ساعات قليلة عقب تمرير تسريبات إعلامية مؤتمرية اعقبت اجتماعاً استثنائياً للجنة العامة للمؤتمر بشأن تطورات الأحداث في البلاد, وسبل التعاطي معها, حيث أشارت هذه التسريبات الى أن اللجنة العامة للمؤتمر توصلت الى اتفاق غير نهائي على تسمية الرئيس السابق علي عبدالله صالح مرشحاً للانتخابات الرئاسية المقبلة, وعلى إثر ذلك غادر اللواء علي محسن الأحمر البلاد في زيارة مفاجئة للسعودية حمل خلالها- بحسب وسائل الإعلام الرسمية- رسالة من الرئيس هادي للعاهل السعودي تتعلق بتطورات الأحداث في البلاد. محللون سياسيون ربطوا بين التسريبات المؤتمرية بشأن ترشيح صالح للرئاسة وزيارة محسن للسعودية, بأنها زيارة استنجاد بالأخيرة من أجل ممارسة المزيد من الضغوطات على الرئيس السابق للحيلولة دون ترشيحه للرئاسة وللعدول عن مواقفه الرافضة للتمديد للرئيس هادي, علاوة على قيام علي محسن بتبرير قضية الرسالة المنسوبة له والتي بعثها لمرشد الإخوان بشأن دعمه لهم وانتقاداته للخليج, وعلى وجه الخصوص الإمارات والسعودية نظير مواقفهما من الأحداث الجارية في مصر, والعمل على تحسين صورته لدى الأسرة المالكة, وتقديم المزيد من قرابين الولاء والطاعة لها لضمان استمرارية الدعم الذي تمنحه إياه تحت مسمى "محاربة المد الشيعي في اليمن". هذا وقد أحدثت التسريبات المؤتمرية للرئاسة المقبلة ردود أفعال متباينة, ففي الوقت الذي استقبلها حزب الإصلاح بحالة من السخرية والاستهجان, معتبرين إياها عبارة عن مناورة سياسية للضغط على الرئيس هادي من أجل تخفيف الهجوم الذي شنه في الآونة الأخيرة على الرئيس السابق وحزب المؤتمر, نجد فيه أيضا قوى سياسية أخذت هذه التسريبات على محمل الجد, وسارعت الى التحذير من ذلك, ودعت الى تفعيل ملف رفع الحصانة والمطالبة بالمحاكمة وغيرها من أساليب الضغط التي تحتكرها للرئيس السابق في حال تراجعه عن التسوية السياسية, وعدم قبوله بالتخلي عن العمل السياسي بصورة نهائية. في الوقت الذي قوبلت هذه التسريبات بتباين داخل صفوف المؤتمرين, فهناك من رأى أنها غير منطقية, وهناك من أعلن تأييده الكامل لها, وهناك م دعا الى البحث عن مرشح آخر بعيداً عن الرئيس السابق والحالي, وطرحوا خيار تزكية نجل صالح العميد أحمد للترشيح لمنصب الرئيس, على اعتبار أنه الأنسب لقيادة البلاد خلال المرحلة المقبلة, على حد تعبيرهم.