أكد قيادي في حزب المؤتمر الشعبي العام أمس أن حزب التجمع اليمني للإصلاح والإخوان المسلمين، هم المستفيد الوحيد من توسع تنظيم القاعدة في اليمن. يأتي هذا الاتهام ضمن مسلسل تبادل الاتهامات بين السلطة والمعارضة منذ انطلاق الانتفاضة الشعبية المناهضة لنظام علي عبد الله صالح أوائل العام الماضي، بعد أن استولى نحو 500 من عناصر ما يسمى بتنظيم الجهاد الإسلامي -وهو أحد فروع تنظيم القاعدة- السبت الماضي على بلدة رداع الواقعة بمحافظة البيضاء في جنوب البلاد. وقال نائب رئيس الدائرة الإعلامية لحزب المؤتمر الشعبي العام الحاكم عبد الحفيظ النهاري، إن حزب الإصلاح والمتطرفين من الإخوان المسلمين القبليين والعسكريين والتنظيميين، هم المستفيد الوحيد من توسع القاعدة، مشيرا إلى أن هدف هؤلاء هو "اغتصاب السلطة والاستيلاء عليها ولو على أشلاء اليمن وعلى حساب وحدته وأمنه وسلامته". كما اتهم القيادي في الحزب الحاكم، حزب الإصلاح والإخوان المسلمين بدعم التنظيم. وقال "أصبح من المعروف حجم الدعم اللوجيستي الذي قدمه حزب الإصلاح وعلي محسن الأحمر وغيرهم لعناصر القاعدة في أبين وغيرها. وهم اليوم يستميتون في الدفاع عنهم سياسياً وإعلامياً ويمكن لأي أحد أن يلمس ذلك في إعلام الإصلاح من دون عناء". توسع القاعدة وأشار النهاري إلى أن توسع القاعدة جغرافياً يأتي نتيجة طبيعية للصراع القائم في صنعاء على حساب وحدة البلاد وأمنها الوطني الإستراتيجي، وهو ما تخطط له -حسب قوله- "القوى المتطرفة في صنعاء تحت عباءات حزبية ومدنية، ممن تشارك القاعدة ذات التطرف الفكري وذات الأهداف في إقامة إمارة إسلامية أو خلافة إسلامية على طريقة القرون الوسطى". يذكر أن مسلحي تنظيم الجهاد الإسلامي دخلوا بلدة رداع الواقعة على بعد نحو 170 كلم جنوب شرق صنعاء دون مقاومة تذكر من وحدة صغيرة من الشرطة كانت متمركزة هناك. وطالب المسلحون بعد استيلائهم على البلدة، الأهالي بمبايعتهم لتكوين إمارة إسلامية. وأكد سكان البلدة أن مجموعة المسلحين كانت بقيادة طارق الذهب الذي سلمته سوريا إلى اليمن مؤخرا بعد اعتقاله لدى محاولته التسلل إلى العراق. وقال يحيى أبو إصبع الأمين المساعد للحزب الاشتراكي اليمني وأحد معارضي الرئيس علي عبد الله صالح، إن قوات الأمن لم تبذل جهدا كافيا لمنع المسلحين من دخول رداع، وحذر من أن تنظيم القاعدة يخطط لمهاجمة محافظة مأرب الغنية بالنفط ليقترب من صنعاء. لكن المتحدث باسم حزب المؤتمر الشعبي العام عبده الجندي نفى هذا الإدعاء، واتهم أفرادا من المعارضة مشاركين في اتفاق تسليم السلطة بالتواطؤ مع المسلحين. وتوسع السيطرة على بلدة رداع هيمنة القاعدة خارج محافظة أبينالجنوبية، حيث سيطر عناصر التنظيم على عدد من البلدات منذ اندلاع الاحتجاجات الشعبية ضد الرئيس صالح أوائل العام الماضي.