عار يا جنوبيون، وعار العار.!    السامعي يوجّه بالسماح بدخول المياه إلى مدينة تعز    توريد الإيرادات إلى البنك المركزي..مسؤولية وطنية أم عبث مفضوح؟!    الاتحاد الأوروبي يحذر من مجاعة وشيكة في اليمن ويدعو لتحرك دولي عاجل    هل يوجد في الجنة طعام؟    بعد عشرين عاما سينقرض الفكر والإبداع وسيكون البشر في أقفاص الحيوانات    حزب رابطة الجنوب العربي ينعي القيادي الوطني د حسن بازرعة    إنتل تواصل خفض نفقاتها في ظل تأخرها في سباق الذكاء الاصطناعي    الاقتصاد منخفض الارتفاع في الطيران المدني    علماء الآثار يحلون لغز ستونهنج    أسباب حرقة اليدين    بين التنظيم والاستياء: قرارات المجلس الانتقالي وتحريك المياه الراكدة    حاشد عندما تتناوشه السهام من كل حدب وصوب    عن الهالك عفاش: لماذا التذكير والتلميع والتبرئة له من مسئولية تسليم اليمن للحوثي    اختطاف طالب جامعي في إب    مأرب.. أب يذبح ابنته والأمن يلقي القبض عليه    "أطباء بلا حدود" تحذر من تصاعد سوء التغذية الحاد بين أطفال اليمن    عائلات الأسرى الإسرائيليين للحكومة الأمريكية: أبناؤنا ينفد منهم الوقت ونتنياهو يتاجر بمصيرهم    إصلاح المهرة يشيد بدور السلطة المحلية في حفظ الأمن ويدعوها لإنهاء أزمة المشتقات    مليشيا الحوثي تختطف طالبًا بجامعة إب ومعلّمًا وتطارد آخرين    الاحتلال الاماراتي يرفع اسعار المشتقات في سقطرى    قوات دفاع شبوة تفكك عبوات ناسفة في منطقة المصينعة    شبوة.. العثور على جثة شخص مشنوق في مبنى مهجور    الأندية الإنجليزية تنفق 1.87 مليار يورو خلال الانتقالات الصيفية حتى الآن    باحث يكشف عن رحلة تنقل تمثال أثري يمني في المزادات العالمية    الموت يغيب زياد الرحباني ابن الفنانة فيروز    إشهار جمعية صبر الموادم التعاونية الزراعية متعددة الأغراض بتعز    الصقر يواصل تحضيراته لمواجهة ميناء المخأ في افتتاح بطولة بيسان الكروية    الشحر تشهد بطولة مصارعة الذراعين للشباب ضمن فعاليات مهرجان البلدة    المهرجان السنوي يافع مول : حضور جماهيري لافت ونجاح متميز    انتقالي شبوة يدشن المخيم الصيفي الأول بمديرية بيحان    شاهد سداسية مباراة ميلان ضد ليفربول المثيرة    من تأريخ الجنوب المتناثر في الأرض.. الاوس والخزرج من مملكة النبط الجنوبية    إنقاذ الوطن يبدأ بانقاذ التعليم    إنتر ميامي يضم الأرجنتيني دي بول    الصين تخصص 69 مليار يوان لبرنامج استبدال السلع الاستهلاكية القديمة بأخرى جديدة    اجتماع برأسة الرهوي يناقش الاعداد و التحضير للاحتفال بدكرى المولد النبوي    قيادة شرطة المرور تتوعد المخالفين من منتسبيها بعقوبات مضاعفة    برنامج الاغذية العالمي يُوقف أحد برامجه في مناطق سلطة صنعاء    طفلة نازحة في حجة.. تودع الحياة بصمت الجوع ووجع الجوع ونظرات العجز في عيون والديها    تحليل: عن ضرورة وأهمية هيكلة الانتقالي    11 شهيدا جراء التجويع بغزة خلال 24 ساعة وتحذيرات من "مقتلة جماعية" للأطفال    على غرار اسرائيل.. مليشيا الحوثي تمنع دخول الماء إلى مدينة تعز    حليب الكركم.. ماذا يحدث لجسمك عند تناوله يوميا؟    زيارة لجنة البركاني كشفت التناقض: هل أسقط بن حبريش حلف حضرموت    بدء خطوات تخصيص ثلاثة أندية    قدوم ريتيغي إلى الدوري السعودي يهدد عرش رونالدو    النهب والعبث يطولان مواقع أثرية يمنية برعاية حوثية    صنعاء .. احتفالية إصدار "دليل السراة" للكاتب مصطفى راجح    حضرموت .. نجاة قيادي في تشكيلات مسلحة غير رسمية من محاولة اغتيال    حليب القمر.. مشروب سحري للاسترخاء والنوم العميق    اكتشاف مقبرتين داخل "أهرامات" في بولندا!    فواكه فعّالة في خفض الكوليسترول وتحسين صحة القلب    وفاة مغترب يمني بسبب جرعة زائدة من الماء    جبر الخواطر يكفيك شر المخاطر:    جريمةُ ظليمينَ البشعةُ تهزُّ شبوةَ    في كلمته بذكرى استشهاد الإمام زيد عليه السلام .. قائد الثورة : موقفنا ثابت في نصرة الشعب الفلسطيني    فتى المتارس في طفِّ شمهان .. الشهيد الحسن الجنيد    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



اختبار اخلاقي ومعيار وجودي
نشر في يمنات يوم 26 - 05 - 2025


عبد الوهاب قطران
جربوا في الشعب شعبيتكم
صيحة البردوني التي خرقت جدار الزيف:
في زمن كانت الحقيقة فيه مقموعة، والصوت الحرّ محاصرًا بين زنزانة ووصاية، خرج عبدالله البردوني من عزلته البصيرة ليلقي كلمته كسيف من نار، يشق به ليل الخداع السياسي.
لم يكن البردوني شاعرا فحسب، بل كان رائيًا ونبيًّا أعزل يحمل في كلماته مشعل الثورة والتنوير، وفي صوته رعشة الوطن الموجوع.
من على منبرٍ تلفزيوني وبصوت فيه هدير الحكمة وسخرية العارف، قال كلمته الخالدة التي ظلت تتردد في الأذهان كأنها نشيد للحرية:
"دائمًا يقولون نحن شعبيون… طيب جربوا شعبيتكم في الشعب"
يا لها من طلقة شعرية في قلب الزيف!
قالها البردوني وهو أعمى البصر، لكنه كان أبصر من ألف بصير. قالها في وجه الذين امتطوا الشعب، واحتكروا الحديث باسمه، وجعلوه جسرا لمطامعهم، وديكورًا لشرعياتهم الزائفة.
جربوا شعبيتكم في الشعب…
لا في الشعارات ولا في الميادين التي تُعبّأ بالأجر والمكر،
ولا في صناديق تُدار بخيوط من خلف الستار
ولا في جوقات التصفيق الجاهز،
ولا في إعلام يطبل لكل ناعق.
جربوها هناك،
في وجوه الأطفال الجائعين،
في نظرات الأمهات اللواتي يبعن دموعهنّ على أرصفة القهر،
في صوت المعلم الذي أُهين،
في أنين الجندي الذي خُدع،
في نبض الشارع حين يثور…
لا حين يساق
عبارة البردوني ليست مجرد سخرية شعرية، إنها اختبار أخلاقي، ومعيار وجودي لأي سلطة تدّعي أنها من الشعب وللشعب. فمن لا يولد من رحم الشعب، لا يمكنه أن يعود إليه. ومن لا يسمع أنينه، لا يحق له الحديث باسمه.
واليوم، بعد عقود من تلك الصرخة، ما زالت عبارة البردوني تقف شامخة، تفضح الأقنعة، وتوقظ الضمائر:
لا تقولوا "نحن الشعب" بل دعوا الشعب يقول"أنتم منّا"
دعوا الشوارع تهتف لكم دون هندسة،
دعوا القلوب تميل إليكم دون قسر.
دعوا التاريخ يحكم، لا البيانات الصحفية.
في زمن البردوني، كانت الشعارات تهدر، لكنه وحده كان يقول الحقيقة،
وفي زمننا، تتكاثر الشعارات كالطحالب، لكن من يقول الحقيقة؟
من يجرؤ أن يقول: جربوا شعبيتكم في الشعب؟
ربما علينا اليوم أن نردّدها من جديد،
لكن ليس بأصواتنا فقط،
بل بأفعالنا،
بصمودنا،
وبحلمنا بوطنٍ يقال فيه:
الشرعية ليست ما يقال، بل ما يحبّه الناس.
والشعب… لا يخدع مرتين..


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.