لأول مرة لم يستطع الجنرال علي محسن مستشار رئيس الجمهورية من مقابلة الملك السعودي وولي عهده حيث كان يحظى محسن باستقبال كبير من الصف الأول في القيادة السعودية كلما قام بزيارة لأرض الحرمين لكنه في مهمته الأخيرة التي بدت حاسمة ومخيبة لآماله في نفس الوقت وجد أبواب الأسرة الحاكمة مغلقة أمامه وحسب ما تناولته المصادر فإن الملك السعودي أبلغ اللواء علي محسن بالبقاء في ديار الضيافة والانتظار إلى حين يجد الملك فرصة لمقابلته لكن مندوبي القصر الملكي عادوا إلى محسن مرة أخرى وأبلغوا أن صحة الملك لا تسمح له بمقابلته وعليه أن يسلم الرسالة لمقرن بن عبد العزيز النائب الثاني لرئيس الوزراء وقالوا له أن الملك قال أنه سوف يطلع على الرسالة ثم سيقوم بالتواصل معه أو مع الرئيس هادي والسؤال الذي يطرح نفسه إذا كانت صحة الملك لا تسمح فلماذا لم يقابله ولي العهد مثلاً.. وعلى نفس السياق قالت هذه المصادر أن الأعذار التي كانت تقدم لمحسن عن عدم إمكانية لقائه بالصف الأول من القيادة السعودية تختلف من يوم لآخر فمرة يقولون له أن صحة الملك لا تسمح ومرة أخرى يقولون له أنه جاء في وقت غير مناسب لأن القيادة السعودية مشغولة بالملفين السوري والمصري ومرة ثالثة قالوا له أن جدول لقاءات الملك مزحومة وأن زيارته أي محسن لم تكن مرتباً لها مسبقاً.. لكن مصادر مؤكدة أشارت إلى أن محسن حمل معه عدة ملفات إلى السعودية منها شخصية وأخرى حزبية اما ما ذكرته وسائل الإعلام الرسمية عن حمله رسالة من الرئيس هادي أو تلك التي أشارت إلى أن الهدف من زيارته مناقشة المخرجات المتوقعة من مؤتمر الحوار لم تكن سوى إيجاد تبرير إعلامي للزيارة. وبحسب هذه المصادر فإن الملفات التي حملها محسن معه ملف ترميم علاقة إخوان اليمن بالمملكة وإعادتها إلى طبيعتها بعد إصابتها بالفتور على إثر موقف قيادة الإخوان في اليمن من الثورة المصرية والتهكم على القيادات السعودية والخليجية.. وكان محسن قد طالب قبل سفره إلى السعودية قيادات الإصلاح ووسائل إعلامهم بالتهدئة الإعلامية وعدم الخوض في ما يتعلق بدعم المملكة لثورة 30 يونيو في مصر ووفقاً لهذه المصادر فإن محسن كان ينوي أن يقدم نفسه كوسيط بين الطرفين وليس كطرف وعند وصوله إلى السعودية سعى إلى تطمين من التقاهم من السعوديين بأن إخوان اليمن ليسو كإخوان مصر ونفى عن نفسه صحة الوثيقة التي نشرتها وسائل الإعلام على أنها رسالة منه إلى مهدي عاكف والذي يبدي فيها استعداده لدعم إخوان مصر وتجهيز المقاتلين وإرسالهم إليه لكن الشخصيات السعودية التي قابلته أكدت له أن إخوان اليمن هم من ضمن التنظيم العالمي للإخوان ولهم علاقات شخصية قوية مع قيادات الإخوان في مصر وأن هناك ارتباطاً وثيقاً بين إخوان اليمن وإخوان مصر ودللوا على ذلك بموقفي محمد اليدومي رئيس حزب الإصلاح وكذلك بموقف الشيخ حميد الأحمر القيادي في الحزب الذي قالوا أنه أساء للملك وللقيادات السعودية والخليجية عامة حين قال بأن من يدعم ما حدث في مصر هم القادة العجائز في المنطقة الذين يديرون الأحداث من غرف الإنعاش بالإضافة إلى اتهامه لحكم الإمارات بالمراهقين وعن هذا الملف فقد أشارت المصادر أن شخصيات سعودية طلبت من محسن أن يفك ارتباطه بقيادة الإخوان الذين تشددوا في موقفهم مع ما حدث في الساحة المصرية وذكروا له موقفي اليدومي والأحمر وأكدوا له أن موقف إخوان اليمن الحالي سيعيق أي تقدم للعلاقة بين الطرفين.. وحتماً سيعيق العلاقة معه وعندما حاول أن يبدي لهم أنه وسيط وليس من الإخوان ذكروه بمواقفه السابقة التي دعاهم فيها إلى دعم الإخوان الذين قالوا أنهم يشكلون تهديداً على أمن السعودية وشددت الشخصيات السعودية على محسن بضرورة وقف تهريب السلاح إلى المملكة حيث قالوا إنها زادت في المرحلة الأخيرة وصار الأمن السعودي يكتشف شاحنات مسدسات يحاول مهربون إدخالها إلى أراضي المملكة.. ومن الملفات الأخرى التي كان محسن يرغب في تقديمها ملف الدعم المالي الذي يقدم لمشائخ ونافذين في اليمن عبر ما يسمى باللجنة الخاصة حيث تم إيقاف المبالغ الخاصة بكثير من الأسماء خلال السنة الماضية. بالإضافة إلى الملف الأمني المقدم من أحد الأطراف اليمنية إلى السعودية محدداً فيه دور جماعة الإخوان في اليمن في عدد كبير من القضايا والأحداث التي حصلت في اليمن وأيضاً في السعودية بالإضافة إلى دورهم في عملية تهريب شحنات من المسدسات التركية إلى الحدود السعودية.