عبدالله العليمي عضو مجلس القيادة يستقبل سفراء الاتحاد الأوروبي لدى بلادنا    هل سمعتم بالجامعة الاسلامية في تل أبيب؟    لأول مرة منذ مارس.. بريطانيا والولايات المتحدة تنفذان غارات مشتركة على اليمن    وكالة: باكستان تستنفر قواتها البرية والبحرية تحسبا لتصعيد هندي    هدوء حذر في جرمانا السورية بعد التوصل لاتفاق بين الاهالي والسلطة    الريال يخطط للتعاقد مع مدرب مؤقت خلال مونديال الأندية    جاذبية المعدن الأصفر تخفُت مع انحسار التوترات التجارية    الوزير الزعوري يهنئ العمال بمناسبة عيدهم العالمي الأول من مايو    حروب الحوثيين كضرورة للبقاء في مجتمع يرفضهم    عن الصور والناس    أزمة الكهرباء تتفاقم في محافظات الجنوب ووعود الحكومة تبخرت    إغماءات وضيق تنفُّس بين الجماهير بعد مواجهة "الأهلي والهلال"    النصر السعودي و كاواساكي الياباني في نصف نهائي دوري أبطال آسيا    الأهلي السعودي يقصي مواطنه الهلال من الآسيوية.. ويعبر للنهائي الحلم    البيض: اليمن مقبل على مفترق طرق وتحولات تعيد تشكيل الواقع    اعتقال موظفين بشركة النفط بصنعاء وناشطون يحذرون من اغلاق ملف البنزين المغشوش    غريم الشعب اليمني    الوجه الحقيقي للسلطة: ضعف الخدمات تجويع ممنهج وصمت مريب    درع الوطن اليمنية: معسكرات تجارية أم مؤسسة عسكرية    مثلما انتهت الوحدة: انتهت الشراكة بالخيانة    رسالة إلى قيادة الانتقالي: الى متى ونحن نكركر جمل؟!    جازم العريقي .. قدوة ومثال    دعوتا السامعي والديلمي للمصالحة والحوار صرخة اولى في مسار السلام    العقيق اليماني ارث ثقافي يتحدى الزمن    إب.. مليشيا الحوثي تتلاعب بمخصصات مشروع ممول من الاتحاد الأوروبي    مليشيا الحوثي تواصل احتجاز سفن وبحارة في ميناء رأس عيسى والحكومة تدين    معسرون خارج اهتمامات الزكاة    منظمة العفو الدولية: إسرائيل ترتكب جريمة إبادة جماعية على الهواء مباشرة في غزة    تراجع أسعار النفط الى 65.61 دولار للبرميل    الدكتوراه للباحث همدان محسن من جامعة "سوامي" الهندية    نهاية حقبته مع الريال.. تقارير تكشف عن اتفاق بين أنشيلوتي والاتحاد البرازيلي    الاحتلال يواصل استهداف خيام النازحين وأوضاع خطيرة داخل مستشفيات غزة    الصحة العالمية:تسجيل27,517 إصابة و260 وفاة بالحصبة في اليمن خلال العام الماضي    الحكومة تعبث ب 600 مليون دولار على كهرباء تعمل ل 6 ساعات في اليوم    "كاك بنك" وعالم الأعمال يوقعان مذكرة تفاهم لتأسيس صندوق استثماري لدعم الشركات الناشئة    لوحة "الركام"، بين الصمت والأنقاض: الفنان الأمريكي براين كارلسون يرسم خذلان العالم لفلسطين    اتحاد كرة القدم يعين النفيعي مدربا لمنتخب الشباب والسنيني للأولمبي    صنعاء .. حبس جراح واحالته للمحاكمة يثير ردود فعل واسعة في الوسطين الطبي والقانوني    صنعاء .. حبس جراح واحالته للمحاكمة يثير ردود فعل واسعة في الوسطين الطبي والقانوني    النقابة تدين مقتل المخرج مصعب الحطامي وتجدد مطالبتها بالتحقيق في جرائم قتل الصحفيين    رئيس كاك بنك يعزي وكيل وزارة المالية وعضو مجلس إدارة البنك الأستاذ ناجي جابر في وفاة والدته    اتحاد نقابات الجنوب يطالب بإسقاط الحكومة بشكل فوري    مئات الإصابات وأضرار واسعة جراء انفجار كبير في ميناء بجنوب إيران    برشلونة يفوز بالكلاسيكو الاسباني ويحافظ على صدارة الاكثر تتويجا    الأزمة القيادية.. عندما يصبح الماضي عائقاً أمام المستقبل    أطباء بلا حدود تعلق خدماتها في مستشفى بعمران بعد تعرض طاقمها لتهديدات حوثية    لتحرير صنعاء.. ليتقدم الصفوف أبناء مسئولي الرئاسة والمحافظين والوزراء وأصحاب رواتب الدولار    غضب عارم بعد خروج الأهلي المصري من بطولة أفريقيا    علامات مبكرة لفقدان السمع: لا تتجاهلها!    حضرموت اليوم قالت كلمتها لمن في عينيه قذى    القلة الصامدة و الكثرة الغثاء !    عصابات حوثية تمتهن المتاجرة بالآثار تعتدي على موقع أثري في إب    حضرموت والناقة.! "قصيدة "    حضرموت شجرة عملاقة مازالت تنتج ثمارها الطيبة    الأوقاف تحذر المنشآت المعتمدة في اليمن من عمليات التفويج غير المرخصة    ازدحام خانق في منفذ الوديعة وتعطيل السفر يومي 20 و21 أبريل    يا أئمة المساجد.. لا تبيعوا منابركم!    دور الشباب في صناعة التغيير وبناء المجتمعات    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



فتاح.. الأسطورة الوطنية الخالدة
كان وحدوياً نادر المثال حقاً.. ظلت الوحدة تشغله كثيراً.. كان يقول: أتمنى أن أكون مواطناً عادياً في يمن موحد
نشر في الجمهورية يوم 14 - 10 - 2009

ينتمي عبدالفتاح إسماعيل إلى أسرة انتقلت من الجوف واستقرت قرية الأشعاب«أغابرة حيفان» بمحافظة تعز حيث ولد فيها بتاريخ 28يوليو 1939م ارتبطت حياته بحياة الريف اليمني التي كانت لاتختلف عن حياة القرون الوسطى وتلقى تعليمه الأولي على يد والده اسماعيل الذي كان عالماً ويزاول مهنة القضاء ومعلماً يدرس في مسجد القرية ويقوم فيه، وحين أصبح فتاح«وهو اللقب الذي اشتهر به فيما بعد» صبياً ترك القرية ليتوجه إلى عدن بناء على دعوة أخيه محمد إسماعيل الذي كان قد استقر في عمله بعدن.
وحينما قدم فتاح إلى عدن شرع في مواصلة دراسته التي كان قد ابتدأها في كتاب القرية.. وأكمل في عدن الابتدائية والمتوسطة في المدرسة الأهلية بحي التواهي.. ثم التحق بمدرسة تدريب عمال مصافي الزيت البريطانية«Bp» بعد أن اجتاز امتحان القبول ونجح من بين عدد كبير من المتقدمين.. وقد اضطر فتاح إلى دخول هذه المدرسة لأنه لم يكن باستطاعته مواصلة التعليم العام.. ولم يكن بخلد الفتى الفقير أنه سيملأ الدنيا ويشغل الناس في المنطقة فيما بعد وستعرض قوات الاحتلال البريطانية أعلى مبلغ ثمناً لرأسه.
ففي أثناء امتداد الحركة القومية إلى اليمن وإلى عدن بالذات اختار عبدالفتاح الانضمام إلى حركة القوميين العرب مع نهاية عام 1959م في وقت كان تنظيمها السري قد اتسعت حلقاته بين مجموعة من المثقفين والعمال.
نضج فكري
اتسم عبدالفتاح إسماعيل وفي وقت مبكر بالنضج الفكري وعمق المعارف النظرية وعرف بنهمه في البحث عن المعرفة من خلال القراءة واكتسب خبرة في العمل النقابي من خلال المشاركة في الفعاليات النقابية لعمال المصافي والتي كان من أشهرها الإضراب العمالي الذي استمر أشهراً وبدأ في أبريل عام 1960م وبرز فيه عبدالفتاح كناشط قوي إذ إنه رغم تدخل الشرطة وتوزع الجيش لحماية منشآت المصافي إلا أن عبدالفتاح تصدر ذلك وقام بإنزال وتوزيع منشورات يحمل فيها مطالب العمال ويحثهم على الصمود، وبعد تدخل الاتحاد الدولي للنقابات حقق عمال المصافي جزءاً كبيراً من مطالبهم لكن نشطاء العمال تعرضو للاعتقال والتحقيق ومن بينهم عبدالفتاح الذي تم اعتقاله والتحقيق معه وفصل من وظيفته.
بعد الثورة
بعد قيام الثورة السبتمبرية عام 1962م التي أحدثت تحولات جذرية في مسار الأوضاع على الساحة اليمنية ومسار النضال الوطني، صار الشمال قاعدة للقوى الوطنية الجنوبية وساحة داعمة لحركة النضال في الجنوب، وفي صنعاء تنادى الوطنيون من أبناء اليمن وشكلوا الجبهة القومية لتحرير الجنوب اليمني المحتل وتم الإعلان عنها في أغسطس 1963م وأصبحت تعز مقرها الرئيسي.. وتشكلت الجبهة من عدد من فصائل العمل الوطني وكانت حركة القوميين التي كان فتاح منتسباً إليها الفصيل الرئيس للجبهة.
ومن ضمن الإعداد لجبهة عدن.. تلقى عبدالفتاح إسماعيل دورة تدريبية على السلاح وتولى الإعداد العسكري للجبهة والاشراف على تهريب الذخائر والأسلحة إلى مدينة عدن وإخفائها.. ثم عين مسئولاً أولاً عن هذه الجبهة «جبهة عدن» خلفاً لفيصل عبداللطيف الذي أصبح عضو المجلس التنفيذي للجبهة القومية والمسئول التنظيمي.. واتخذ عبدالفتاح اسم «عمر» اسماً تنظيمياً له وتفرغ للعمل في جبهة عدن بعد أن ترك التدريس وعمل مع أخيه المتعهد عبدالجليل إسماعيل في المقاولات فكان يستغل مخازن مواد البناء في إخفاء الأسلحة وتخزينها.. وصارت جبهة عدن بقيادة عبدالفتاح من أخطر الجبهات على القوات البريطانية خصوصاً بعد أن تمت تصفية العناصر الاستخباراتية التي كانت تعمل لحساب الاحتلال.. ولما علمت بريطانيا بخطورة عبدالفتاح وزعت صوراً له على نقاط التفتيش ورصدت مبلغاً ضخماً لمن يدل عليه أو يحضر رأسه.
خطط العمل الفدائي
كان عمل عبدالفتاح في مجال المقاولات شكلياً للتغطية، وبحكم إمكانية أخيه وفر له سيارة وسكناً، خلال ستة أشهر، كما يقول عبدالفتاح إسماعيل تمكن مع رفاقه أعضاء قيادة عدن من وضع بنية تحتية للعمل الفدائي، فإلى جانب الامكانات المادية التي وفرها المجلس التنفيذي للجبهة القومية من المساعدات التي توفرت من مصر عبدالناصر لدعم نضال الشعب اليمني ضد الاحتلال البريطاني.
وكانت القوى البشرية المنظمة قد هيأت خلال خمس سنوات متتالية بتنظيم حركة القوميين العرب، فقد كان عدد الحلقات والخلايا القيادية والشعب، والروابط حوالي«85» وعدد الأعضاء ما يقارب ال«500» عضو، وهيأتهم عبر تنظيم سري جديد لا يتعدى الإطار خمسة أفراد، ولا يجوز للعضو معرفة أي عضو خارج الإطار التنظيمي الذي ينتمي إليه، ويجري لكل إطار اجتماع اسبوعي وفق ضوابط سرية متشددة، ويحتوي برنامج الاجتماعات تصاميم فكرية، وثقافية، وسياسية، وتنظيمية، متدرجة وفق المستوى التنظيمي، ويلتم الأعضاء بالقيام بمهام عملي، ودفع اشتراك شهري، ورغم انضمام حركة القوميين العرب إلى الجبهة القومية، فقد ظلت الأسس التنظيمية أساسية تفرض على من يلتحق بالجبهة القومية.
وسار الإعداد للعمل الفدائي وفق الخطط التالية:
فرز العناصر الصالحة للعمل الفدائي والتي عرفت بالتزامها، وتطورها الفكري وصلابتها وتشكيلها في جماعات صغيرة، وإرسالها سواء إلى تعز، حيث تم تدريبها على يد ضباط مصريين، في دورات لا تتعدى الأسابيع الثلاثة، وعودة كل فرد إلى موقع عمله وتولي بعض هؤلاء تدريب رفاقهم محلياً وفي نفس الوقت رغم الصعوبات والمشاق فقد تم إدخال السلاح من تعز إلى عدن تارة مغامرة على سيارات، وتارة على الجمال التي كانت تنقل القصب والأعلاف والخضروات من مزارع لحج إلى سوق عدن وفي المدينة تم خزنها بسرية، وبفضل تدرب العناصر الفدائية فقد وصل الأمر إلى صناعة القنابل ومدافع الصوت.
وإلى حين ذلك تم استئجار منازل بأسماء مستعارة للاختفاء، وعقد الاجتماعات، وكثف التثقيف العسكري، وثقافة حرب العصابات والتجارب التي خاضتها الشعوب الأخرى بين أوساط المهيأين للعمل الفدائي، وهكذا كانت شروط فتح جبهة عسكرية في عدن، حيث القواعد البريطانية منتشرة في أنحاء المدينة.
وفي يوليو 1964م بدأت أول عملية فدائية على المطار العسكري ومن ذلك التاريخ استمر العمل الفدائي يتصاعد بحنكة قيادة فتاح وتضحيات رفاقه.
حنكة وطنية
تجلت حنكة عبدالفتاح ويختصر اسمه بفتاح في قدرته على الحركة وساعده على ذلك احترام وحب رفاقه له، فقد كان يشارك في تنفيذ العمليات، وتتبعه كل صغيرة وكبيرة وخلق عوامل مساعدة هيأت أماكن للقائه بالفدائيين، للتشاور وتوزيع المهام فابتدع ملابس التخفي، إذ كانت بعض العمليات الفدائية يقوم بها الفدائيون بملابس ضباط الهجرة أو الجيش، وملابس أخرى وقد تنكر في ملابسه أكثر من مرة بصفته بائعاً متجولاً.
أصبحت جبهة عدن من أوجع جبهات القتال ضد القوات البريطانية غير أن الاستخبارات البريطانية اخترقت جيب من جيوب الفدائيين في أبريل 1965م من خلال رجال الاستخبارات المحليين الذين يعرفون عدن أكثر من أسيادهم الانجليز ولسد تلك الثغرة تمكن «فتاح» من عقد اجتماع موسع لقيادة جبهة عدن، وتم تشكيل جهاز استخبارات للجبهة، جهاز أمن الثورة، وجهاز متابعة رجال الاستخبارات المحليين، وكان الرد أن شن الفدائيون حملات اغتيال لأخطر العناصر العاملة مع البريطانيين بعد أن يتم إنذارها، الأمر الذي قطع كل خطوط الوصول إلى مخابئ الفدائيين، خاصة بعد أن طالت الاغتيالات عناصر بريطانية في قيادة الاستخبارات والاستطلاع العسكري، تلاشت حرارة من كانوا يتابعون العمل الفدائي، ومثل هذه المسوغات أدت إلى تأمين استمرار الكفاح الفدائي في عدن، كما عجزت الاستخبارات من الوصول إلى الرأس القيادي عبدالفتاح إسماعيل رغم أنها علمت أنه من طلائع الثوار واغتيالها لأخيه المهندس عبدالجليل الذي لم يعترف رغم ماواجهه من تهديد، وحصولها على صورة لعبدالفتاح اسماعيل من إدارة المرور طبعتها ووزعتها على كل نقاط التفتيش في أنحاء عدن ورصدت مبلغ نصف مليون دينار لمن يدل عليه، إلا أنها عجزت أن تطاله فقد كان عبدالفتاح يتحرك بسرية وحذر وفق نظام تخف ابتدع من وحي ظروف المعارك.
ولتوسيع نطاق المجابهة والعمل السياسي أجرى عبدالفتاح حوارات مع القوى الأخرى منها اتحاد الشعب الديمقراطي، وإلى جانب قيادته للعمل الفدائي فقد كان في طليعة المشاركين في العمل السياسي فقد شارك في التحضير للمؤتمر العام الأول للجبهة القومية الذي انعقد في تعز في يونيو 1965م وانتخب عضواً في المجلس التنفيذي، إذ شكل المؤتمر نقلة كبيرة في تصعيد الكفاح المسلح، ففي عدن ذكرت الاحصاءات البريطانية أن الخسائر التي منيت بها بريطانيا وصلت إلى ست وثلاثين إصابة بين قتيل وجريح عام 1964م وفي عام 1965م وصلت الحوادث أي العمليات العسكرية إلى «286» حادثة تسببت في«227» إصابة بين قتيل وجريح.
جبهة جديدة
ترك عبدالفتاح إسماعيل عدن إلى تعز بعد 13يناير 1966م حين أعلن الدمج القسري بعد إعلان جبهة التحرير الدمج بين الجبهة القومية ومنظمة التحرير، وتشكيل جبهة جديدة باسم جبهة التحرير وتمثل الأخيرة القوى التي رفضت الكفاح المسلح، وتم تشكيل جبهة التحرير بدافع من الجهاز المصري المشرف على مساعدات كفاح الشعب منذ البداية تحت مبرر وحدة القوى الوطنية وفي الواقع أن الأجهزة المصرية تحسست من الاستقلال القيادي الذي تمارسه قياداتها، وواجهت عملية الدمج رفضاً واسعاً من قيادات وقواعد الجبهة القومية.
شارك عبدالفتاح في اجتماعات كوادر الجبهة القومية التي استدعيت إلى تعز بعد إعلان الدمج والذي تم دون موافقة قيادات الجهبة القومية، وتوصلت تلك الاجتماعات إلى تصور لمواجهة الموقف والتفت قيادات الجبهة حوله ليصبح بمثابة الرجل الأول في ظل احتجاز أمين عام الجبهة القومية المناضل قحطان الشعبي في القاهرة، وتم الاتفاق على الإعداد لمؤتمر عام.
في تلك الأثناء تعرض عبدالفتاح إلى الاختطاف من قبل رجال مخابرات مصريين ونقل إلى صنعاء مع أحد زملائه، حيث ظل فيها عدة أيام ثم نقلته القيادة المصرية إلى القاهرة وأبقي تحت الإقامة الجبرية هناك.
في مارس 1966م أعلن في القاهرة تشكيل مجلس القيادة جبهة التحرير قوامه«12» عضواً نصفهم يمثلون الجبهة القومية والنصف الآخر يمثل منظمة التحرير، وكان عبدالفتاح إسماعيل واحداً من ممثلي الجبهة القومية في قيادة جبهة التحرير.
ورغم ذلك عقدت الجبهة القومية مؤتمراً سرياً في مدينة جبلة في يونيو 1966م وكان عبدالفتاح من العناصر التي انتخبت لقيادة الجبهة القومية.
وفي القاهرة شارك عبدالفتاح إسماعيل في الحوارات التي دارت بين الجبهة القومية ومنظمة التحرير وخاصة بعد تفاقم الصراع الضاري الذي تفاقم بسبب تشكيل المجلس الوطني لجبهة التحرير وكان ضمن وفد الحوار الذي استمر شهرين في القاهرة وعلى ضوء نتائجه عقد مؤتمر الاسكندرية في أغسطس 1966م ورغم الاتفاق حول تشكيل تنظيم جبهوي مشترك وليس تنظيماً موحداً، كما هو الدمج القسري إلا أن إدراك الجبهة القومية أن اتفاقية الاسكندرية أملته عبارات تكتيكية من قبل قيادة منظمة التحرير أدى إلى أن إعلان الجبهة القومية انسلاخها عن جبهة التحرير ومواصلة كفاحها بشكل مستقل، وتم الإعلان الرسمي في المؤتمر العام الثالث الذي انعقد في منطقة «حمر ديسمبر 1966م».
أعيد انتخاب عبدالفتاح إسماعيل إلى قيادة الجبهة في مؤتمر حمر وأصبح عضو اللجنة التنفيذية أعلى اطار قيادي ومن منطلق اعتماد الجبهة القومية على الذات مضت في تجربة السيطرة على المناطق ولم يأت سبتمبر 1967م إلا وقد سيطرت على معظم المناطق الريفية.
بعد الاستقلال
وفي نوفمبر 1967م اعترفت بريطانيا أن الجبهة القومية لم تعد منظمة إرهابية واعترفت بها كممثلة لشعب الجنوب وقررت التفاوض مع قيادتها.
ترأس عبدالفتاح إسماعيل رئيس وفد الجبهة القومية في اللقاء الذي عقد مع الزعيم جمال عبدالناصر، في نوفمبر 1967م وأصبح عضواً في وفد الجبهة القومية المفاوض من أجل الاستقلال برئاسة المناضل قحطان الشعبي.
استمرت المفاوضات زهاء عشرة أيام في جنيف وعاد الوفد إلى عدن في 30نوفمبر وأمام حشد جماهيري قرأ عبدالفتاح بيان الاستقلال.
تولى في أول حكومة للاستقلال وزيراً للارشاد القومي وشئون الوحدة، إلى جانب عضويته في اللجنة التنفيذية وعضوية في القيادة العامة للجبهة القومية.
وشارك في المؤتمر العام الرابع وهو أول مؤتمر علني عقدته الجبهة القومية في السادس من مارس 1967م ساد المؤتمر تياران الأول مع وثائق المؤتمر الرامية إلى حركة تغيير ثورية لصالح الكادحين يدعو إلى التغيير الجذري، وادخال جيش التحرير والفدائيين إلى الجيش، وتطهيره من القيادات التي وقفت مع الاستعمار أثناء مرحلة التحرير، والآخر يرى أن اتجاه السلطة ينبغي أن يسير وفق حركة إصلاحية متدرجة وأطلق على التيار الأول التيار اليساري والآخر التيار الإصلاحي ولم يمض سوى «14» يوماً حتى أقدم قادة الجيش على انقلاب ضد التيار اليساري تحت حجة التخلص من الشيوعيين.
تعرض عبدالفتاح إلى الاعتقال مع عدد من رفاقه، كما تعرض إلى الضرب المبرح نقل على إثره إلى المستشفى.
بعد أن تراجع قادة الانقلاب أمام المقاومة الشعبية والعسكرية القوية لقواعد الجبهة القومية، وتم تخليص المعتقلين وأغلبهم من قادة حرب التحرير ومن السجون لينتقل بعضهم إلى المناطق الريفية وسافر عبدالفتاح للعلاج إلى بلغاريا.
سيطر ممثلو التيار اليساري على بعض مناطق الريف، حيث أعلنوا في 14مايو1968م القتال باتجاه إسقاط السلطة.
وفي هذه الأثناء عاد عبدالفتاح إسماعيل إلى تعز، حيث كرس جهده مستقصياً الأوضاع الداخلية إذ تحول مقره من تعز إلى ملتقى العناصر القيادية فتمكن من قيادة الحوار مع رفاقه وقيادة السلطة وتوصل إلى صلح على قاعدة الاتفاق حول برنامج استكمال مرحلة التحرير الوطني وعاد إلى عدن كما عاد كل الآخرين.
لكن الصراع استمر وتمكن عبدالفتاح مع رفاقه من حسم الصراع في إطار قيادة الجبهة القومية مما أدى إلى تقديم قحطان الشعبي استقالته في 22يونيو 1969م وحل محله في مجلس الرئاسة سالم ربيع علي سالمين رئيساً وأصبح عبدالفتاح عضو مجلس الرئاسة، والأمين العام للجبهة القومية.
قاد عبدالفتاح الحوار بين التنظيم السياسي للجبهة القومية، وحزب الطليعة الشعبية فرع الجنوب والاتحاد الشعبي الديمقراطي، وفي أكتوبر 1976م عقد مؤتمر وحد الفصائل الثلاث في تنظيم واحد التنظيم السياسي الموحد الجبهة القومية وانتخب أميناً عاماً له، وانتخب سالم ربيع علي أميناً عاماً مساعداً وشكلت حكومة مشتركة، واجه عبدالفتاح تياراً متطرفاً التف حول الرئيس سالم ربيع علي الذي تزعم حركة تثوير المجتمع، من خلال الانتفاضات الفلاحية والتأميم الشامل وإنهاء سلطة البرجوازية الصغيرة، ونشر الثقافة الثورية، ولم ينته هذا التيار إلا بعد أحداث دموية تفاقمت في يونيو 1978م إثر اغتيال المقدم أحمد الغشمي رئيس الجمهورية في الشمال، وتوصلت اللجنة المركزية للتنظيم السياسي الموحد مع الرئيس سالم ربيع علي إلى تقديم استقالته، والرحيل إلى إديس أبابا، لكن أنصاره اختاروا المواجهة العسكرية، وبعد أن حسمت المعركة لصالح الشرعية التنظيمية تعرض الرئيس «سالمين» إلى الاعتقال والمحاكمة الحزبية وحكم عليه بالإعدام.
فتاح رئيساً
بعد هذه الأحداث انتخب عبدالفتاح إسماعيل رئيس مجلس هيئة رئاسة مجلس الشعب، وأميناً عاماً للتنظيم السياسي الموحد الجبهة القومية، وقاد الحوار مع الفصائل اليسارية حتى تم تشكيل الحزب الاشتراكي اليمني كحزب لساحة اليمن كلها في أكتوبر 1978م
وفي هذه الأثناء إندلعت حرب أهلية نتج عنها انعقاد مؤتمر قمة في الكويت وفي 30مارس 1979م ضم رئيسي الشطرين عبدالفتاح إسماعيل والمقدم علي عبدالله صالح توصلا خلاله إلى اتفاق إنهاء الصراع بين الشمال والجنوب باتفاق حدد الخطوات العملية لإعادة تحقيق الوحدة اليمنية على أساس الوحدة الاندماجية.
أثار ذلك الاتفاق تحفظ العناصر القيادية ذات الثقل في قيادة الحزب مما خلق أمامه صعوبات وتآمراً اتخذ شكل التكتل ضده من قبل المكتب السياسي بزعامة علي ناصر محمد رئيس الوزراء، وتجنباً لأية مواجهة قدم عبدالفتاح استقالته في 30أبريل 1980م في ظل عدم رضا قواعد الحزب الاشتراكي التي أبدت استعدادها للالتفاف حوله، وخاصة حين رفض المتكتلون ضده تقديم استقالته أمام اللجنة المركزية لكنه رفض أي نوع من أنواع المواجهة، وفي 25يونيو 1980م غادر عدن إلى موسكو التي اختارها مكاناً لمنفاه.
غادر عبدالفتاح إسماعيل منفاه في 7مارس 1985م عائداً إلى عدن تحت إلحاح قواعد الحزب الاشتراكي وكوادره وعدد من أعضاء المكتب السياسي بعد أن كشفت للجميع أن استقالته كانت بسبب الضغوط التآمرية التي طوقته.
وجاءت عودته بعد خمس سنوات من النفي وبضغط حزبي أجبر المكتب السياسي للحزب الاشتراكي على الاستجابة لطلب القواعد الحزبية.
الصراع الأحمر
وفور عودته تولى منصب سكرتير الدائرة العامة للحزب، لكن عودته جاءت في ظل صراع محتدم على السلطة تمثل في قطبين هما الرئيس علي ناصر محمد وأنصاره والعميد علي أحمد ناصر عنتر وأنصاره، مما أدى إلى انقسام بين أوساط الحزب، وامتد الصراع ليتخذ طابعاً مناطقياً وقبلياً داخل الحزب وخارجه.
حاول عبدالفتاح بكل جهده الحفاظ على وحدة الحزب والاحتكام إلى المؤتمر العام الثالث الذي انعقد في أكتوبر 1985م وخرج المؤتمر بانتخاب قيادة جديدة، وقرارات لإنهاء الصراع، وكان عبدالفتاح من العناصر التي قوبلت باحترام وتأييد، وانتخب عضواً في المكتب السياسي، لكن الخلاف تفاقم بعد المؤتمر عند توزيع الاختصاصات في المكتب السياسي، ولأن أغلبية المكتب السياسي، لم تكن مؤيدة للرئيس علي ناصر محمد الأمين العام للحزب، فقد حاول التملص من عقد اجتماع المكتب السياسي، لعدم رضاه بأن يتولى عبدالفتاح الدائرة التنظيمية، وهي أهم الدوائر الحزبية، وأنساق الرئيس علي ناصر محمد إلى محاولة التخلص من خصومه، وهو ما حدث في 13يناير 1986م يوم انعقاد المكتب السياسي، حين أوعز لأنصاره من أعضاء المكتب بعدم الحضور، بينما حضر الآخرون من خصومه وحال تواجدهم في قاعة الاجتماع باشر رئيس حرس الرئيس علي ناصر إطلاق النار قتل على إثرها، علي أحمد ناصر عنتر، وصالح مصلح، وعلي شايع ونجا عبدالفتاح وآخرون رغم أن بياناً صادراً من الرئيس علي ناصر أذيع بعد ظهر نفس اليوم أعلن فيه أن مؤامرة واجهها وتم إعدام المتآمرين وهكذا اندلعت حرب أهلية دامت عشرة أيام ذهب ضحيتها مئات من كوادر وأعضاء الحزب والمواطنين كانت بدايتها عملية الاغتيال وضرب منزل عبدالفتاح بالمدافع.
تمكن عبدالفتاح مع الأحياء من رفاقه بمحاولة إسعاف من أصيبوا، وأجرى اتصالات هاتفية بعدد من رفاقه وفي المساء وصلت مصفحات تقودها عناصر من الموالين للتكتل المؤيد لتيار علي أحمد ناصر عنتر، خرج عبدالفتاح من مبنى اللجنة المركزية واعتلى واحدة منها.. واختفى منذ تلك اللحظة ليثير الجدل حول مسألة اختفائه التي لم تفسر سوى أنه استشهد في ذلك اليوم الأسود.
الاختفاء الأسطوري
مثل استشهاد أو اختفاء عبدالفتاح إسماعيل في أحداث 13يناير 1986م لغزاً غامضاً أثار الجدل والتخمينات والتأويلات والأقاويل التي ذهبت بعضها إلى أنه أخفي في مكان مجهول بينما أكدت أخرى مقتله واستشهاده أثناء محاولته الخروج من مقر اللجنة المركزية للحزب الاشتراكي عبر مدرعة.. في حين قال البعض إنه أعدم على يد رفقائه.. ومنذ ذلك التاريخ وإلى الآن يثير البعض بين فترة وأخرى انه ما يزال على قيد الحياة بل ويأتي من يؤكد التقاءه بعبد الفتاح اسماعيل محاولاً إقناع الناس ببقائه على قيد الحياة.. !! فما هي الحقيقة ؟!
الحقيقة المؤكدة ان زعيماً وقائداً كعبدالفتاح إسماعيل الذي كان مثيراً للجدل ومثيراً للإعجاب في حياته، من الطبيعي ان يكون أيضاً مثيراً للجدل في موته واستشهاده وأن يحاط بهالة أسطورية يستحقها وان كان الجميع مقتنعاً بمسألة استشهاده رغم عدم وجود قرائن على وفاته.
حالة شك
في حديث صحفي أكد العقيد عمر عبدالفتاح إسماعيل نجل الزعيم «فتاح» أن كل المعلومات والقرائن لم تؤكد بالجزم انه كان داخل المدرعة التي قيل انه قتل داخلها، ولم تنف أية معلومات أخرى أنه وجد في مكان آخر مقتولاً أو حياً أو محروقاً أو أي شيء من ذلك يؤكد على وفاته في 13يناير.
ويقول العقيد عمر عبدالفتاح :
غموض استشهاد عبدالفتاح اسماعيل سيظل حالة شك دائمة لدينا ولدى الناس أيضاً حتى تتم معرفة المصير المجهول لتلك الشخصية السياسية والقيادية التي ينبغي أن يكون مصيرها معلوماً للجميع.. وحقيقة نحن نبحث عن مصير عبدالفتاح إسماعيل بمعنى هل استشهد في إطار المعركة أم تمت تصفيته.. وهذا هو الذي يؤرقنا وما يزال يشغل قدراً من تفكيرنا ليس بدافع الثأر والانتقام لأننا ندرك أن عبدالفتاح اسماعيل زعيم سياسي ومناضل تاريخي لذلك فمن هذا المنظور نرى أن من حقنا أن نعرف المصير المجهول الذي وقع فيه.
هالة أسطورية
لا شك أن الجميع مقتنع ومؤمن بمسألة استشهاد عبدالفتاح إسماعيل في أحداث 13يناير ولكن الاختلاف الحاصل هو في عدم معرفة موقع استشهاده وكيفية استشهاده ومعظم الروايات تذهب إلى أنه قتل في المدرعة التي خرج فيها من مقر اللجنة المركزية.
وهو ماذهبت إليه لجنة تقصي الحقائق التي تم تشكيلها آنذاك لمعرفة لغز مقتل عبدالفتاح والتي قدمت تقريراً تضمن اعتقاداً جازماً بأن عبدالفتاح إسماعيل احترق داخل المدرعة التي خرج فيها ولم يكن هناك أي دليل أو برهان عقلي لأية ادعاءات أخرى.
أما قضية التشكيك في مقتله فتعود كما كان يرى الاستاذ جار الله عمر - إلى دوافع سياسية وإلى مثالية ونموذجية عبدالفتاح اسماعيل كفيلسوف ومنظر وأديب.
وأضاف جار الله في حديث حول ذلك.. «وأعتقد أن ذلك الاختفاء الأسطوري يتفق مع حياته ومكانته والأشياء المتداولة حول موته والروايات العديدة التي ظهرت بعد ذلك تتفق مع شخصية عبدالفتاح اسماعيل الذي يستحق فعلاً هذه الهالة الاسطورية.
فتاح .. مناضلاً.. ومفكراً.. وأديباً
لم يكن الزعيم الوطني عبدالفتاح إسماعيل مناضلاً وحامل بندقية من أجل الوطن فقط بل كان أيضاً زعيماً وقائداً ومثقفاً وأديباً وشاعراً..
فمن يتابع حياته النضالية ودوره البارز في كل المراحل، مرحلة النضال، ومرحلة السلطة، ومرحلة إبعاده عن السلطة سيلمس بصفاء ذلك التجانس الدائم والمستمر بين تفكير المناضل وممارسته، ويدرك عمق ثقافته التي ترنو به إلى مصاف الفكر والأدب.
فقد كان عبدالفتاح شاعراً ومفكراً وأديباً وطنياً.. وصدر له ديوان بعنوان «نجمة البحر»، كما صدر له عدد من الكتب أهمها كتاب بعنوان «مرحلة الثورة الوطنية الديمقراطية» وكتاب آخر بعنوان «الثقافة الوطنية».. وصدرت عدد من الكتب عنه ونشرت مئات المقالات والدراسات عنه.
وفي إحدى الفعاليات الأدبية التي نظمت مؤخراً لاستعراض مسيرة عبدالفتاح اسماعيل الأدبية وتلاحمها مع الثورة والوحدة والإنسان، قال عنه الأديب الكبير الدكتور عبدالعزيز المقالح المستشار الثقافي لرئيس الجمهورية متحدثاً عن حياته النضالية والثقافية والأدبية:
عرفت الشهيد المناضل عبدالفتاح اسماعيل في أوائل الستينيات بعد ثورة 26سبتمبر المجيدة، وقد كان أحد المهتمين بالثورة اليمنية في ضوء تفجير ثورة سبتمبر، وكان يجمع الشباب الموجودين في عدن وينسق لوصولهم إلى شمال الوطن للدفاع عن الثورة، وكللت جهوده بحشد عشرات الآلاف للدفاع عن الثورة.. وكان عبدالفتاح من أوائل المناضلين الذين لم يكتفوا بالقيادة وإنما مارس النضال وحمل السلاح.. وقد عرفته بعد ذلك بفترة طويلة وكان واضحاً انه من القيادات العظيمة والمهمة في تاريخ اليمن الحديث، فقد كان وحدوياً نادر المثال حقاً وان الوحدة ظلت تشغله كثيراً وكان يقول أتمنى أن أكون مواطناً عادياً في يمن موحد.. وفي اعتقادي أقول بصدق: انه لو أعيد تحقيق الوحدة وهو موجود لما اختار إلا أن يكون مواطناً عادياً لأنه كان أزهد الناس عن المناصب وكان يتمنى لو تفرغ للشعر والقراءة والفكر.
صفحة مضيئة
أما الاستاذة هدى أبلان أمين عام اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين فقد أكدت أن عبدالفتاح اسماعيل يمثل صفحة مضيئة في سفر النضال الوطني واعتبرته من أكبر الرموز الوطنية والثقافية في اليمن وقالت : عرف الجميع عبدالفتاح اسماعيل خلال حياته زعيماً وطنياً ومثقفاً وسياسياً وشاعراً.. فقد طرق عبدالفتاح بوابة الفن الانساني الجميل بروح المبدع والانسان فكتب قصائده التي هضمتها السياسة بآلتها الثقيلة وحاولت طمس الأثر الشيوعي لزعيم وقائد اشتغل على مضامين الحب والوحدة والبسطاء والأحلام.. الكبيرة.. وقد كانت قصائده هي الوحدة التي عمل على رسم ملامحها الأول بزهد العارف وروح الشاعر وتضحية المناضل.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.