رغم أن تيار اليمين الإسلامي المصري كان ولا يزال يهاجم اتفاقية كامب ديفيد، إلاّ أن قياديا سلفيا أدلى بحوار لصحيفة إسرائيلية أكد فيه أن لامشكلة لديهم مع إسرائيل ومع استمرار اتفاقية كامب ديفيد وهو ما يجعل تصريحاته «أمرا غير عادي». القاهرة- نشرت صحيفة «تايمز أوف إسرائيل» العبرية حوارا الإثنين مع القيادي السلفي عماد عبد الغفور-رئيس حزب الوطن السلفي ومساعد الرئيس المصري- ونقلت عنه أنه ليس «لديه أية مشكلة مع استمرار اتفاقية كامب ديفيد» لكنه «طالب بزيادة أعداد الجنود المصريين على الحدود مع إسرائيل». وزعمت صحيفة (إسرائيل تايمز) أنها قامت بالحوار على هامش مؤتمر دافوس بالأردن الأحد. وقال «عبد الغفور»، بحسب الصحيفة، إنه ليس لديه أي مشكلة مع استمرارية اتفاقية كامب ديفيد بين مصر وإسرائيل، لكنه أضاف أنه «ينبغي زيادة عدد القوات المصرية المسموح بتواجدها في سيناء». وأشار مستشار الرئيس لشؤون التواصل المجتمعي إلى أن العلاقات بين مصر وإسرائيل تتقدم على النحو المطلوب. وتقول الصحيفة الإسرائيلية إن تيار اليمين الإسلامي كان ولا يزال يهاجم اتفاقية كامب ديفيد، التي وقعها الرئيس المصري الراحل أنور السادات ورئيس الوزراء الإسرائيلي مناحيم بيجن، وهو ما يجعل تصريحات عبد الغفور «أمرا غير عادي». وبموجب الاتفاقية الموقعة عام 1978 فإنه غير مسموح بأي تواجد عسكري مصري في منطقة 20-40 كيلومترا التي تبعد عن الشريط الحدودي الغربي مع إسرائيل، فيما تسمح بتواجد محدود للقوات الإسرائيلية لا يتجاوز أربع كتائب مشاة على بعد 3 كيلو مترات. لذا عندما شنت مصر العملية «نسر» في أغسطس 2012، عقب تفجير نقطة تفتيش عسكرية داخل سيناء أسفر عن مقتل 16 جنديًا مصريًا، حصلت مصر على إذن من إسرائيل لنشر آلاف من القوات المدعومة بناقلات جند مدرعة وطائرات هيلكوبتر هجومية. وقال عبد الغفور إن الاتفاقات الشفهية بين القادة العسكريين لنشر الجنود ليست كافية، إذ يجب تعديل اتفاقية كامب ديفيد نفسها بحيث تسمح بمزيد من القوات المصرية على أرض الواقع، في ظل الوضع الأمني الحالي، مضيفًا «يجب على المسؤولين الأمنيين من الجانبين الاتفاق على العدد المحدد للجنود المصريين المسموح بتواجدهم في سيناء». وقالت الصحيفة إن عبد الغفور قال خلالها « يجب أن يزيد عدد الجنود المصريين في سيناء ولكن لا توجد أي مشكلة بالنسبة إلينا في السلام مع إسرائيل، أو في معاهدة السلام بين القاهرة وتل أبيب». وأضاف المستشار السلفي، الذي انشق مؤخرا عن حزب النور ليؤسس حزبًا جديدا «نريد أن يكون حزب الوطن مشاركا فعالا في بناء عالم من الكرامة والعدالة الاجتماعية، نريد أن تكون الشريعة الإسلامية واقعا نعيشه، وليست خطابا». وبسؤال الصحيفة الإسرائيلية عن رأيه في قرار المحكمة الدستورية العليا حظر الشعارات الدينية في الدعاية الانتخابية، قال عبد الغفور إنه «يجب التمييز بين الوعود الدينية الصريحة، مثل الوعد بالجنة مقابل التصويت لحزب معين، والكلمات الأكثر حيادا مثل العدالة التي قد يساء فهمها واعتبارها دينية». والمعروف أن مصر تقوم بإدخال قوات ومعدات ثقيلة لسيناء بموافقة إسرائيل، ولا تستطيع الاحتفاظ بهذه القوات أو الإبقاء عليها دون إذن من تل أبيب. من جانبه، قال محمد نور، المتحدث باسم حزب الوطن، إنه «لم يحدث أن أدلى الدكتور عماد عبد الغفور بأية تصريحات للصحف الإسرائيلية، وإنه لم يدلِ عامة بتصريحات تؤكد أنه لا توجد مشكلة مع إسرائيل، مضيفًا أن هذه ثوابت وطنية للجميع نرفض التطبيع الثقافي أو الاقتصادي أو على أي مستوى مع هذا الكيان». و أضاف نور في مداخلة هاتفية مع برنامج «هنا العاصمة» الذي يذاع على قناة «سي بي سي»، أن «عماد عبد الغفور لم يجرِ حواراً سوى مع واشنطن بوست، وليس مع أي صحف أخرى وقال حتى لو تنكر الصحفي، فهذا لم يحدث أن أدلى بتصريحات مثل هذه». وحول لقائه بإسرائيل في دافوس، قال نور إنه لن نستطيع أن نمنع إسرائيل من التواجد على أية منصات أو مستوى. كما نفى مساعد رئيس الجمهورية المصري، عماد عبد الغفور، ما تناقلته وسائل الإعلام حول مقابلة له مع صحيفة «تايمز أوف إسرائيل». ونشر المكتب الإعلامي لحزب الوطن السلفي الذي يترأسه عبد الغفور، بياناً على فيسبوك، نص على أن حزب الوطن، برئاسة عماد عبد الغفور، ينفي تماما صحة ما ذكرته إحدى الصحف المحلية عن لقاء أجراه عبد الغفور مع صحيفة إسرائيلية وحديثه عن اتفاقية كامب ديفيد»، وأشار البيان إلى أن «هذا كلام مفبرك وعار تماما من الصحة». غير أن مراقبين مصريين أكدوا أن «ما قاله عبد الغفور عن اتفاقية كامب ديفيد ورغبته في استمرار السلام بين مصر وإسرائيل، لا يجب أن يكون مفاجأة للمجتمع المصري، خاصة أنه يتفق مع تصريحات مؤسسة الرئاسة وجماعة الإخوان والتي أكدوا فيها احترامهم لاتفاقية كامب ديفيد».