قال وزير الدفاع في محاضرة ألقاها يوم الاثنين المنصرم في المركز الثقافي بمدينة صعدة إن قوات الجيش قد سيطرت على مواقع الحوثيين وهي حالياً تواصل مهامها العسكرية النوعية لمطاردة بقية العناصر الإرهابية. ورغم هذا التصريح المسؤول فإن القلق الشعبي يتفاقم أكثر لعدم ثقتهم بتلك التصريحات بالإضافة إلى تلك المؤشرات الملموسة التي تجعل من تصريح وزير الدفاع مجرد كلام ليس له ما يسنده، فالحوثيون تمكنوا من فتح جبهات متعددة في محافظات أخرى. قبل يومين توجهت حملات عسكرية إلى مناطق في مديريات الحيمة الداخلية والخارجية لمحاصرة جماعات الحوثي في المنطقة إلى جانب خروج حملة أخرى إلى منطقة حراز. وأشارت عدد من مصادر المعلومات إلى أن عناصر الحوثي الفارين من مناطق بني حشيش قد تمركزوا في «جبل الطويل» المطل على منطقة جبل نقم الذي يضم مخازن للأسلحة شرق العاصمة صنعاء، وأفادت عدد من المصادر عن ظهور نشاطات للحوثيين في وادي ظهر التي حوصرت إحدى القرى فيه، وكذلك الحال في منطقة خولان الطيال. وفي الوقت التي أشارت الأنباء إلى تراجع المواجهات في مدينة الحرف بمديرية حرف سفيان؛ استمرت الاشتباكات في منطقة «المجزعة» و«الوجيه» و«ذو طالع» شمال شرق حرف سفيان وأيضاً في منطقة «السواد» التي تقع بين حرف سفيان وجبل آل عمار الذي يسيطر عليه الحوثيون. وقالت وسائل إعلام الحوثيين أنهم استولوا على عدد من المواقع العسكرية في صعدة إلى جانب قافلة عسكرية تمكنوا من الاستيلاء عليها وأن مقاتليهم أحرقوا طقماً عسكرياً في منطقة المهاذر التي قصفها الجيش بجميع أنواع الأسلحة، كما أنهم تمكنوا من تفجير جسر هناك وقطعوا طريق صعدة حسب رسائلهم الإليكترونية. وصرحت مصادر مقربة من زعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي أن ما تناقلته وسائل الإعلام عن مصرعه مجرد أحلام تحاول السلطة أن تضعها كحقيقة. مؤكدة إن الرجل على استعداد لمقابلة أي صحفي سيتمكن من العبور من نقاط الجيش والوصول إليه، وإجراء مقابلة صحفية بالصوت والصورة. وسخرت المصادر نفسها من السلطة التي قلت إنها تمنع الإعلاميين من الوصول إلى صعدة كي لا تنكشف هزيمتها وبشاعة ما تخلفه من نهب وبطش في حق المواطنين الغلابة. وكانت عدد من المصادر المحلية في مديرية حرف سفيان أفادت عن تعرض المديرية إلى أعمال سلب ونهب واسعة لكافة الممتلكات الموجودة بالمنازل التي غادرها الأهالي أثناء الحرب وقد تم تدمير وإحراق بعض المنازل بعد أن تم نهبها مباشرة حسب تلك المصادر. وتشير معلومات أخرى إلى أن جبهة محافظة الجوف قد تنفجر قريباً حيث الحوثيون يسيطرون على عدد من مديريات المحافظة. وذكرت مصادر محلية في محافظة الجوف أن الحوثيين يتمركزون في منطقة الساقية التابعة لمديرية الغيل وأن مناوشات متقطعة تدور بينهم والجيش في منطقة الساقية ومنطقة محضة التابعة لمديرية الصفراء دون أن تسفر عن أية إصابات أو خسائر مادية أوبشرية حتى الآن. ويشير عدد من المراقبين إلى أن المعركة بين السلطة والحوثيين قد تكون حرباً طويلة الأمد وأن الحوثيين يبدون صلابة غريبة وعجيبة أمام زحف الجيش الذي يسانده الطيران والصواريخ، فيما تفيد مصادر رسمية في السلطة عن وجود تحذيرات توجه إلى القيادة السياسية للبلاد من أن الحوثيين قادرين على فتح جبهات متعددة في الجوف وعمران وحجة وصنعاء وهو الأمر الذي سيكون كارثياً على البلد برمته حسب تلك التحذيرات.