سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
لمجرد تلويحه بالعودة لخيار الثورة .. الإصلاح يتخلي عنه وكرمان تطالب بإقالته وصحف إصلاحية تتحامل عليه أعنف هجوم إصلاحي مباغت ضد حليفة في رئاسة الحكومة بعد مقالة هدد فيه بإسقاط التسوية
فتح ناشطون ووسائل إعلام التجمع ايمني للإصلاح النار بشكل غير متوقع على رئيس حكومة الوفاق الوطني محمد سالم باسندوة, مطالبين باستقالته أو إقالته من منصبه على خلفية موقفه الذي لوح فيه إلى امكانية التخلي عن التسوية السياسية والعودة إلى خيار "الثورة". واعتبر الهجوم الإصلاحي أن باسندوة بمقاله الذي كتبه لصحيفة "الوطن" السعودية, وهدد فيه الرعاة الدوليين للمبادرة الخليجية بالتخلي عن التسوية, يعد أمرا "مستغربا" ويستوجب أن يتم بفعله إقالته من رئاسة الحكومة. ونشرت صحف ومواقع إلكتروني إصلاحية العديد من التقارير ذات الطابع الهجومي ضد باسندوة وموقفه, كما امتلأت صفحات التواصل الاجتماعي, خصوصاً "فيسبوك" بالتعليقات الساخطة ضد باسندوة كتبها ناشطون إصلاحيون كانوا إلى وقت قريب على رأس المدافعين عن باسندوة في وجه الانتقادات العامة له. ردة الفعل الإصلاحية على مقال باسندوة جاءت غزيرة بالمفارقات, وفي مقدمتها أن الهجوم جاء على يد شخصيات كتوكل كرمان. ومكمن المفارقة تصدت لانتقاد باسندوة على مضمون موقفه الذي يلوح بالعودة إلى "خيار الثورة"؛ الثورة نفسها التي تعد كرمان ناشطة قيادية فيها, وبسببها حصلت على جائزة نوبل الدولية. وقالت توكل كرمان في تصريح تناقلته مواقع الإعلام الإصلاحية, وبينها موقع "عدن أونلاين" إن ما أقدم عليه باسندوة كان خطوة غير موفقة, حد وصفها, معتبرة أن رئيس الحكومة طوال توليه هذا المنصب "لم يفعل شيئاً لمساندة الرئيس هادي كما يفترض وكما تنص عليه المبادرة الخليجية (حيث) ترك كل المهام الكبيرة على الرئيس ولم يفعل أي شي ويتصرف وكأن اليمن تمر بظروف عادية". ودعت كرمان الرئيس هادي إلى إقامة الحكومة برمتها إن لم تقدم استقالتها, وأن يأتي بحكومة أخرى قادرة على أن تعينه في أداء مهامه التي وصفتها ب "العظيمة", مضيفة: "ونحن معه وجميع أبناء شعبنا يقفون إلى جانبه" (أي هادي) . كما ذكرت كرمان أن باسندوة تخلي عن التوجه نحو "جمع مائة مليار دولار لليمن في مؤتمر المنانحين القادم", وذلك في إشارة منها إلى نتائج تهديد باسندوة بإسقاط التسوية السياسية التي على أساسها سينعقد مؤتمر المناحين, وستقدم تلك الأموال لدعم اتفاقات التسوية. من جانبه, نشر موقع صحيفة "الأهالي" المحسوبة على التجمع اليمني للإصلاح, تقريراً نسب فيه إلى مراقبين دون أن يسميهم, قولهم إن بقاء باسندوة رئيساً للحكومة في ظل قناعته بفشل التسوية وفشل مواقع رئيس الحكومة, يعد ضرباً من الخداع للشعب وقوى الثورة. وأضافت الصحيفه أن "لا سبيل للحفاظ على مستوى من القيادة الأخلاقية لشخص رئيس الوزراء سوى بتقديم استقالة فورية من موقعه كرئيس لحكومة الوفاق والنزول للساحات لقيادة الثورة". بينما نقل موقع "نشوان نيوز" القريب أيضاً من الإصلاح, أن باسندوة بمقاله المذكور أراد "أن يدافه عن أدائة", في إشارة إلى فشله كرئيس للحكومة. ونقل الموقع أيضاً عن مصادر إعلامية قولها إن "الأستاذ على الصراري الذي عين مؤخراً كمستشار إعلامي لرئيس الوزراء, هو من أشار على رئيس الوزراء محمد سالم باسندوة, مضيفة أنه, ربما, ساعد في تحريره", بحسب تعبير الموقع. "الأولى" اتصلت بالمستشار الإعلامي والسياسي لرئيس الوزراء على الصراري, الذي رد على أسئلتها بنفي أن تكون له علاقة بمقال باسندوة, وشن بدوره هجوماً لاذغا على مهاجمي رئيس الحكومة. وقال الصراري:"إن ترديد مثل تلك الأخبار الكاذبة يدل على أن من يقف وراءها ناس مفلسون سياسياً وأخلاقياً, يحولون السياسة بممارستهم اللاأخلاقية إلى شيء لا يحتمل", واصفاً تلك الإشعاعات – حد قوله – بالكلام الفارغ والدعاية الواضحة التي تستهدف رئيس الوزراء في المقام الأول. وأضاف: "على من لم يعجبهم ما قاله باسندوة في المقال أن يردوا عليه وعلى أفكاره التي طرحها بمنطق محترم, لا الانحدار وترديد الدعايات المغرضة, واتهام أشخاص ونشر أخبار غير صحيحة عن ذلك , بحيث يظهرون أنفسهم في مواقف لا أخلاقية". وذكر الصراري أن محمد سالم باسندوة "من كبار مثقفي البلد, ولا يحتاج لأحد وهو متحدث بارع وكاتب جيد – حد وصفه – وصدر له العديد من الكتب, ونشر الكثير من المقالات مسبقاً, وليس بحاجة لمن يكتب له أو يساعده مثل غيره من الذين – قال إنهم – يعتمدون على الغير في كتابة مقالاتهم, ويظهرون في الصورة ماسكون أقلامهم. وأشار إلى أن الحملة التي يتعرض لها باسندوة من قبل عدد من الأطراف, ليست جديدة, وتعرض لها منذ تولية المسؤولية لأنه يقود عملية التغيير, وعلى من يردد مثل تلك الأخبار الارتقاء بأدائهم إلى مستواه. وعلى الأرجح, فإن موقف باسندوة المهدد بالتخلي عن التسوية السياسية شكل ضغطا على حزب الإصلاح المتحمس للمضي في التسوية, رغم أن باسندوة استند في موقفة هذا إلى ما وصفها بالعراقيل التي يتبناها المؤتمر الشعبي العام ومن وصفهم ب"بقايا النظام". ومن شأن هذا الموقف من رئيس الحكومة الذي يشغل المنصب بفعل تحالفه مع أحزاب اللقاء المشترك, وعلى رأسها الإصلاح, من شأنه أن يعزز مواقف الأطراف اليمنية الرافضة للمبادرة الخليجية والتسوية السياسية برمتها, وهي الأطراف التي تعيش حالة اشتباكات مع الإصلاح, كالحراك والحوثيين وأطياف من الشباب المستقل في ساحات الثورة. يشار إلى أن مقال باسندوة نشره في صحيفة "الوطن" السعودية, وأعادت نشرة "الأولى" أمس الاثنين, وقد اعتبر فيه أن الرعاة الدوليين للمبادرة بدأوا يتراخون عن دورهم في ظل تزايد محاولات المؤتمر ومؤيدي الرئيس السابق صالح, للالتفاف على التسوية. وشدد باسندوة على أن المجتمع الدولي ما لم يضغط باتجاه هذه العراقيل, فسيكون على أحزاب المشترك والقوى الثورية التخلي عن "التسوية", والعودة إلى خيار "الثورة". المصدر : صحيفة "لأولى"