عاد, صباح أمس, العميد حفظ الله السدمي إلى قيادة اللواء 29 ميكا (العمالقة), المرابط في منطقة (حرف سفيان), التابعة لمحافظة عمران, بعد أن كان غادر الأربعاء الماضي إثر حالة تمرد ضده قام بها عدد من الجنود. وقالت ل "الشارع" مصادر عسكرية متطابقة في اللواء إن مئات الجنود والضباط, على رأسهم العميد الركن حميد القشيبي, قائد محور عمران- قائد اللواء 310 مدرع, الذي يتواجد في (العمالقة) منذ اليوم الأول للتمرد, (استقبلوا السدمي استقبالا حاشدا), كان قد جهز له منذ مساء أمس الأول. غير أن مصدرا أخر قال إن القشيبي استقبل السدمي داخل قيادة اللواء. وقال للصحيفة ضابط شارك في الاستقبال إن (قائد الكتيبة الأولى, العقيد الركن طه شمسان, المتهم بالوقوف وراء أحداث التمرد الأربعاء الماضي, كان من أوائل المستقبلين للعميد السدمي, عند بوابة اللواء). وأضاف: (رأيته ورأيت جنود كتيبته, إضافة إلى المئات من الجنود والضباط في اللواء اصطفوا لاستقبال القائد السدمي, وكانوا يطلقون النار في الهواء, تعبيرا عن الفرحة الغامرة بعودة قائد اللواء, ودليلا على انتهاء الخلافات التي نشبت في اللواء). وقال عدد من الجنود للصحيفة إنهم أطلقوا النار في الهواء من مختلف الأسلحة الخفيفة والمتوسطة, بينها الرشاشات 12/7, و23 المضاد للطيران, وشارك في إطلاق النار الجنود الذين كانوا في الموقع والنوبات. وأضاف هؤلاء الجنود: (لقد سلمنا عليه, والكل سلم عليه, وصافحه, وهناك من الجنود من حمله على الأكتاف منذ دخوله البوابة وحتى أمام القيادة). وقال جندي آخر: (لقد رأيت العشرات من المواطنين كانوا بالقرب من المعسكر يطلقون النار في الهواء, أثناء وصول السدمي, إلى القيادة صباح أمس). وأفاد الصحيفة جندي آخر بأنه تم حمل السدمي على الأكتاف, نحو 200 متر. وقال الجندي: (كنا نتزاحم على حمله, وعليكم أن تسألوا بقية الجنود, بالنسبة لي استطيع القول إنها فرحة كبيرة, عندما رجع القائد أحسسنا بالأمان). وأضاف: (لواء العمالقة محسود, وهناك من يريد تقسيمه وإضعافه, وتوزيعه على عدة وحدات. العمالقة قدم خيرة منتسبيه من الضباط والصف والجنود في كل المعارك التي خاضتها منذ تأسيسها, وخروج القائد بهذا الشكل, وظهور الخلافات بين منتسبي اللواء, هذا مع وهذا ضد, حقق أهداف المتربصين بالعمالقة). وأكد ضباط من اللواء عودة السدمي واستقباله من (جميع ضباط وجنود اللواء). وقال: (لقد سعدنا وسعد الجميع بعودته, وحتى قائد الكتيبة الأولى, وجنودها وضباطها, هم أيضا جزء لا يتجزأ من قوة اللواء, وهم فرحوا وأطلقوا النار مثلهم مثل غيرهم). ضابط ثالث قال: (أشفق على كل أولئك الذين كانوا قد راهنوا على عدم عودة السدمي إلى اللواء, وكانوا يقولون ويؤكدون ويحلفون الأيمان إن القائد لن يعود مجددا إلى قيادة اللواء, وأن قراراً بتعيين قائد آخر بدلاً منه سيصدر عما قريب). وأضاف: (رشحوا فلان الفلاني, وعينوا الضابط العلاني, وزكوا كثيرا من القادة لتولي القيادة خلفاً للسدمي, وتوجسوا كثيرا, ما جعل البعض يصدق بما كان يقوله بعضهم لبعض ولعدد من الجنود, وبعودة السدمي دحرت كل أقاويلهم ومزاعمهم). وقال جندي يدعى (علي) طلب عدم ذكر بقية اسمه: (اليوم دموعي نزلت من شدة الفرحة, عندما شاهدت قائد اللواء يسلم ويصافح الجنود والضباط. لقد أذلونا عندما تمكنوا من طرد القائد. هؤلاء زملاء؛ لكنا نعرف من حرضهم. هم طيبون, هم زملاؤنا وإخواننا؛ لكنهم صدقوا من كانوا يريدون أن نتقاتل داخل اللواء). وكان عشرات الجنود من الكتيبة الأولى, إحدى كتائب لواء العمالقة التي يقودها العقيد الركن طه شمسان, وهو شقيق القياديين البارزين في حزب التجمع اليمني للإصلاح, نفذوا, الأربعاء الماضي, عملية تمرد أطلقوا خلالها النار, ما دفع السدمي إلى مغادرة اللواء.