أكد رجل الدين محمد الحزمي, القيادي في التجمع اليمني للإصلاح, مقتل الضباط اليمنيين الخمسة المختطفين لدى "جبهة النصرة" في محافظة حلب السورية. وقال الحزمي, في اتصال أجرته مع "الشارع" مساء أمس: "تبين لنا من خلال الإخوة في تركيا مقتل الضباط اليمنيين المبتعثين للدراسة في سوريا, بعد أن تم اختطافهم على يد جبهة النصرة العام الماضي. وأضاف: "تأكد لنا خبر مقتل هؤلاء الضباط اليمنيين في غارة جوية للجيش السوري, استهدف من خلالها إحدى المناطق التي كانوا يتواجدون فيها مختطفين لدى جبهة النصرة في مدينة حلب". وكان الحزمي, وآخرون, قد قاموا بعدة وساطات خارج اليمن, وبالتعاون مع طرف تركي في محاولة لإقناع "جبهة النصرة" من أجل الإفراج عن الضباط اليمنيين المختطفين؛ إلا أن نلك الوساطات لم تُكلل بنجاح. وأوضح الحزمي أنه ترأس لجنة الوساطة اليمنية المكلفة بالتفاوض مع الخاطفين من "جبهة النصرة" السورية, من اجل إطلاق الضباط اليمنيين, مشيرا الى أنه تلقى نبأ مقتل الضباط اليمنيين الخمسة قبل شهرين و20 يوماً؛ غير أنه لم يعلن ذلك في حينه, حتى يتأكد من صحة ذلك. وقال الحزمي: "زرت تركيا وسوريا, والتقيت, في إحدى المرات, بعدد من أعضاء جبهة النصرة في مدينة حلب, ولمست منهم تجاوباً لإطلاق سراح الضباط المخطوفين, كانوا متجاوبين بالكلام, وفي الواقع لا نجد أي تجاوب". وقال: "أبلغنا الوسيط التركي, أمس (أمس الأول), تأكده من خبر مقتل الضباط المينيين الخمسة, بعد أن حصل على معلومات مؤكدة بشأن ذلك من قبل جبهة النصرة, كما أبلغنا أيضاً الأخ الدكتور طارق نعمان, والذي يعمل طبيباً في محافظة حلب, وبدورنا أبلغنا أهالي هؤلاء الضباط بما تبلغنا به". و"جبهة النصرة" تقاتل ضد نظام الرئيس السوري بشار الأسد ضمن جماعات إسلامية أخرى تحصل على دعم من قبل تركيا والسعودية وقطر وأمريكا وحلفائها, من أجل إسقاط النظام السوري. وكانت وزارة الدفاع اليمنية قد أكدت أن الضباط اليمنيين الخمسة كانوا يدرسون, مذ 2010م, دراسات عليا في الأكاديمية العسكرية في حلب, وتعرضوا للخطف, مطلع سبتمبر الماضي, أثناء سفرهم من حلب الى دمشق في طريق عودتهم الى دمشق, بعد استكمال دراستهم في كلية عسكرية, في حلب, وأعلنت "جبهة النصرة" المسلحة مسؤوليتها عن اختطافهم. وفي أكتوبر المنصرم, قالت صحيفة تابعة لوزارة الدفاع اليمنية إن وزارة الدفاع أجرت اتصالات تمكنت من خلالها من إيقاف تنفيذ أحكام صدرت بإعدام الضباط المختطفين, بتهمة دعم قوات النظام السوري. وفي أكتوبر 2012, بثت "جبهة النصرة" شريط فيديو مصوراً, على الانترنت, قالت فيه إنها تحتجز هؤلاء الضباط اليمنيين, الذين اتهمتهم بمساعدة النظام السوري في "قمع الثورة السورية". وقال الحزمي ل"الشارع" إن هؤلاء "الضباط كان يفترض أن يعودوا من حلب الى دمشق عبر الطيران؛ غير أن النظام السوري دفعهم الى السفر براً, رغم علمه أن الطريق الرئيسية بين حلب ودمشق مقطوعة من قبل الجيش الحر". وأضاف: "في الطريق أوقفهم الجيش الحر وحصل معهم بطاقات عسكرية, واتهموهم بأنهم مع النظام السوري, وأخذتهم جبهة النصرة". وتقول المعلومات إن "جبهة النصرة" هي التي قامت بقتل هؤلاء الضباط اليمنيين, واتهمت النظام السوري بذلك. ونقلت صحيفة "26 سبتمبر" عن مصدر مسؤول في وزارة الدفاع قوله إن وزير الدفاع, اللواء الركن محمد ناصر أحمد, كلف لجنة مختصة بالتواصل والتنسيق مع الجهات الرسمية وغير الرسمية في سوريا, ومع اللجنة الدولية للصليب الأحمر والمنظمات الدولية الأخرى من أجل الإفراج عن الضباط المحتجزين. وتناقلت وسائل الإعلام وصفحات على التواصل الاجتماعي "سورية" قبل نحو شهرين أنباء عن مقتل ضباط يمنيين في هجمات شنت على معسكرات تابعة لجماعة إسلامية.