هل تصدقينني سيدتي لو قلت لك ان الحب يمكن ان ينقلب إلي كراهية.. وأن الإعجاب يمكن ان يتحول إلي اشمئزاز.. وأن الذوبان في الحبيب يمكن ان يصبح نفورا وهروبا إلي المجهول؟سأحكي لك قصتي التي أكتبها الآن بدموع القلب لا دموع العين.. أرجوك اقرئيها * أنا امرأة في الثلاثين.. جميلة.. مثقفة.. من عائلة لها قيم وأصول.. مستوانا المادي والاجتماعي مرتفع.. وكانت زميلاتي يصفونني دائما بكلمة ‘مغرورة' أو يداعبونني فيقلن لي ‘انت علي رأسك ريشة' هكذا كانت شخصيتي.. معتزة بنفسي إلي أبعد حد.. لكني لم أشعر يوما انني مغرورة، فقط ممتلئة بالثقة، فخورة بذكائي ومستوي عائلتي لذلك لم تكن تغريني كلمات الإعجاب من الشباب، ولا أنساق مثل الكثير من زميلاتي وراء قصة حب وهمية، بل كنت أفكر بعقلي كثيرا، وأحكي لأمي التي هي في الحقيقة صديقتي كل شيء. أحكي لها ونقيم تلك المحاولة لنعرف مدي جدية هذا الشاب أو ذاك. وما حدث انني رفضت الكثيرين، رغم مستواهم الثقافي والمادي وكذلك الأخلاقي المرتفع، فقد كنت أبحث دائما عن كل ذلك بشرط ان يخفق قلبي للشاب الذي سيشاركني حياتي وأحلامي. وبدأ القلق يساور قلب أبي، وهو يجدني أرفض العريس، تلو الآخر رغم انهم في نظره ممتازون. وكنت قد وصلت وقتها إلي سن التاسعة والعشرين، وفجأة وجدته! التقيت صدفة به في حفل زفاف واحدة من صديقاتي، وكان هو ابن خالها. وسيم، جذاب، له شخصية آسرة، مسيطرة. المهم انني وقعت في حبه، أو في أسره من أول لقاء لم يمر سوي شهر حتي تقدم لأسرتي، وطلب يدي للزواج، لنعيش أنا وأمي وأبي واخوتي الصغار أحلي الأيام انتظارا للفرح، واستعدادا للزفاف الذي أصر والدي أن يكون حفلا كبيرا رائعا.تزوجت والسعادة تغمرني وسافرنا لقضاء شهر العسل، وكنا كعصفورين محلقين، انفصلنا عن الدنيا تماما، ونسيا كل شيء إلا حبنا وسعادتنا وأحلامنا. وعدت أنا وزوجي إلي مصر. نزل إلي عمله حيث يشارك والده رجل الأعمال في إدارة شركتهما الكبيرة. ورجعت أنا إلي عملي في البنك، وبدأنا حياتنا الطبيعية بمسئولياتها، وأعبائها بعد شهر العسل. لم يكن هناك شيء يعكر صفونا، وتصورت انني حققت أهم حلم في حياتي عندما تزوجته حتي كانت تلك الليلة الكئيبة! كانت ليلة الجمعة.. خرجنا في المساء وسهرنا حتي ساعة متأخرة اعتمادا علي ان اليوم التالي اجازةوبعد عودتنا فوجئت بزوجي يخبرني انه سيفاجئني بشيء غير عادي، شيء كله إثارة، وكسر للملل والحياة الروتينية. فرحت، وازداد فضولي لمعرفة المفاجأة المثيرة التي أعدها لي. وجدته يتجه نحو جهاز التليفزيون، ويضع شريطا في جهاز الفيديو، ويطفيء أنوار غرفة المعيشة، ثم يضغط علي مفتاح الفيديو ثم يعود ليجلس إلي جانبي، ويحتضنني بزراعه في حميمية ونشوة، وتظهر أول مشاهد الشريط المفاجأة، بينما يأكلني الشوق والشغف لمعرفة ما أعده لي زوجي الحبيب، وما يريد أن يسعدني به، فإذا لي أري نفسي علي الشاشة، عارية تماما من ملابسي، في الفراش مع رجل ارجوك لاتتعجلي في الحكم عليٌّ، وتظنين بي السوء، فهذا الرجل الذي كنت أمارس معه هو نفسه زوجي الذي يجلس إلي جواري، ويبتسم سعيدا، منتشيا وهو يتابع أحداث الشريط المثيرة صرخت، ووقفت من مكاني مفزوعة، وانتابتني حالة هيستيرية من الصراخ واللطم علي وجهي، والبكاء.حاول زوجي تهدئتي بشتي الطرق، قال لي انه يحب ان يحتفظ بذكرياتنا الجميلة معا، وأن نراها معا حتي يحدث لنا نوع من الإثارة قبل أن يجمعنا الفراش لم أنم ليلتها أحسست ان الرجل الذي أحببته مات، وانني أعيش الآن مع رجل غريب، أكرهه، وانفر منه. وقررت بيني وبين نفسي أن انتظر إلي الصباح، وأغادر هذا البيت فورا بعد نزوله إلي عمله. ذهبت إلي بيت أهلي، وحكيت لأمي عن كل شيء وأنا أبكي وفي شبه انهيار. حاولت تهدئتي، ووعدتني بأن تفكر كيف نحل هذا الموضوع.لكنني لأول مرة أعارضها بشدة، وأقول لها لا يا أمي ان هذا الموضوع محسوم.. لن أعيش مع هذا الرجل لحظة واحدة بعد الآن. صممت علي الطلاق. لم يعرف أحد بالطبع السبب الحقيقي في طلاقي إلا أمي وأبي، حتي اخوتي الصغار لم يعرفوا لذلك كانوا في قمة الحزن لأنهم كانوا يحبون زوجي بشدة، كما كنت أحبه أنا أيضا.والآن سيدتي أشعر انني كرهت كل الرجال، نظرات الناس تلومني، ويتصور الكثيرون انني إنسانة فاشلة لا أصلح لأن أكون زوجة وأما. فالزواج بعد طول انتظار ثم الطلاق السريع المفاجيء أكد لديهم هذا الاعتقاد وأنا الآن أعاني أزمة نفسية لا حد لها ولا وصف أزمة ثقة في البشر، وعدم رغبة في تكرار تجربة الزواج مرة أخري