الخطوة الأولى في درب الضياع من خلف قضبان سجن النساء روت الفتاة (ن . س) مأساتها الطافحة بالألم قائلة: في يوم من الأيام خرجت من بوابة الجامعة، وإذا بشاب وسيم يقف أمامي في هيئة مهندمة.. كان ينظر إلي وكأنه يعرفني،ولأنني لم أعطه أي اهتمام سار خلفي وبدأ يحدثني بصوت خافت وبكلمات صبيانية مثل(يا جميل.. أنا راغب بالقرب منك.. أنا أراقبك منذ مدة وعرفت أخلاقك و أدبك) وعلى وقع تلك العبارات سرت مسرعة تتعثر قدماي ويتصبب جبيني عرقا لكوني لم أتعرض لمثل هذا الموقف أبداً من قبل ووصلت إلى المنزل منهكة مرتبكة أفكر في الموضوع لدرجة أني لم أنم تلك الليلة.. وفي اليوم التالي أيضاً وعند خروجي من الجامعة وجدته منتظراً أمام الباب وهويبتسم، وتكررت معاكساته لي والسير خلفي كل يوم، وانتهى بنا الأمر برسالة صغيرة ألقاها لي عند باب البيت وترددت في التقاطها ولكني تشجعت وأخذتها ويداي ترتعشان وفتحتها وإذا بها مملوءة بالحب والهيام والاعتذار عما بدر منه من مضايقات لي.. مزقت الورقة ورميتها وبعد سويعات دق جرس الهاتف فرفعته وإذا بالشاب نفسه يطاردني بكلام جميل ويقول لي قرأت الرسالة أم لا ؟ قلت له: من أين جئت بالرقم فرد قائلاً: بطريقتي الخاصة.. فقلت له مهددة إذا لم تتأدب وتحترم نفسك سأخبر والدي وأقفلت الخط في وجهه.. وبعد ساعة اتصل مرة أخرى وأخذ يتودد إلي بأن غايته شريفة وأنه يريد أن يستقر ويتزوج وأنه ثري وسيبني لي قصراً ويحقق لي كل آمالي وأنه وحيد لم يتبق من عائلته أحد على قيد الحياة و.. و.. فجأة رق قلبي له وبدأت أكلمه وأسترسل معه في الكلام وبدأت من ساعتها أنتظره على الهاتف في كل وقت وأترقبه بعد خروجي من الكلية لعلي أراه ولكن دون جدوى وخرجت ذات يوم من الجامعة وإذا به أمامي.. فطرت فرحاً وركبت معه السيارة ومن تلك اللحظة بدأت أخرج معه في سيارته يومياً نتجول في الشوارع، وكنت أشعر معه بأنني مسلوبة الإرادة عاجزة عن التفكير وكأنه نزع لبي من جسدي. أسيرة بين ذراعي المستهام كنت أصدقه فيما يقول وخاصة بعد أن صار يقول لي: قريباً ستكونين زوجتي الوحيدة وسنعيش معاً تحت سقف واحد ترفرف عليه السعادة والهناء.. كنت كلما سمعت منه هذا الكلام أطير في خيال لا حدود له.. وفي يوم من الأيام خرجت معه كالعادة وإذا به يدعوني للدخول إلى شقة مفروشة، دخلت معه مطمئنة وجلسنا سوياً ونسيت الدنيا.. فيومها كان قد استعمر قلبي وامتلأ عقلي بكلامه اللذيذ وعلى كنبة في الشقة جلست أنظر إليه وينظر إلي برغبة شديدة لم أتمالك معها حواسي ولم أدر إلا وأنا فريسة بين ذراعي هذا الشاب وبلحظة ضعف فقدت أعز ما أملك.. ولما انتهينا قمت كالمجنونة وصرخت ماذا فعلت بي؟ قال لي: لا تخافي أنت زوجتي وسوف أعقد عليك قريبأ.. رجعت يومها إلى البيت مترنحة لا تقوى ساقاي على حملي واشتعلت النيران في جسدي ورحت أبكي بشدة ومن يومها قطع إتصالاته بي فأخذت حالتي النفسية تسوء حتى تركت الدراسة ولم يفلح أحد من أهلي في معرفة ما حصل لي ولكني تعلقت بأمل ظل يراودني وهو وعده لي بالزواج. مفاجأة على عكس المتوقع مرت الأيام تجر بعضها وكانت أثقل من الجبال حتى جاءت المفاجأة.. دق جرس الهاتف وإذا بصوته يأتي من بعيد ويقول لي: أريد مقابلتك لشيء مهم.. ففرحت وانشرح قلبي وظننت أن الشيء المهم هو ترتيب أمر الزواج.. وبكل أمل قابلته وكان متجهماً تبدو على وجهه علامات القسوة وإذا به يبادرني قائلا: قبل كل شيء لا تفرحي نفسك ولا تفكري في أمر الزواج أبداً وخلينا نعيش مع بعض هكذا بدون قيود.. لحظتها رفعت يدي ودون أن أشعر صفعته على وجهه حتى كاد الشرر يطير من عينيه وقلت له: يا خسارة كنت أظن أنك ستصلح غلطتك ولكنك للأسف شخص بلا قيم ولا أخلاق ونزلت من السيارة مسرعة وأنا أبكي، فقال لي: لحظة من فضلك قبل أن تذهبي أحب أفرجك على شيء يخصك، ووجدت في يده شريط فيديو يرفعه بأطراف أصابعه مستهترا وهو يقول بنبرة تهديد : (سأحطمك بهذا الشريط) قلت له : وما بداخل الشريط. قال : تعالي معي لتري ما بداخله ستكون مفاجأة لك وذهبت معه حائرة لأرى ما بداخل الشريط فرأيت تصويرأ كاملأ لما تم بيننا في الشقة.. قلت له ماذا فعلت يا جبان ياخسيس..قال: كاميرات خفية كانت مسلطة علينا تسجل كل حركة وهمسة، وهذا الشريط سيكون سلاحأ في يدي لتدميرك إلا إذا قبلت أن تكوني تحت أوامري ورهن إشارتي.. وقتها جن جنوني وأخذت أصيح وأبكي متوسلة إليه ومقبلة أقدامه لأن القضية لم تعد تمسني وحدي بل أصبحت تتعلق بمصير شرف وسمعة عائلة بأكملها.. قلت له أنا مستعدة أنفذ لك كل رغباتك بشرط أن تخفي هذا الشريط أو تحطمه ومن يومها ودون إرادة مني أصبحت أسيرة بيده ينقلني من رجل إلى آخر يمتهنون كرامتي ويمارسون معي كل أنواع الشذوذ وظل هو يقبض الثمن حتى سقطت تماماً في وحل الليالي الحمر وانتقلت حياتي إلى شقق الدعارة وأسرتي لا تعلم شيئأ عن فعلتي فهي تثق بي تمامأ. تسرب فضيحة الشريط مرت فترة بعدها وانتشر الشريط.. حتى وقع بيد ابن عمي فانفجرت القضية وعلم والدي وجميع أسرتي وانتشرت الفضيحة ولطخ بيتنا بالعار، فهربت لأحمي نفسي واختفيت عن الأنظار وعلمت بعد فترة أن والدي وشقيقاتي هاجروا من العاصمة إلى منطقة أخرى هرباً من عار الفضيحة التي جلبتها لهم وصارت تتعقبهم بينما أصبحت أنا حديث المقايل والأسمار وانتقل الشريط من شاب لآخر وعشت بين بائعات المتعة منغمسة في مستنقع الرذيلة وكان هذا النذل هو الموجه الأول لي يحركني كالدمية في يده ولا أستطيع مخالفة أوامره وللأسف اتضح لي أنني لم أكن ضحيته الوحيدة فقد تسبب هذا الشاب في تدمير العديد من البيوت وضياع مستقبل فتيات في عمر الزهور.. انتقام يقود إلى خلف القضبان بعد أن ضاق بي الحال مما أنا فيه عزمت على الانتقام للجميع وفي يوم من الأيام دخل عليّ وهو في حالة سكر شديد فاغتنمت الفرصة وطعنته بسكين حادة جلبتها خصيصاً لأقتل إبليس المتمثل في صورة آدمية وغير آسفة خلصت الناس من شروره وكان مصيري أن أصبحت كما تشاهدوني وراء القضبان أتجرع مرارة الذل والحرمان وأندم على فعلتي الشنيعة وعلى حياتي التي فرطت فيها فإلى الآن كلما تذكرت شريط الفيديو يخُيل إليّ أن الكاميرات تطاردني في كل مكان..