منذ اللحظة الأولى التي تشكلت فيها جبهة إنقاذ الثورة وحتى اليوم وهي تثبت عبر مواقفها وتحركاتها وتفاعلها الدائم مع قضايا الوطن والمواطن أنها المكون الثوري الذي لم يتغير أو يتبدل ولم ينجر تحت سياسات الترغيب والترهيب الى طاولات الصفقات وبالتالي الانصياع الكامل لأهواء الساسة ورغبات السياسيين. لقد كانت الجبهة خلال المرحلة السابقة ولا تزال خارج إطار ما يُعتمل في الساحة السياسية وذلك حين رسمت لنفسها خطاً نضالياً سلمياً في الوقت الذي كان فيه الآخرون يحاولون تقديم أنفسهم كمتحدثين رسميين باسم الثورة للاستحواذ على الغنيمة والمشاركة في موجة التقاسم والمحاصصة. في الوقت الذي كانت فيه أغلب مكونات الثورة وبعد أن غادرت ساحات الفعل الثوري تحاول الوصول الى مصالحها الضيقة كانت الجبهة بزعامة حاشد تعمل على إرساء قواعد جديدة في منظومة العمل والفعل الشعبي من أجل التغيير الشامل والكامل. كانت الجبهة تحاول بكل إصرار وعزيمة الحفاظ على أهداف الثورة الحقيقية ونهجها السلمي وتثبت بكل حزم أنها الأكثر وفاءاً للشهداء وللجرحى ممن تنكروا لهم بعد ساعات فقط من توقيع صفقة المبادرة. و في الوقت الذي كانت فيه الأحزاب تضع ممثليها على كراسي المناصب وتدفع بالآخرين الى طابور المحاصصة كانت الجبهة هي السباقة نحو الشارع اليمني والاقتراب من همومة أكثر وتبني قضاياه في محاولات جادة ومضنية لتقديم تجربة نضالية جديدة ليس في أهدافها السلطة أو الوصول إليها بل هدفها التغيير الشامل والكامل. لقد كانت تزرع الأمل من جديد حين تعمدت بقية القوى بعد توافقها الى إيصال الشعب اليمني الى مرحلة يأس من الثورة ومن التغيير. لقد كانت في واجهة الأحداث وفي صدارة المدافعين عن المظلومين وقدمت الكثير من الدروس والعبر في العمل القائم على أسس علمية الذي يبتعد عن النظريات وعن المصطلحات الفضفاضة والجمل الرنانة والعبارات التي لا تحمل أي مدلول سوى التمويه والتضليل والتزييف وهنا يجدر الإشارة الى عمل هيئة الظل الشعبية ولجانها التي تضم الكثير من الخبرات الوطنية والأكاديمية من مختلف المكونات والتوجهات . وخلال العامين الماضيين تكفلت لجان هيئة الظل بكشف الفساد الحكومي فقدمت الكثير من التقارير ووضعت الكثير من التصورات والحلول لتغيير الواقع المؤلم الذي يتجه بنا نحو الإنهيار الكامل. كانت الجبهة تواجه الفساد الحكومي والعبث بالمال العام ونجحت الى حد كبير في كشفه لتخلع النقاب على الكثير من الصفقات المشبوهة لوزراء حكومة أدعت يوماً أنها تمثل الثورة والثوار. اليوم .. تضع الجبهة وبالشراكة مع مكونات عدة على عاتقها إعادة الاعتبار للثورة وللثوار وقيادة مرحلة ثورية جديدة هدفها الفساد والمفسدين عبر حراك شعبي دائم ومستمر يعيد وضع النقاط على الحروف وتصحيح المسار الحقيقي لثورة فبراير نحو تحقيق أهدافها.. وهو ما أكسب الجبهة ثقة الجماهير اليمنية ووضعها في صدارة المكونات الأكثر مصداقية وموضوعية نظراً لواقعيتها في قراءاتها المتكررة للمشهد اليمني. لقد كانت الجبهة تقوم بدورها ودور غيرها من المكونات بل وتعمل على إعادة بعث روح الوطنية في الشارع اليمني من خلال مكافحة الفساد والمفسدين وهاهي اليوم تكلل نضالها خلال العامين الماضيين برعشة حياة جديدة ستعود حتماً للمدن اليمنية الثلاثاء القادم.