سيطر مقاتلو "أنصار الله" (الحوثيون)، أمس، على قرية "خبزة" في مديرية ولد ربيع بمنطقة قيفة، بعد معارك ضارية دارت 3 أيام، مع قبائل خبزة قيفة وعناصر من "أنصار الشريعة"، أدت إلى سقوط عشرات القتلى والجرحى من الطرفين. ونقلت يومية "الأولى" عن مصادر محلية إن الحوثيين قصفوا قرية خبزة بصواريخ "كاتيوشا" ومدافع، فجر أمس الجمعة، وأن القصف تم من "جبل الثعالب"، بعد استعادة الحوثيين له من مسلحي القبائل و"أنصار الشريعة". وأضافت المصادر أن مواجهات أمس، أسفرت عن مقتل 15 شخصاً على الأقل من قرية خبزة، بينهم حوالي 4 نساء، وإصابة 9 آخرين بجروح مختلفة، وتدمير عدد من منازل القرية جراء القصف. وأوضحت المصادر أنه في الساعة ال12 من ظهر أمس، بعد استمرار الاشتباكات منذ الليل، سيطر مسلحو الحوثيين على قرية خبزة، وفجروا منزلين تابعين لعناصر من تنظيم "القاعدة"؛ أحدهما تابع لشخص يدعى "م.ع"، والآخر لشخص يلقب ب"العرعور"، منوهة إلى أنه سبق لأهالي قرية خبزة أن طردوا صاحبي المنزلين اللذين تم تفجيرهما وأسرتيهما، قبل وصول مسلحي "أنصار الله" إلى مشارف المنطقة. وحول عدد الضحايا من الطرفين قالت المصادر إن أكثر من 20 قتيلاً من مسلحي "أنصار الله" سقطوا، أمس، أثناء اجتياحهم وسيطرتهم على القرية. وفي سياق المواجهات على القرية، أفاد "الأولى" سكان محليون أن انتحارياً فجر نفسه أمام مدرسة خبزة، مساء أمس الأول الخميس، أثناء تواجد دبابة وطقم تابعين ل"أنصار الله" (الحوثيين)، ما أسفر عن مقتل 8 مسلحين حوثيين، وتدمير الطقم والدبابة، لافتين إلى أنه بعد ذلك شهدت القرية قصفاً عنيفاً بمختلف أنواع الأسلحة، من قبل مسلحي "أنصار الله" الذين يعتلون جبلي "الثعالب" و"العليب"، واستمر القصف حتى صباح أمس. ولفت السكان إلى أن المقاتلين من "آل الخبزي" و"أنصار الشريعة" انسحبوا جراء كثافة القصف، حيث سمع دوي الانفجارات الى مديريات مجاورة، مشيرين إلى أن استمرار القصف أسفر عن تضرر أغلب منازل القرية، بعد نزوح جميع أهاليها إلى جبال المنطقة والمناطق المجاورة التي تشهد هدوءاً نسبياً. وأضافوا أنه قبل ظهر أمس، دارت اشتباكات بين مسلحي الحوثي ومقاتلي القبائل بمساندة مسلحين من "أنصار الشريعة"، على مشارف قرية خبزة، إلا أنه بعد ذلك انسحب مسلحو القبائل و"القاعدة"، ودخل الحوثيون القرية، وفجروا منزلين تابعين ل"أنصار الشريعة"، وهدأت بعدها الاشتباكات حتى مساء أمس. ونقلت الصحيفة عن مصادر قبلية القول إن مسلحي القبائل بمساندة عناصر من "أنصار الشريعة"، فجروا، مساء أمس الأول، دبابة ومصفحة بي إم بي و3 أطقم تابعة لمسلحي "أنصار الله"، في "جبل الثعالب"، وعلى مشارف قرية خبزة، مشيراً إلى أن قتلى وجرحى سقطوا من طرف الحوثيين، دون ان تذكر عددهم. وأشارت المصادر إلى أن اشتباكات جرت في محيط وداخل قرية خبزة، صباح أمس حتى الظهر، قتل خلالها العشرات من مسلحي الحوثي ومسلحي القبائل، الذين انسحبوا قبل دخول "أنصار الله" القرية. وحول الجانب الإنساني، تحدثت المصادر أن جميع أهالي قرية خبزة نزحوا إلى الجبال والمناطق المجاورة، مشيرة إلى أن عدداً من الأسر نزحت إلى جبلي "الشقيق" و"الجروف" الواقعين خلف قرية خبزة باتجاه مدينة رداع، في ظل نقص حاد في الغذاء، وارتفاع موجات الصقيع، فيما نزح آخرون لجأوا إلى قرية "موكا" القريبة من القرية. وأضافت أن النازحين، خاصة من هم في الجبال، وضعهم الإنساني يزداد صعوبة رغم وصول مساعدات شحيحة إليهم، فيما قرى وقبائل مجاورة لا زالت تجمع مساعدات للنازحين من أجل تسليمها اليوم. وقالت "الأولى" أنها حصلت على صور عدد من النازحين من أهالي قرية خبزة، في جبال وكهوف المنطقة، دون أدنى مقومات العيش، وحالة الرعب مرسومة على وجوه نساء وأطفال يفترشون العراء والخوف. يذكر أن سيطرة مسلحي الحوثي على قرية "خبزة" في قيفة رداع، جاءت بعد معارك شرسة، دامت حوالي أسبوع، سقط خلالها عشرات القتلى والجرحى من مسلحي "أنصار الله" ومسلحي القبائل و"أنصار الشريعة".