بين التنظيم والاستياء: قرارات المجلس الانتقالي وتحريك المياه الراكدة    عن الهالك عفاش: لماذا التذكير والتلميع والتبرئة له من مسئولية تسليم اليمن للحوثي    اعلام روسي: اليمن يفرض إرادته على أهم الممرات الملاحية ويتحدى القوى الكبرى    كمين مركّب للمقاومة والعدوّ يقر بقتلى وجرحى في جيشه    حاشد عندما تتناوشه السهام من كل حدب وصوب    "أطباء بلا حدود" تحذر من تصاعد سوء التغذية الحاد بين أطفال اليمن    عائلات الأسرى الإسرائيليين للحكومة الأمريكية: أبناؤنا ينفد منهم الوقت ونتنياهو يتاجر بمصيرهم    مأرب.. أب يذبح ابنته والأمن يلقي القبض عليه    اختطاف طالب جامعي في إب    إصلاح المهرة يشيد بدور السلطة المحلية في حفظ الأمن ويدعوها لإنهاء أزمة المشتقات    جيش العدو الإسرائيلي يقتحم سفينة "حنظلة" المتوجهه لكسر الحصار عن غزة    مليشيا الحوثي تختطف طالبًا بجامعة إب ومعلّمًا وتطارد آخرين    إشهار جمعية صبر الموادم التعاونية الزراعية متعددة الأغراض بتعز    الاحتلال الاماراتي يرفع اسعار المشتقات في سقطرى    الأندية الإنجليزية تنفق 1.87 مليار يورو خلال الانتقالات الصيفية حتى الآن    انهيار العملة المحلية    قوات دفاع شبوة تفكك عبوات ناسفة في منطقة المصينعة    شبوة.. العثور على جثة شخص مشنوق في مبنى مهجور    تفاصيل جديدة عن مقتل جماعة بن حبريش في العليب    باحث يكشف عن رحلة تنقل تمثال أثري يمني في المزادات العالمية    الموت يغيب زياد الرحباني ابن الفنانة فيروز    الشحر تشهد بطولة مصارعة الذراعين للشباب ضمن فعاليات مهرجان البلدة    انتقالي شبوة يدشن المخيم الصيفي الأول بمديرية بيحان    الصقر يواصل تحضيراته لمواجهة ميناء المخأ في افتتاح بطولة بيسان الكروية    المهرجان السنوي يافع مول : حضور جماهيري لافت ونجاح متميز    شاهد سداسية مباراة ميلان ضد ليفربول المثيرة    إنقاذ الوطن يبدأ بانقاذ التعليم    من تأريخ الجنوب المتناثر في الأرض.. الاوس والخزرج من مملكة النبط الجنوبية    قيادة شرطة المرور تتوعد المخالفين من منتسبيها بعقوبات مضاعفة    إنتر ميامي يضم الأرجنتيني دي بول    الصين تخصص 69 مليار يوان لبرنامج استبدال السلع الاستهلاكية القديمة بأخرى جديدة    اجتماع برأسة الرهوي يناقش الاعداد و التحضير للاحتفال بدكرى المولد النبوي    متوسط أسعار الذهب في صنعاء وعدن السبت 26 يوليو 2025    تحليل: عن ضرورة وأهمية هيكلة الانتقالي    طفلة نازحة في حجة.. تودع الحياة بصمت الجوع ووجع الجوع ونظرات العجز في عيون والديها    حضرموت تترقب وصول سيارات إسعاف لدعم القطاع الصحي    برنامج الاغذية العالمي يُوقف أحد برامجه في مناطق سلطة صنعاء    على غرار اسرائيل.. مليشيا الحوثي تمنع دخول الماء إلى مدينة تعز    11 شهيدا جراء التجويع بغزة خلال 24 ساعة وتحذيرات من "مقتلة جماعية" للأطفال    غزة تحتضر... والعالم بلا قلب    الشيطان لا يتوب    حليب الكركم.. ماذا يحدث لجسمك عند تناوله يوميا؟    زيارة لجنة البركاني كشفت التناقض: هل أسقط بن حبريش حلف حضرموت    النهب والعبث يطولان مواقع أثرية يمنية برعاية حوثية    بدء خطوات تخصيص ثلاثة أندية    قدوم ريتيغي إلى الدوري السعودي يهدد عرش رونالدو    تظاهرات بعدة مدن يمنية تضامناً مع غزة وتنديداً بالصمت الدولي والعربي    حضرموت .. نجاة قيادي في تشكيلات مسلحة غير رسمية من محاولة اغتيال    صنعاء .. احتفالية إصدار "دليل السراة" للكاتب مصطفى راجح    حليب القمر.. مشروب سحري للاسترخاء والنوم العميق    اكتشاف مقبرتين داخل "أهرامات" في بولندا!    فواكه فعّالة في خفض الكوليسترول وتحسين صحة القلب    بذور اليقطين.. الوصفة الكاملة من أجل أقصى فائدة    وفاة مغترب يمني بسبب جرعة زائدة من الماء    جبر الخواطر يكفيك شر المخاطر:    جريمةُ ظليمينَ البشعةُ تهزُّ شبوةَ    في كلمته بذكرى استشهاد الإمام زيد عليه السلام .. قائد الثورة : موقفنا ثابت في نصرة الشعب الفلسطيني    فتى المتارس في طفِّ شمهان .. الشهيد الحسن الجنيد    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



محروم من الفرح… نكبة طالب متفوق في حضرة صمت العدالة!
نشر في يمنات يوم 26 - 07 - 2025


سنان بيرق
رأيت وجهه، وقرأت فيه ما لم تقله الشفاه.
وجه الطالب محمد البركاني، المتفوّق النابه، الذي ارتدى ملامح الحزن، وابتلع الغصّة، ووقف أمام الكاميرا يُصارع الدموع، لا ليحكي عن إخفاق، بل عن قهرٍ لا يُطاق.
شابٌ حفر اسمه في دفتر النبوغ، حصد الدرجة الكاملة في معظم المواد، ولم يترك بابًا للنجاح إلا وطرقه. كان يستعد أن يكون الأول على الجمهورية، وكانت أسرته تجهّز نفسها منذ أسابيع لتلك اللحظة التي طال انتظارها...
لكن، يا للأسى، لم يكن بانتظاره الفرح، بل كان بانتظاره اللفظ القاتل:
"محروم".
كأن الزمن توقف عند تلك الكلمة..
كأن كل تعب الليالي وسهر السنين، دعاء الأم، وصبر الأب، ومثابرة الفتى... سقط دفعة واحدة تحت هذا الحرف المذبوح.
هل تتخيلون؟
في كشف النتائج، كُتب أمام اسمه: 100… 100… 100…
ثم جاءت الطعنة: "محروم".
محروم من ماذا؟ من مادة؟ من فرحة؟ من حقه؟
بل هو محروم من وطنٍ لم يحمه، ومن عدالةٍ صمتت حين وجب أن تنطق.
يا سادة، من ينال العلامة الكاملة في الرياضيات والكيمياء والأحياء لا يمكن أن يكون غشاشًا أو مهملًا.
من يستحق المركز الأول لا يُجزى بالحرمان.
النجاح لا يُسرق... لكنه سُرِق منه، على مرأى ومسمع، دون أن يهتز لأحد جفن.
لقد أخبرني أحد جيرانه أن أسرته أعدّت الزينة، وأن قريباته دعين النساء لمتابعة التلفاز يوم إعلان النتائج.
"محمد سيكون الأول على الجمهورية"، قالوا بثقة.
لكنهم لم يشاهدوا اسمه، بل شاهدوا خيبةً كُبرى، وقهرًا يُقصم الظهر، وغصة علقت في الحناجر ولم تنزل.
كان محمد يبكي في بيته، بينما زملاؤه يحتفلون.
وكانت أمه تبكي معه، بعدما كانت تُمني النفس بلحظة تكريم ابنها.
وكان أبوه، الذي سهر الليالي على راحته، يحبس تنهيدة الموجوع.
وكانت قريته كلها في حالة صدمة، بعد أن تحوّلت فرحتهم الجماعية إلى حداد علني.
إنها ليست مجرد نتيجة دراسية، إنها نكبة العمر بكل ما تحمله الكلمة من وجع.
نكبة حين يُجهز الطالب نفسه ليكون في القمة، فيُرمى إلى القاع بعبارة واحدة: "#محروم".
اليوم، محمد لا يسعى إلى تعاطف، بل إلى حق.
لا يطلب شفقة، بل تحقيقًا، مراجعة، لجنة نزيهة.
يريد فقط أن يُراجع ملفه، أن تُرفع عنه وصمة الحرمان، أن تُعاد له الحياة.
أنا لا أعرف محمد البركاني شخصيًا، ولم ألتقه قط،
لكني عرفت وجعه من عينيه، من صمته، من عجزه أمام الكاميرا.
عرفته من دموع أمه التي انحبست، ومن مرارة أبيه التي لن تُنسى.
أكتب اليوم لا كمحامٍ فحسب، بل كإنسان، كأخ، كمواطن يتألم حين يُظلم النابغون في بلاده.
أكتب لأن هذه البلاد لا تحتمل أن نخسر المزيد من عقولها النقية، لا تحتمل أن يتحوّل التعليم إلى فخ، والنجاح إلى تهمة، والتفوق إلى عار.
أيها القائمون على وزارة التربية والتعليم في العاصمة عدن،
افتحوا ملفاتكم، أعيدوا مراجعة ورقة هذا الطالب، أنصفوه قبل أن يتحوّل ظلمه إلى لعنة تلاحق النظام كله.
فمحمد لا يُمثل نفسه فقط، بل يُمثّل مئات الطلاب الذين كادوا يتفوقون، ثم أُسقِطوا بلا ذنب.
أعيدوا له حقه، وردّوا له الاعتبار، فهذه ليست قضية درجات...
بل قضية كرامة، وعدالة، وأمل لا يجب أن يُذبح بهذه القسوة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.