استعدت صنعاء في معظمها لاستقبال الوافدين من حالمة اليمن بزخمهم الثوري المتصاعد ليتوافد إلى محيط ساحة التغيير ومنذ الساعات الأولى لصباح أمس الأول قبائل خولان وبني حشيش ونهم وأرحب وبني جرموز والحيمتين الداخلية والخارجية في مشهد تراجع فيه حمل السلاح الذي استعيض عنه بحمل الأزهار والورود واللافتات المعبرة عن الاعتراف الجماعي لتعز بفضل إشعالها فتيل الثورة الشبابية والشعبية وبرعاية مسيرة التصعيد الثوري حتى فرض التغيير الجذري للنظام السياسي القائم . الشيخ نعمان أحمد الجرموزي أحد الوجاهات البارزة في منطقة "بني جرموز"، عبّر ل"الخليج" عن مشاعر نادرة انتابته لحظة مشاهدته مظاهر الزخم الشعبي غير المسبوق لاستقبال الأفواج الأولى من "مسيرة الحياة"، قائلاً بشيء من التأثر الذي غلب على نبرة صوته الأجش وهو يشير بيده المرتعشة إلى حائط يكتظ بصور الشهداء الشباب الذين سقطوا بعدد من ساحات الاعتصام خلال العشرة الأشهر المنصرمة: هؤلاء أعادوا تربيتنا من جديد، هذه ليست اليمن التي أعرفها، هذه يمن ثانية، قبائل خولان وصنعاء خرجوا لاستقبال شباب ورجال تعز، من كان يصدق أن مثل هذا قد يحدث؟ تعز التي كانت تنظر لها القبائل على أنها رخوة بأهلها لأنهم مدنيون بلا سلاح ويلبسون البنطلونات والقمصان، هي اليوم تتقدم الجميع برجالها ونسائها وشبابها وتتجاوز كل نقاط العسكر والجيش حق علي عبدالله صالح لتدخل رغم انفهم صنعاء وتقول للرئيس سنحاكمك، إنهم أبطال" . أنعشت "مسيرة الحياة" الوافدة من قلب مدينة تعز النابض بالزخم الثوري المتصاعد إلى صنعاء مشاعر الود الدفينة التي يكنها اليمنيون لبعضهم ليبدو شارع كشارع الزبيري، الذي يعد منطقة التماس الأولى والرئيسة والأكثر خطورة التي تفصل بين القوات الموالية للرئيس صالح والمعتصمين في ساحة التغيير بصنعاء وكأنه تخلى عن حيادة غير المنصف بعد أن سارع مالكو المحال والمنشآت الخاصة التي تتوزع بكثافة في كافة أنحاء الشارع والذي ينحدر معظمهم من "تعز" إلى تعليق لافتات اختزلت مشهداً استثنائياً تجاوز مجرد التضامن إلى التعاطف الإنساني المؤثر . وعبر عثمان عبد الرحمن الشيباني والذي يمتلك محلاً لبيع المواد الكهربائية بشارع الزبيري في تصريح ل"الخليج" عن طبيعة مشاعره بالقول: "كنت دائماً ومنذ بدء الثورة ضد الرئيس علي عبدالله صالح أتجنب إظهار أي مشاعر أو مواقف تفضح تعاطفي مع تعز وغضبي وحزني إزاء ما تتعرض له مدينتي من عنف غير مسبوق من قبل قوات الحرس الجمهوري والأمن المركزي كي لا تتعرض مصالحي للأذى، لكن اليوم حين تأتي تعز بشبابها ورجالها إلى صنعاء لتسجل موقفاَ وتقول للظالم ستحاكم فإنه من العيب أن لا أتحرر من خوفي وأعبر ولو لمرة واحدة في حياتي عن موقف يجعلني أشعر أنني رجل حر" . المصدر : الخليج - عادل الصلوي