قال الأستاذ علي نعمان المقطري عن الشهيد عبد الفتاح إسماعيل أنه مثال للثوري والمناضل الحقيقي الذي جاء من أوساط العمال ولم يكن مجرد منظراً عنهم. جاء ذلك في احتفائية أقامها ثوار ساحة الحرية بمناسبة الذكرى الثالثة والسبعين على ولادة "فتاح" شهدتها الساحة عشية يوم أمس السبت السادس عشر من رمضان وتحت شعار " فتاح..ميلاد قائد وبزوغ فكر خالد ". وتطرق المقطري إلى جوانب متعددة من حياة الشهيد ونضالاته الثورية والفكرية التي خاضها الشهيد وأصبحت أنموذجاً رائعاً للنضال الوطني والقومي والاممي والفكري نعتز به ونحتفل به. معتبراً أنه وبإصراره مع رفاق النضال استطاعوا حسم معارك التحرير والاستقلال التي خاضوها مع المستعمر البريطاني في جوب الوطن من خلال الكفاح المسلح رغم دعوات كثر كنت تذهب إلى انتهاج ثورة سلمية من بعض التيارات التي لم تستطع الوصول إلى إخضاع المستعمر لها كما حدث له بفعل البندقة والنضال المسلح. معتبراً إصرار الشهيد ورفاقه اليساريين على إعادة هيكلة الجيش والدولة كان أمراً ضرورياً بعد خروج المستعمر البريطاني جعل من الاستقلال الوطني حقيقياً وناجزاً. وربط المقطري بين الظروف التي مرت بها ثورة أكتوبر وثورة فبراير المستمرة خاصة من حيث ضرورة ووجوب سقوط كامل المنظومة السابقة للنظام وإعادة الهيكلة على أساس مدني تنتفي فيه بنية النظام القبلي والمناطقي والفئوي، معتبراً أن حالة الفصام الثوري بين قوى الحراك الجنوبي وثورة فبراير لن تقوى على الحسم إلا في حالة عودتها للتنسيق والفعل الثوري المشترك وتوسيع نشاطها على مجمل الأراضي اليمنية كما تعلمنا من تجربة فتاح وثورتي اليمن. وأضاف أن تركز القوى الثورية في المناطق الوسطى والجنوبية في اليمن يجعل منها أداة حسم ثوري فاعل، لذا لم يكن عفوياً إنتاج وتصدير الفعل الثوري تاريخياً من هذه المناطق التي يشكل سكانها أكثر من 80% من سكان اليمن ويعطيها قوة في إحداث التأثير والتغيير. وتطرق المقطري إلى بعض الجوانب المشرقة من حياة "فتاح" المتنوعة والمتعددة حيث قال أنه كان مبدعاً ومفكراً بل ورمزاً حداثياً ومجدداً تنويرياً أسهم بفاعلية في المشهد الثقافي اليمني والعربي والعالمي خاصة من خلال حواراته مع الآخر. من جانبه تحدث الأستاذ عبد الباري القرشي في ورقته الموسومة "فتاح مناضلاً ثورياً ومفكراً تقدمياً ومؤسساً للحزب في عموم اليمن" عن دوره في توحيد فصائل اليسار الموجودة في الجنوب قبل أن ينتقل لتوحيد الفصائل اليسارية شمالاً ، محذراً القوى السياسية التي تحول احتوى مسار الثورة اليمنية في الساحات أو تحاول زرع معوقات تحول دون تحقيق الوصول لمشروع الدولة المدنية. فيما تحدث الأستاذ إبراهيم شرف القدسي عن أزمة الفكر الثوري وآفاقه المستقبلية. وكانت الفعالية قد شهدت تنوعاً حاول من خلالها المنظمون تقديم نماذج فنية وشعرية للشهيد الخالد عبد الفتاح إسماعيل وأختتم الشعراء عبد الهادي القباطي وإحسان الصلوي وعبدالرحمن عقلان فعالية إحتفائية الذكرى.