كتب / حمدي ردمان إلى أي مدى يمكن لغطرسة القوة أن تتحكم بشؤون البلاد وتتسلط على حرية الناس، وما حجم الخسارة الباهظة الناجمة عن تداعيات مثل هذا التحكم، هناك رغبة جامحة إلى كسر هيبة القانون، وتعطيله وفرض هيمنة القبيلة وتسلط المجموعات المسلحة، وذلك من وراء نزعة الاختطاف الخارجة عن كل القوانين والشرائع، والتي يمارسها النهمي محسن ومن يسيرون في فلكه. يمثل الاستمرار في الاختطافات التي تستهدف رجال المال والأعمال وخصوصاً المستثمرين المنتمين جغرافياً لمحافظة تعز من قبل مسلحين ومشائخ نافذين، تكريساً لسلطة القوة والنفوذ على حساب النظام والقانون.. فبعد أشهر من اختطاف المستثمر هائل عبده بشر من منزله القريب من وزارة الداخلية، تم اختطاف نجل مدير بنك اليمن أحمد ثابت الشاب طارق 24 عاماً ظهر الاثنين 24 ديسمبر 2012م من جولة عصر بأمانة العاصمة.. ويسرد “هاني” نجل المختطف هائل عبده بشر هذه الحادثة بقوله: “قام خاطف والدي المدعو محسن عائض بإرسال أولاد اخوانه إلى العاصمة لاختطاف طارق واقتياده إلى نهم حيث تم وضع المختطف في سجن بجوار والدي، وذلك بحجة أن والده أحمد ثابت يقوم بدعم والدي المختطف هائل عبده بشر، رغم عدم وجود أي علاقة بينهما لا من قريب ولا من بعيد، ونحمل وزارة الداخلية مسؤولية هذه الاختطافات التي تمارس في قلب أمانة العاصمة، والتي تعبر عن تسيب وإهمال الوزارة لمسؤوليتها في حماية المواطنين ورجال المال والأعمال وحماية أملاكهم، وكذلك تقصير الوزارة في ملاحقة أمثال مختطف والدي الذي ينتمي إلى حزب وزير الداخلية، ويتنقل بكل حرية وكأنه لم يرتكب أي جرم، وإذا كان وزير الداخلية لا يستطيع حماية المواطنين من الأفضل له أن يستقبل..” ويضيف هاني: “أعتقد أن اختطاف طارق جاء بهدف زيادة الضغط علينا حتى نرضخ لطلباتهم، وإهمال وزارة الداخلية في ملاحقة الخاطفين جعلهم يتمادون أكثر في نزواتهم، ويستمرون في تهديدي وتهديد أسرتي بالمزيد من أعمال الاختطاف، لدرجة أن الخاطف هددني باختطاف المستثمر ورجل الأعمال شاهر عبدالحق إن لم نستجب لطلبه بمبرر أنه من المنطقة التي ننتمي لها.. لقد أبلغت أحمد ثابت الذي يتواجد في السعودية في أعمال خاصة باختطاف ولده، وذلك بعد أن عرفنا أن طارق مختطف من قبل محسن عائض عندما اتصل لأسرته من نهم”.. ويوضح هاني: “ ننتظر الآن ما ستفعله الدولة إزاء اختطاف والدي وبقية رجال الأعمال، لو كان للخاطفين أي مطالب فهناك قضاء وهناك جهات رسمية ووسائل قانونية يحصلون على مطالبهم من خلالها، وإننا نطالب بالقبض على الخاطفين وتسليمهم للعدالة وإعادة المختطفين الأبرياء إلى أسرهم بسلام، كما أطالب رئيس الجمهورية بالتدخل الفوري للإفراج عن جميع من تم اختطافهم، من المستثمرين ورجال الأعمال لأن اختطافهم يمثل خطراً على مستقبل الوطن، وخلخلة لأمنه واستقراره وخصوصاً أن الخاطفين يهددون باختطاف رجال أعمال كبار أمثال شاهر عبدالحق، فكيف سيوجد استثمار في البلاد والمستثمرون مهددون بالاعتقال والاختطاف، حينها سترحل رؤوس الأموال إلى خارج البلاد ولن يبقى أحد.. وقال: إنني اخاطب وزير الداخلية وأقول له إن الخاطف من حزبك ويتحرك بكل سهولة، وقد قام بتهديدي من تلفونه الشخصي وهذا نصها حرفياً: “يا هاني ما نفع أحمد علي جيشه ولا فلوسه في نهم ما بالك أنت يا صاحب تعز، لازم نقتص منك، دم في دمائنا ومال في أرضنا والزمن يديكم ما دمنا بعدكم بإذن الله” . فما رأيك يا وزير الداخلية بهذا التهديد الذي اعتبره بلاغاً للنائب العام، وماذا أنت فاعل إنني احملك مسؤولية حياة والدي بصفة شخصية. واختتم هاني حديثه قائلاً: “أقول بهذه المناسبة للنائب محمد علي أبو لحوم الذي يمثل الدائرة التي فيها الخاطف وهو شيخ الخاطف أيضاً: قبل أن تدخل مؤتمر الحوار الوطني عليك أن تحاور الخاطف محسن عائض أحد رعيتكم حول اختطاف والدي وطارق أحمد ثابت لأنك تعلم أن الاختطاف جريمة، وعليك أن تجعل منطقتك آمنة، وليس سجناً للمخطوفين أو مزرعة للخاطفين، وأكرر مطالبتي لرئيس الجمهورية بالتدخل الفوري والعاجل لإطلاق سراح والدي وجميع المختطفين وخصوصاً القابعين في سجون محسن عائض في نهم.