أثار قرار مناصفة قوام مؤتمر الحوار الوطني بين الشمال والجنوب، ردود أفعال، كان أخرها بيان رجال دين أهدروا فيه دماء أعضاء اللجنة الفنية للحوار. وفي هذا الصدد نقل موقع "عدن الغد" في خبر له عن مصدر في لجنة الحوار كشف فيه حقيقة تمثيل الجنوبين في مؤتمر الحوار ب"50%". وأشار المصدر أن القرار اتخذ بعناية شديدة ووفق حسابات سياسية خططت لها واتفقت بشأنها قوى النفوذ في صنعاء . وأوضح المصدر حسب "عدن الغد" أن القرار اتخذ بعد توافق بين عدد من قوى النفوذ في صنعاء بينها قيادات في تجمع الإصلاح والمؤتمر الشعبي العام. وكشف أن هذه النسبة ستوزع لاحقا بين القوى السياسية في الجنوب حيث سيدفع المؤتمر وحزب الإصلاح بالقوى السياسية التابعة لهما في الجنوب والتي تم تفريخها مؤخراً باعتبارها قوى جنوبية يجب ان تمثل ضمن قوام ال 50 % المخصصة للجنوب فيما تدفع قوى نفوذ قبلية أخرى بتكوينات تحمل مسميات جنوبية للدخول ضمن خطة تقاسم هذه النسبة. وبحسب المصدر سيتمكن حزبي الإصلاح والمؤتمر وقوى نفوذ أخرى في صنعاء من الاستيلاء على اكبر حصة ممكنة، قد تفوق ال 40 % من التمثيل الممنوح للجنوبيين، عن طريق الادعاء بان هذه المكونات السياسية التابعة لهذه القوى بأنها جنوبية ومن حقها المشاركة والاستحواذ على الحصة الممنوحة للجنوبيين والمقدرة ب 50 % بينما هي في الحقيقة جزء من هذه الأحزاب وقوى النفوذ في صنعاء. وأعتبر المصدر أن توجه حزبي المؤتمر الشعبي العام وتجمع الإصلاح خلال الأشهر الماضية لتشكيل مكونات سياسية تحمل مسمى "الجنوب" خلال الأشهر الماضية لم يأت من فراغ وإنما كان هدفه اقتناص فرصة منح الجنوبيين نسبة تمثيل متساوية مع الشماليين ومن ثم الانقضاض عليها. وأكد المصدر ان التمثيل الحقيقي للجنوبيين ستكون نسبته 10%، موضحا ان القوى السياسية التي شكلتها أحزاب الإصلاح والمؤتمر في الجنوب ستكون ممثلة لهذه الأحزاب ولن تكون ممثلة للجنوب بأي شكل من الأشكال. وحسب "عدن الغد" فقد شكل تجمع الإصلاح خلال الأشهر الماضية كيان تحت مسمى جنوبي بهدف المشاركة في الحوار أسماه (تكتل القوى الثورية الجنوبية ) فيما شكل المؤتمر الشعبي العام قبل ذلك كيان سياسي تحت مسمى "الملتقى الوطني لأبناء الجنوب"، ودعم رجل الأعمال والقيادي في تجمع الإصلاح في الآونة الأخيرة "حميد الأحمر" تشكيل كيان جديد تحت مسمى "التكتل المدني المستقل" الذي يرأسه القيادي في الإصلاح نبيل غانم. يذكر أن حزبي المؤتمر الشعبي العام اللذان يمثلان واجهة النظام في الجمهورية العربية اليمنية، فضلا عن شراكتهم في اجتياح الجنوب في حرب صيف 1994م، لا تزال القوى التقليدية تسيطر على القرار الحزبي فيهما، وتتخذ منهما مطية للاستحواذ على السلطة وتجييرها لخدمة اجندتهما.