تونس (ا ف ب) انتقد الرئيس التونسي منصف المرزوقي في خطاب القي باسمه في افتتاح المؤتمر العام الثاني لحزبه الجمعة، حلفاءه الاسلاميين في حركة النهضة التي اتهمها بالسعي "للسيطرة على مفاصل الدولة". واثارت تصريحات المرزوقي استياء قادة في حركة النهضة حضروا افتتاح مؤتمر حزبه المؤتمر من اجل الجمهورية، من بينهم رئيس الحركة راشد الغنوشي ورئيس مجلس شورى الحركة عبد الفتاح مورو. وقد غادر عدد من قادة الحركة والوزراء الاعضاء فيها القاعة احتجاجا على الخطاب. وقال المرزوقي في الخطاب الذي القاه نيابة عنه احد مستشاريه في افتتاح مؤتمر حزب المؤتمر من اجل الجمهورية ان "اخواننا في النهضة يسعون للسيطرة على مفاصل الدولة الادارية والسياسية عبر تسمية انصارهم (سواء) توفرت (فيهم) الكفاءة ام لم تتوفر". ورأى ان هذه "ممارسات تذكر بالعهد البائد"، في اشارة الى عهد الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي (1987-2011). وحزب المؤتمر من اجل الجمهورية شريك لحركة النهضة في الائتلاف الثلاثي الحاكم الذي يضم ايضا حزب التكتل. وانتقد المرزوقي الذي اسس حزب المؤتمر من اجل الجمهورية في 2001 "اصرارهم (النهضة) على النظام البرلماني". وقال "لدغنا من هذا الجحر مباشرة بعد الاستقلال وعانينا نصف قرن من تبعات جمع حزب وان حصل على الاغلبية بصفة ديموقراطية، للسلطتين التنفيذية والتشريعية في بلد هيأته القرون للدكتاتورية لا للديموقراطية". ورفض حزبا التكتل والمؤتمر واحزاب معارضة مطلب النهضة اعتماد نظام برلماني صرف ودعوا إلى نظام رئاسي معدل تتوزع فيه السلطات بين رئيس الدولة ورئيس الحكومة. من جهة اخرى، اتهم منصف المرزوقي الحكومة التي يرأسها حمادي الجبالي الامين العام لحركة النهضة ب"التأخير في بعث مشاريع التنمية في الجهات المحرومة (...) والتردد في اطلاق عنان العدالة الانتقالية ومحاسبة الفاسدين وتسوية ملفات الجرحى وعائلات الشهداء" الذين سقطوا خلال الثورة التي اطاحت بنظام بن علي. وقال "هم (الحكومة) لا يرون جدوى الدخول في معارك لا طائل منها بخصوص استقلالية الاعلام والقضاء والهيئة الوطنية لتنظيم الانتخابات وكلها تؤلب علينا جزءا من الرأي العام يمكن ان يكون بجانبنا". واشار الى "بطء غير مقبول في انطلاق المشاريع ما ادى الى نفاد صبر مناطق حذرت كثيرا من انفجارها". ورأى ان اعمال العنف التي اندلعت خلال الشهر الجاري في ولاية سيدي بوزيد (وسط غرب)، مهد الثورة التونسية تشكل "جرس انذار يجب اخذه بجدية بدل الاكتفاء بطمأنة النفس والقول انها حركة شباب طائش باعداد قليلة تحركها احزاب متطرفة ووراؤها فلول (حزب) التجمع" الحاكم في عهد بن علي. ورأى المرزوقي انه "لو لم يكن هناك احتقان حقيقي ومطالب شرعية لم تلب وحوار مطلوب لم يستجب له، لما أعطيت الفرصة للمصطادين في الماء العكر". وانتقد المرزوقي "خيارات حركة النهضة التي بيدها جل الوزارات واهمها"، مشيرا خصوصا الى دعوتها الى استصدار قانون ل"تجريم الاعتداء على المقدسات". وقال متسائلا "اذا سارعنا لقانون يجرم التطاول على المقدسات الا يجب ايضا ان نجرم (ظاهرة) التكفير" المنتشرة في صفوف جماعات دينية تونسية متشددة. انتقد الرئيس التونسي منصف المرزوقي في خطاب القي باسمه في افتتاح المؤتمر العام الثاني لحزبه الجمعة، حلفاءه الاسلاميين في حركة النهضة التي اتهمها بالسعي "للسيطرة على مفاصل الدولة" واضاف "اذا دخلنا في منطق المنع فالى اي حد نذهب؟ وهل لا يتهددنا خطر الانزلاق الى ضرب المكسب الاكبر (الحرية) الذي ثار من اجله الشعب؟". وحمل المرزوقي بشكل غير مباشر الحكومة مسؤولية "تواصل عنف بعض الغلاة (السلفيين)"، مؤكدا انه "من حق ومن واجب الدولة انطلاقا من شرعيتها كف اذاهم عن الناس والتصدي بالقانون لمن يدمر صورة تونس ويشوه ثورتها". من جهة اخرى، دعا المرزوقي حزب المؤتمر الى ان "يكون دوما وبلا ادنى تحفظ نصيرا قويا وعنيدا وصلبا لكل الحقوق والحريات الواردة في الإعلان العالمي لحقوق الانسان". كما دعا نواب الحزب في المجلس التأسيسي الى "التمسك الكلي بحقوق الانسان وحقوق المرأة بصفة خاصة وتضمينها في دستورنا بصريح العبارة وبدون لف ودوران وبرفض كل الجمل المثيرة للجدل العقيم من نوع المرأة التي تكمل الرجل". وقال ان "المساواة تامة او لا تكون اذ يكفي ان ينقص منها ابسط جزء لكي تصبح آليا مساواة منقوصة أي مساواة مزيفة". وكانت منظمات حقوقية انتقدت صيغة بند دستوري اقترحته حركة النهضة مؤخرا وينص على ان العلاقة بين الرجل والمراة علاقة "تكامل" وليس علاقة مساواة. وقد اعتبرت هذه الصيغة مدخلا للالتفاف على مكاسب المرأة التونسية التي تحظى بوضع حقوقي فريد من نوعه في العالم العربي. وقال رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي الذي حضر الافتتاح "نحن نخالف (المنصف المرزوقي) في كثير من الآراء ونعتبر أنها لا تعبر عن (رأي حزب) المؤتمر". وغادر قياديون بارزون في النهضة قاعة المؤتمر احتجاجا على خطاب المرزوقي، من بينهم علي العريض وزير الداخلية وسمير ديلو الناطق الرسمي باسم الحكومة ووزير حقوق الانسان والعدالة الانتقالية وعبد الفتاح مورو عضو مجلس الشورى في حركة النهضة. ويواصل حزب المؤتمر من اجل الجمهورية اعمال مؤتمره السبت.