قال ل"الشارع" مصدر مطلع إن اللواء علي محسن الأحمر, قائد المنطقة الشمالية الغربية العسكرية – قائد الفرقة الأولى مدرع, سيتوجه, إلى المملكة العربية السعودية, ضمن وفد عسكري, لمناقشة المشاكل التي تشهدها الحدود بين بلادنا والسعودية على ذمة الجدار الحاجز الذي تعتزم المملكة المضي في بنائه في ظل أحتجاجات قبائل يمنية وسعودية بشان هذا الجدار. واوضح المصدر, الذي طلب عدم ذكر اسمه, أن الوفد العسكري هو في الأساس اللجنة العسكرية اليمنية المكلفة بمتابعة وضع الحدود مع السعودية ويرأسها رئيس هيئة الاركان العامة؛ غير ان اللافت هو مشاركة علي محسن فيها, وافاد المصدر بأن اللجنة لم تجتمع مع نظيرتها السعودية منذ أكثر من عامين, ولم يقدم المصدر أي معلومات بشان أسباب مرافقة علي محسن للجنة. وذكلر المصدر أن "علي محسن سيشارك في اجتماعات اللجنة مع نظيرتها السعودية وسيبقى هناك بحجة إجراء فحوصات طبية". وتأتي زيارة الوفد العسكري على خلفية معارضة قبائل يمنية لإقامة الجدار العازل, الذي تحاول السعودية استئناف العمل فيه لفصل أراضيها على الأراضي اليمنية. وكان الأمير محمد بن ناصر بن عبد العزيز, أمير منطقة جازان, قال لصحيفة "الرياض" السعودية, الأسبوع الماضي, إن "إيقاف السكان للمقاولين وعرقلتهم عن تنفيذ أعمال مشروع حرم الحدود بين السعودية واليمن أمر غير مقبول". وفيما أكد عدم تهاون بلاده مع "الاعتصامات التي أثارت البلبلة", والتي قال عنها تتم "بسبب تأخر صرف التعويضات"؛ شدد على أنها "لن تسمح" باستمرار عرقلة بناء الجدار, وأنها "مهتمة أكثر من أصحابها بحل جميع المشاكل, سواء من حيث الوثائق أو الأراضي الزراعية أو البيوت, وأن كلا سيعوض". وترفض بعض القبائل الموجودة على الحدود فكرة المشروع السعودي الذي سيعزلهم عن المنطقة؛ غير أن أمير جازان قال إن "مشروع حرم الحدود يأتي بالنفع على الجميع في السعودية, من خلال منع دخول الممنوعات من مخدرات والسلاح وغيرها إلى أراضي المملكة, حيث انه يمتد من الموسم إلى الخراخير بمسافة تقل وتزيد من منطقة إلى أخرى تصل إلى عشرين أو خمس عشرة أو عشرة كيلومترات". وفي حدود جازان تعارض قبائل دهم اليمنية استئناف السلطات السعودية بناء الجدار العازل, وقال, السبت الماضي, ل"الشارع", الشيخ حسن ابو هدرة, رئيس ملتقى شباب بكيل, إنه تم, الجمعة , تسليم حرس الحدود السعودية رسالتين, إحداهما من قبائل دهم, والأخرى من الملتقى, طالبتا السلطات السعودية بإيقاف بناء الجدار, والإيفاء بالتزاماتها التي قطعتها تجاه المناطق الحدودية اليمنية عند توقيع اتفاقية جدة الحدودية عام 2000م. وأوضح "أبو هدرة" أن قبائل دهم تطالب السعودية بتعويض المناطق الحدودية اليمنية عن الأراضي التي أخذتها بموجب اتفاقية جدة لترسيم الحدود؛ مشيراً إلى أن المملكة بدأت العمل لاستكشاف النفط في أراض يمنية أخذتها بموجب اتفاقية الحدود, في منطقة "أم شداد" اليمنية, التي يقع الحقل النفطي الجديد في أراض تابعة لها. وقال أن السلطات السعودية حفرت نحو 30 بئرا في أراضي تابعة لمنطقة "النقيحا" – الجوف, عادت لها بموجب اتفاقية ترسيم الحدود, واستخدمتها لتزويد منطقة نجران بالمياه, التي تعاني من نقصاً منها, وأفاد بأن السعودية بدأت قبل نحو 8 أشهر, بعملية ضخ المياه إلى نجران, التي تقع على بعد نحو 160 كم من "النقيحا", وهو الأمر الذي يهدد باستنزاف المياه على منطقة "اليتمة" الزراعية اليمنية, وجميع المناطق اليمنية في الشريط الحدودي في الجوف. وأكد "أبو هدرة" أن المياه بدأت بالفعل تقل في مزارع اليمنيين على الحدود. وطبقاً ل" أبو هدرة"؛ فقد هددت رسالتا قبائل دهم وملتقى شباب بكيل باقتلاع علامات ترسيم الحدود في حال أصرت السعودية على المضي في بناء الجدار العازل. وقال: "في حال لم تتجاوب معنا السلطات السعودية فإننا سنضطر إلى قلع علامات ترسيم الحدود, ونصب خيام في أراضينا, وسنبسط نفوذنا على هذه الأراضي, ولدينا وثائق تؤكد ملكيتنا لها منذ مئات السنين بين قبائل يام ودهم, ونحن لا نعترف بأي وثيقة غير ذلك, وسكوتنا حتى الآن بمثابة احترام لحق الجوار, ونطالب السعودية بالإيفاء بالالتزامات التي تعهدت بها مع الجانب اليمني عن توقيع اتفاقية جدة, وتنصل من تلك الالتزامات الجانبان, واكتفيا بصرف مبالغ مالية لعدد من المشائخ". وأضاف: "التزمت السعودية عن توقيع اتفاقية جدة منفذ خاص عبر اليتمة لقبائل دهم؛ غير أن ذلك لم يتم. كما التزمت ببناء ممستشفى للمناطق الحدودية اليمنية؛ إلا أنها لم تف بذلك". وفيما قال "أبو هدرة" ان الجدار العازل سيمنع القبائل اليمنية من حق الرعي, وهو حق منصوص عليه في اتفاقية الحدود؛ أشار إلى أن حرس الحدود السعودي أحرق, قبل خمسة أشهر, عشرة جمال تابعة ليمنيين؛ لأنها عبرت الحدود لتري في منطقة"اليتمة". وذكر "أبو هدرة" أن الجدار العازل يمتد من صعدة, ووصل إلى منطقة "البقع", ثم امتد على منطقة "القفال", وتوقف هناك قبل نحو أربع سنوات, وأستأنفت السعودية استكمال بنائه. وحضرت إيران على هامش هذا الاعتراض القبلي؛ إذ قال "أبو هدرة" إن ملتقى شباب بكيل تواصل مع الهلال الأحمر الإيراني, عبر السفارة الإيرانية في صنعاء, واتفقنا معه على أن يقوم ببناء مستشفى يحمل أسم مستشفى الصداقة, بسعة ستين سريراً, في المناطق الحدودية المحرومة, التي وعدت السعودية ببناء مستشفى فيها ولم تف بذلك, وتمويل مشروع مياه في الصحراء في الشريط الحدودي في منطقة اليتمة, ومن المتوقع أن يتم وضع حجر الأساس له وللمستشفى خلال الأيام القادمة, وبحضور وفد إيراني".