تمكنت وساطة قبيلة, أمس, من الإفراج عن قاطرتين, كان مسلحون قبليون من "آل طعيمان" في محافظة مأرب, قد سيطروا عليهما يوم أمس الأول، وكانتا تحملان معدات الفرق الهندسية أثناء اتجاهها لإصلاح أنبوب النفط. وقالت ل"الشارع" مصادر محلية إن الوساطة قادها الشيخ جعبل طعيمان, عضو مجلس النواب عن صرواح, وأفضت الوساطة إلى الإفراج عن القاطرتين مقابل التزام طعيمان بتوظيف المسلحين الذين فجروا أنبوب النفط فجر أمس الأول. وذكرت أن المسلحين في قرية الزور بصرواح, أفرجوا عن القاطرتين, لكنهم لم يسمحوا لهما بمواصلة المهمة التي خرجتا من أجلها في إصلاح أنبوب النفط, وطلبوا منهما العودة إلى مأرب. وأرجعت المصادر سبب ذلك إلى عدم ثقتهم بتنفيذ الوعود التي تعهدت بها الوساطة القبيلة, أو ربما تم إطلاق القاطرتين خوفاً من قصف الجيش للقرية, خاصة وأنه أصبح محاصرا لها من الاتجاه الغربي والاتجاه الشمالي. وتابعت المصادر إن مسلحين من قرية الزور, من آل عبدان وآل الدولة, وجمعيهم من آل طعيمان, حملوا أسلحتهم واعتلوا التباب المطلة على القرية من جهة الشرق, وتمركزوا في مقابلة موقع "الطلعة الحمراء" العسكرية التابع للواء 312 مدرع, لمنع عودة الفرق الهندسية أو صد أي تعزيزات عسكرية من المنطقة العسكرية الثالثة. وطبقاً للمصادر؛ فإن آل محسن بن فلاح بن طعيمان, من اهالي قرية الزور, رفضوا مشاركة المسلحين في التمترس على التباب المطلة على القرية, بسبب أنه لم يسمح للقاطرات بمواصلة طريقها لإصلاح أنبوب النفط, بحسب الوساطة القبلية. وفيما تحدثت مصادر عسكرية بأن عودة القاطرتين إلى مركز محافظة مأرب وعدم مواصلة إصلاح الأنبوب كان سببه خلل فني فيها. وقالت مصادر أخرى بأن عودة القاطرتين كان بسبب رفض الفرق الفنية الذهاب لإصلاح العطل خوفا من استهدافها من قبل المسلحين الذين تمترسوا في أكثر من موقع. ويعود تمترس الجيش في مواقع قريبة من مساكن المسلحين, بعد أقل من شهرين من انسحابها من تلك المواقع, بناء على وساطة قبلية قادها الشيخ محمد بن ناجي الغادر, نصت على التزام القبائل بحماية الطريق العام وعدم استحداث نقاط قبلية, وأيضا الالتزام بحماية أنبوب النفط, مقابل انسحاب الجيش من مواقعه. وكان مسلحون قبليون من آل طعيمان قاموا, في مارس الماضي, باستهداف محطة ضخ النفط في منطقة كوفل في صرواح, داخل قرية الزور, بسلاح ال أربي جي, ومدافع الهاون, ما دفع بالجيش إلى نشر قوات واسعة في صرواح, وزعت على عدد من المواقع والنقاط العسكرية المواجهة لقرية الزور. وبعد إنهاء ذلك التوتر, بناء على وساطة القبلية التي تمت في شهر أبريل الماضي, والتزام الطرفين بالاتفاق, عاد الجيش, أمس الأول, إلى مواقعه القديمة بعد إخلاء المسلحين القبليين بالوساطة واستهداف أنبوب النفط في الكيلو 88 في وادي انشر, وإعاقة الفرق الفنية من الوصول لإصلاحه.
