تبذل قيادة وزارة التربية والتعليم جهودا حثيثة لأخونة المناصب والإدارات الحساسة في الوزارة. وتأتي هذه الجهود في إطار اجندات لقيادات في تجمع الإصلاح لتدجين الأجيال القادمة بمفاهيم اخوانية، ما يساهم في بقاؤهم في الحكم لعقود قادمة. وكانت تغييرات كثيرة قد شهدتها الوزارة لعدد من مدراء العموم ورؤساء الأقسام في ديوان الوزارة، وتم استبدالهم بشخصيات من تجمع الإصلاح ومحسوبين على نافذين في ذات الحزب. وفي إطار ذات المساعي تم تعيين أكثر من ثلاثين مدير مدرسة من ذات الحزب في أمانة العاصمة، في حين تقول مصادر أن بعض مدراء المدارس في أرياف محافظتي صنعاء وعمران استبدلوا تحية العلم في طابور الصباح بالشعار الذي كان يردد في المعاهد العلمية. وكانت أخر الخطوات التي أقدم عليها وزير التربية والتعليم الإصلاحي عبد الرزاق الأشول توقيع اتفاقيتين وعقد تقديم استشارة مع جامعة العلوم والتكنولوجيا المحسوبة على تجمع الإصلاح. ورأى مراقبون أن هذه الخطوة تندرج في إطار اخونة التربية والتعليم، خاصة وأن هناك العديد من المراكز البحثية التابعة للوزارة، فضلا عن جامعة صنعاء الحكومية التي تزخر بالعديد من الكفاءات العلمية في هذا الجانب. ونصت الاتفاقية الأولى حسب موقع الإعلام التربوي التابع للوازرة على التعاون العلمي والأكاديمي بين الوزارة والجامعة، بما يعزز علاقات التعاون بين الطرفين ويعود عليهما وعلى المجتمع بالنفع خاصة في مجال تطوير التفوق ورعاية المبدعين والموهوبين والتكنولوجيا والتعليم الإلكتروني والصحة المدرسية والإرشاد المهني للطلاب. وبموجب الاتفاقية تعتبر الجامعة جهة من الجهات الاستشارية لوزارة التربية والتعليم في المجالات المذكورة. وقضت الاتفاقية الثانية بأن ترعى الجامعة حفل تكريم أوائل الثانوية العامة، بحيث تشرف الجامعة على تنظيم الفعالية بالتنسيق مع الوزارة ورعاية الجوائز، على أن تقدم الجامعة منحة مجانية لمن يلتحق بها هذا العام 2012/ 2013م، فضلا عن دورة لغة انجليزية بواقع 50 ساعة ل 53 طالب وطالبة وكذا تقديم 53 ساعة يد. وهذا الاتفاقية فيها نوع من الترويج للجامعة لدى الخريجين الجدد، وجذبهم إلى مقاعدها. وقضى عقد تقديم الاستشارة على قيام الجامعة كجهة استشارية بتجهيز 8 أدلة لجوائز وزارة التربية والتعليم للتميز والإبداع مقابل مبلغ وقدرة 24 الف دولار أمريكي، على أن تشارك الجامعة في رعاية الأدلة بمبلغ يعادل 20 بالمائة من قيمة العقد، والذي يعد بمثابة ايجاد مورد جديد للجامعة من الخزينة العامة. الدكتور عادل الشرجبي أستاذ علم الاجتماع بجامعة صنعاء أعتبر في منشور على صفحته في الفيسبوك ما أقدم عليه وزير التربية والتعليم بأنه استمرار لنفس الأساليب والآليات التي كان النظام السابق يتعامل بها مع المنظمات الموالية. وأوضح الشرجبي أن مثل هذه الآليات تتوافر فيها كل خصائص الفساد، كون العقد تم دون أي تنافس وبالأمر المباشر، وفي مهمة يستطيع مستشاروا الوزارة انجازها.