فاروق الظرافي ليس الغرض الترند او الليكات..لانها كلها بلاش باليمن.. ولكن لتعريف الجيل الجديد بمتاعب وإرادة من سبقوهم… المشكله أن الناس سوف يشغلوك.. ايش اسم الدكتور وأين كانت امه تبيع لحوح* قبل 38 سنه تقريبا كنت مدرس انجليزي في صنعاء وكان في طالب ذكي جدا.. ولكن يتغيب عن المدرسه.. سألت عن سبب غيابه قال لي طالب ثاني جارهم أن امه تبيع لحوح بالشارع والعيال يعايروه واحيانا مايلاقي حق مواصلات للمدرسة… وظروفهم صعبة… طلبت من الطالب جارهم يوريني مكانها.. وتقربت من ابنها الطالب كثير حتى اطمأن لي فاخذته مره بسيارتي المشقدف اشتريتها ب10 ألف ريال… كنت الى جانب التدريس اشتغل مترجم بمجلس الشعب التاسيسي..م جلس النواب حاليا… وأرافق الوفود البرلمانية الى موتمرات دولية في الخارج من حين إلى آخر، واوفر فلوس من العملين ومن بدل السفر .. المهم اتجهنا أنا والطالب ووقفنا جنب امه بالشارع وعامل نفسي انني ماناش داري انها امه ونزلت اشتري لحوح… واتجابر انا وهي.. قلت لها اين زوجك.. قالت مات..ق لت لها معك عيال.. قالت ثنتين بنات وولد أول ثانوي .. لكن يوم يدرس.. ويوم يبطل… قلت لها ليش.. قالت اصحابه يعيروه اني ابيع لحوح.. وانا من اين اصرف عليهم.. قلت لها.. انا حقه الاستاذ.. وهو الأن معي بالسياره شروح يتغدي معي وافهمه ان الشغل موش عيب… اعملي نفسك انك ماشفتيه بالسيارة ولاكلمتك عنه.. وحبيتها باليد والراس وابنها يتفرج بالسيارة.. عندما طلعت وتحركنا بالسيارة ..قال تعرف هذه المره.. قلت له..لا.. لكن ذكرتني بأمي الله يرحمها.. وبدأت اخترع قصه من راسي أن أمي كانت تبيع خبز وملوج وتصرف علي وعلى اخوتي وطلعتنا مدرسين ومهندسين.. هؤلاء أمهات عظيمات.. بدا شكله يتغير.. وقال هذه امي.. قلت له موش معقول.. ليش مانزلت تسلم عليها.. قال استحي من الناس.. قلت له ليش تستحي.. او هي تشحت.. او ترقص.. ورجعنا.. ونزل ياخذها بحضنه ويقول لها هذا استاذي عزمنا اليوم عنده غداء وشااروح بعد الغدا.. يوم ثاني بالفصل.. بدأت اتكلم واخترع قصه من راسي عن امي انها كانت تبيع خبز من شان تعلمنا.. وأن هناك امهات عظيمات في حال وفاة الأب أو اغترابه.. وسألت الطلاب ..هل بينكم من له أم عظيمه تشبه أمي… وهنا تشجع الطالب المذكور وقال وانا ظروفي مثلك يااستاذ، امي تبيع لحوح حتى تصرف علينا.. قلت له بعد الدرس نمر انا وانت وزملائك نحبها بالراس.. وفعلناها.. وكررناها اكثر من مره.. وفي عيد الام الفصل كله افترق حق هدية ورحنا للرصيف نسلم عليها… بثلاثة باصات والله.. تصوروا بعد 30 سنه من التدريس .. علمت ان الطالب المذكور حصل على الترتيب الخامس في أوائل الجمهوريه للثانوية العامة في حينه واين لقيت هذا الطالب بعد 30 سنة… في اشهر مستشفيات لندن.. درس هناك وتخرج وتزوج وتجنس والتحق بالعمل بمستشفيات لندن.. ووالدته تعيش معه، كنت حينها مرافق لرجل مشهور من رجال الأعمال في رحلة علاج.. ونصحونا بعمل الفحوصات في مستشفى لندن الجامعي.. اشهر المستشفيات.. واذا بنا نقابل احد اليمنيين المقيمين في لندن ينصحنا بالتسجيل عند هذا الدكتور اليمني.. وقال عيادته بالدور الخامس.. سجلنا وانتظرنا دورنا لأتفاجأ اول ما دخلنا عليه يقوم من فوق مكتبه يحضني ويحب راسي.. قال انت الاستاذ فاروق ماتغيرت ابدا.. وإذا بنا نستعيد شريط الذكريات وصاحبي رجل الأعمال مطنن… اليوم اتفاجأ بأنه اصبح من أشهر اطباء القلب في لندن.. احيانا المجتمع يحبطك… ببعض سخافة عاداته.