إن مواصلة النظام لارتكاب المجازر في (محافظة تعز) تعطينا صورة عن بشاعة المجرمين وسوء أخلاقهم وهذا يحتم على جميع أبناء الشعب الاستمرار في هذه الثورة ضد الظلم وما يمارسه النظام من استهانة بدماء الناس. إن موقفنا في الثورة هو نابع من هذه الثقافة التي ترفض الظالمين ونفتخر بتمسكنا بهؤلاء الأعلام الذين يجسدون أصالة الموقف كما جسدها الحسين عليه السلام، وتمثلت في سير الأنبياء سلام الله عليهم.