وقد شهدت العمليات المسلحة التي تقوم بها قوات الجيش في مناطق من صعده فتورا ملحوظا مساء أمس ، إلا أنها لم تلبث معاودتها لنشاطها في الصباح الباكر من يومنا هذا الخميس . وقالت مصادر محليه وأمنية أن معلومات بسقوط مالا يقل عن 80 شخصا ما بين قتيل وجريح على خلفية العمليات العسكرية والاشتباكات بين الحوثيين والجيش في مناطق المهاذر والخفجي والملاحيط . واستهدفت ضربات الجيش معاقل الحوثي في منطقة مطره وضحيان وبني معاذ والشبكة وآل سالم ومراد وحيدان والجمعة وغيرها من المناطق التي كانت أهدافا للمدفعية من مواقع الجيش القريبة من مدينة صعدة ، وكذا من منطقة الملاحيط . واكدت مصادر صحافية أن اللجنة الأمنية العليا أبلغت المجلس بقراراتها المتخذة في اجتماعها المنعقد مساء الأربعاء الفائت حيال تطورات الأوضاع التي تشهدها محافظة صعدة، والمتزامنة مع إعلان السلطة المحلية لحالة الطوارئ في صعده . وقالت مصادر مطلعة في محافظة صعدة إن المجلس المحلي وقف أمام تلك النقاط التي وضعتها اللجنة كبنود من شأنها تحقيق السلام في المحافظة في حال وافق عليها الحوثيون والتزموا بما جاء فيها. وذكرت المصادرإن من أهم البنود المشار إليها، والتي تناولت بالتركيز في المقام الأول على اشتراط انسحاب جماعة الحوثي من جميع المديريات ورفع كافة النقاط المعيقة لحركة المواطنين، والنزول من الجبال والمواقع المتمترسين فيها وإنهاء التقطع وأعمال التخريب. وتضمنت البنود تسليم المعدات التي استولى عليها الحوثيون من مدنية وعسكرية، بالإضافة إلى عدم إغفالها للمختطفين الأجانب الذين اختصتهم ببندين من بنودها المحددة ، ونص الأول على الكشف عن مصير المختطفين الأجانب الستة أسرة ألمانية وبريطاني ، كون المعلومات تؤكد بان عناصر التمرد وراء عملية الاختطاف ، كما جاء فيها ، والثاني طالبهم بتسليم المختطفين من أبناء محافظة صعدة. وفيما شددت اللجنة الأمنية على أهمية تطبيق هذه النقاط إذا كان لديهم رغبة في السلام ، فقد ركزت على عدم التدخل في شؤون السلطة المحلية بأي شكل من الأشكال من قبل الحوثيين ، معتبرة أن ما جاء من بنود يعتبر فرصة أخيرة لمن أسمتهم بعناصر التخريب والتمرد في صعدة. مشيرة إلى أن قضية المضبوطين على ذمة أحداث فتنة التمرد يمكن حلها في حال نفذت الخطوات الست المذكورة دون مماطلة أو تسويف. مؤكدة على أن الدولة ستعمل على إعادة بناء ما خلفته الحرب بسبب هذه الفتنة في إطار حرصها على إحلال الأمن والسلام وإعادة استتباب الأوضاع في محافظة صعده وتعزيز مسيرة التنمية الشاملة. ويأتي هذا الإعلان بعد يوم واحد من بدء القوات اليمنية هجوما مسلحا على معاقل الحوثيين في مناطق مختلفة من محافظة صعدة، بالإضافة إلى إعلان اللجنة الأمنية العليا والذي اعتبر بمثابة الاستعجال بإعادة الأمور إلى سابق عهدها فيما قبل الثلاثاء الماضي. إلى ذلك أكد محافظ صعدة حسن مناع في حديث للجزيرة مساء أمس استمرار العمليات حتى القضاء على جميع من وصفهم بعصابات الإجرام.