سادت اليوم في مدينة تعز حالة من الغضب الشعبي العارم بعد مغادرة المبعوث الأممي جمال بن عمر للمدينة دون أن يقوم بزيارة ساحة الحرية والمستشفى الميداني والأحياء التي تعرضت للقصف. وكان جمال بن عمر قد وصل صباح اليوم إلى مدينة تعز وعقد لقاءات مع السلطة المحلية في القصر الجمهوري وممثلين عن أحزاب اللقاء المشترك وعدد من أسر الشهداء في مقر إقامته بفندق سوفيتل. وأفادت مصادر محلية بأن بن عمر خرج في جولة قصيرة مع محافظ تعز ليطلعه حجم الدمار في المؤسسات الحكومية فقط، وهو ما عده سكان مدينة تعز نوع من عدم الحيادية من قبل المبعوث الأممي الذي لم يقم بزيارة الأحياء السكنية التي تعرضت للدمار والخراب والنهب. وأرجعت بعض المصادر عدم زيارة بن عمر الأحياء التي تعرضت للدمار لتحذير تلقاه من الجهات الأمنية بعدم ضمان حمايته في حال زار تلك الأحياء. وأعتبر شباب الثورة بأن زيارة بن عمر كانت بهدف إطالة عمر نظام صالح وترسيخ التسوية السياسية التي أفضت إليها المبادرة الخليجية، معتبرين أن الثورة اليمنية تتعرض لمؤامرة دولية برعاية أمريكية سعودية. وكانت مدينة تعز قد شهدت منذ صباح اليوم مسيرات شبابية متواصلة للتأكيد للمبعوث الأممي بأن الثورة مستمرة ولا تتعرف بالتسويات السياسية، مؤكدين رفضهم للمبادرة الخليجية وحكومة الوفاق الوطني. وهتف المتظاهرون في المسيرة الليلية التي خرجت من ساحة الحرية بهتافات منددة بتجاهل بن عمر زيارة ساحة الحرية والمستشفى الميداني والأحياء التي طالها الدمار والخراب والنهب جراء محاصرتها وقصفها من قبل قوات صالح. وفي سياق متصل قامت اللجنة العسكرية بتعز اليوم بإزالة عدد من المتاريس وأكوام الرمل في حي كلابة وفرزة صنعاء. وأفاد شهود عيان بأن اللجنة أزالت المتاريس وأكوام الرمل من النقطة التابعة للأمن المركزي أمام مستشفى الحياة بكلابة، فيما لا زالت النقطة تقوم بتفتيش المركبات منذ الصباح الباكر برفقة طقم عسكري مسلح، بعد أن كان عملها يقتصر على الفترة المسائية طيلة الأسبوع الفائت. وأكدت مصادر محلية بأن النقطة التابعة للحرس الجمهوري جوار صالة عدن تم رفعها، لكن لا زال الجنود يحملون أسلحتهم بزي مدني في مدخل حارة الزهراء، فيما يقوم عدد من المسلحين المدنيين بينهم جنود حرس جمهوري بزي مدني بالتمركز داخل مترس ترابي في بالقرب من صالة عدن لم تقوم اللجنة بإزالته. ويشكو عددا من سائقي المركبات من الابتزاز الذي يتعرضون له في نقطة الأمن المركزي بالقرب من مستشفى الحياة وخاصة أثناء الليل. ولا زالت الآليات العسكرية الثقيلة في ثكنة قلعة القاهرة متواجدة على الرغم من زيارة اللجنة العسكرية للثكنة والتوجيه بنقلها‘ إلا أن القيادات العسكرية تتذرع بعدم وجود الرافعات لنقل تلك المعدات.