القاهرة – باريس صدرت عن دار دان للنشر والتوزيع بالقاهرة ثلاثة كتب جديدة للكاتب والمخرج اليمني المقيم في فرنسا حميد عقبي، تنوّعت بين الشعر والمسرح، وجاءت لتؤكد استمراره في التجريب الإبداعي والانفتاح على أشكال فنية متعددة. الكتاب الأول يحمل عنوان «ألف ليلة وليلتين – نص مفتوح»، وهو الديوان الشعري السادس لعقبي، وقد قدّم له الناقد العراقي د. سعد التميمي، الذي وصفه بقوله: «يأتي ديوان ألف ليلة وليلتين بوصفه تجربة نصية ذات خصوصية تتماهى بين الشعر والسرد، وتعيد تشكيل المونولوج الداخلي في بنية أكثر تعقيدًا وحيوية. إنه ليس مجرد نص سردي أو قصيدة نثرية طويلة، بل فضاء أدبي متعدد الطبقات، تتداخل فيه الأصوات والذكريات والهواجس الفلسفية، متجسدًا في لغة تفيض بالحلم والاغتراب والتأمل العميق في مفاهيم الوجود والفقد والموت». وأضاف التميمي أن النص ينطلق من تجربة ذاتية تتجاوز البوح التقليدي، ليتحول إلى تأملات فلسفية تتنقل بين العوالم الواقعية والمتخيلة، مشكّلًا تيار وعي ينهدم ويُعاد بناؤه عبر تدفقات حرة للأفكار والمشاعر. كما يتجاوز السرد طابعه الداخلي، ليتحول إلى حوار بين شخصيات واقعية وأسطورية، مما يخلق تشابكًا ثريًا بين الذاتي والجمعي، وبين الواقعي والمتخيل. أما الكتاب الثاني فهو نص مسرحي بعنوان «فتافيت زرقاء»، وقد صدر مع ترجمته إلى اللغة الإنجليزية التي أنجزها المترجم اليمني محمد المخلافي، وراجعها الأستاذ والمترجم الكبير البروفيسور عبدالرحمن الدربجي. وقد كتب التقديم للنص العربي الكاتب والمخرج المسرحي د. علي الشوابكة، مؤكدًا على الأبعاد الرمزية والدرامية التي ينطوي عليها النص. أما الكتاب الثالث، فهو نص مسرحي بعنوان «أنشودة الحياة»، صدر بالعربية مع ترجمته إلى الفرنسية، وقد أنجز الترجمة علاء السعيدي، المترجم والباحث التونسي. يستند هذا النص إلى قصيدة طويلة للشاعر السوري صبري يوسف، وقد اشتغل عليها عقبي دراميًا ليخلق تجربة تتقاطع فيها تقنيات المسرح مع الشعر. وتُعد هذه التجربة امتدادًا لمشروعه المسرحي الشعري الذي سبق أن قدّم فيه نصوصًا مثل «بعض اللحظات»، الذي تفاعل فيه مع شعر الشاعرة اللبنانية دورين سعد الصادر عن المجلة العربية للترجمة في لندن، ونص «يا إلهي»، المستلهم من مقتطفات شعرية للشاعر اليمني الكبير عبدالعزيز المقالح، وقد نُشر في كتابه السابق «ثلاثة نصوص مسرحية من زمن الحرب اليمنية» الصادر عن أطياف للترجمة ولنشر بالمغرب العربي.