أضرم مسلحون قبليون، أمس الأحد، النيران في منزلين ومركز تجاري لبيع السيارات في مدينة تعز (وسط)، انتقاماً لمقتل شقيق زعيم قبلي محلي نافذ برصاص مجهولين يُعتقد أنهم من قبيلة مشهورة في محافظة مأرب شرقي اليمن. وتعود ملكية المنزلين والمعرض التجاري لمواطنين من أبناء قبيلة “مراد” في محافظة مأرب التي غادرها، مساء أمس، مئات المسلحين القبليين، المدججين بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة، في طريقهم إلى مدينة تعز، حيث ينتشر في شوارعها منذ الصباح مقاتلو قبيلة “شرعب” الذين بدأوا بإضرام النيران في ممتلكات أبناء مأرب، رداً على مقتل الدكتور، فيصل المخلافي، شقيق الشيخ، حمود سعيد المخلافي، الزعيم النافذ في قبائل “شرعب” المشهورة في تعز. وكانت مصادر محلية في تعز ذكرت ل “الاتحاد”، أن الدكتور فيصل المخلافي، وهو أكاديمي ومدرس جامعي، اغتيل صباح أمس، برصاص مسلحين، كانا على متن دراجة نارية، مشيرة إلى أن المسلحين أطلقا أعيرة نارية على الدكتور المخلافي عندما كان يقود سيارته الخاصة متوجها إلى مقر عمله في جامعة السعيد الأهلية. وأوضحت أن الهجوم، الذي وقع في شارع رئيسي في حي مكتظ بالسكان شرق تعز، أسفر عن مقتل الدكتور المخلافي على الفور. وعزت مصادر صحفية في تعزومأرب، تحدثت ل”الاتحاد”، حادثة اغتيال الدكتور المخلافي، الذي عُرف عنه مناهضته الشديدة للسلاح والعنف، إلى قضية ثأر قبلي سابقة بين شقيقه الشيخ حمود المخلافي، وقبيلة “مراد” من محافظة مأرب، والمشهورة برباطة جأش مقاتليها. وكان الشيخ المخلافي، الذي ينتمي إلى حزب “الإصلاح” الإسلامي، أيد الانتفاضة الشعبية ضد الرئيس السابق، علي عبدالله صالح في عام 2011، حيث خاضت مليشياته في ذلك العام معارك عنيفة مع قوات عسكرية وأمنية موالية لصالح في مدينة تعز، التي تعد ثاني أكبر المدن اليمنية من حيث عدد السكان بعد العاصمة صنعاء. وأضرم أتباع المخلافي النيران في منزلين في مدينة تعز، مملوكين لشخصين من أبناء قبيلة مراد، إضافة إلى مركز تجاري لبيع السيارات يملكه أحدهما. وقال سكان محليون في تعز ل”الاتحاد”، إن أتباع المخلافي حاصروا منزلاً يملكه مواطن من مأرب، ويدعى محمد الحليسي، قبل أن يضرموا النيران فيه. وأضاف أحدهم: “المسلحون القبليون منتشرون في أغلب شوارع المدينة بشكل مخيف. قوات الأمن غير موجودة مطلقا في الشوارع”. فيما أشار آخر إلى أن رجال قبائل “شرعب” يستهدفون ممتلكات أبناء محافظة مأرب في مدينة تعز، التي تعاني من انفلات أمني غير مسبوق منذ أن اندلعت منها شرارة الانتفاضة ضد الرئيس السابق. وذكر موقع “مأرب برس” الإخباري المستقل، أن “عددا من المواطنين الغاضبين من أهالي شرعب (..) أقدموا على إحراق منازل وسيارات لأشخاص من محافظة مأرب يقطنون في تعز بحجة أنهم من نفذوا عملية الاغتيال”. وقالت مصادر في قبيلة مراد في مأرب ل”الاتحاد” إن مقاتلي قبائل “شرعب” أضرموا النيران في منزل ومركز لبيع السيارات يملكهما أحد أبناء قبيلة “مراد”، ويدعى علي عامر منيف، مشيرة إلى أن أبناء القبيلة الموجودين حاليا في تعز “بدأوا بالتسلح للدفاع عن منازلهم وممتلكاتهم”. وذكرت المصادر أن مئات المسلحين من قبيلة “مراد” غادروا، مساء الأحد، على متن 50 سيارة، محافظة مأرب في طريقهم إلى مدينة تعز لقتال قبائل “شرعب”، موضحة أن “إضرام النيران في المنازل وبداخلها أطفال ونساء خطيئة كبرى في العُرف القبلي”، حسب قولها. وأشارت، أثناء حديثها للصحيفة، إلى وصول الموكب القبلي، المدجج بأسلحة متوسطة وقذائف صاروخية، إلى صنعاء في طريقه إلى تعز، دون أن تعترضه قوات الأمن والجيش المكلفة بتأمين العاصمة. وقالت وسائل إعلام يمنية إن الرئيس الانتقالي، عبدربه منصور هادي، أمر وزيري الدفاع والداخلية باتخاذ إجراءات لمنع اندلاع الحرب القبلية الوشيكة، مشيرة إلى أن توجيهات هادي تضمنت نشر قوات عسكرية، مدعومة بدبابات ومصفحات، على أطراف مدينة تعز لمنع دخول مليشيات قبيلة “مراد”. وعقد مشايخ ووجهاء وبرلمانيون في محافظة تعز، مساء الأحد، اجتماعا استثنائيا لتدارس الموقف والتوصل إلى حلول لمنع نشوب حرب قبلية.