دعا قيادي في جماعة أنصار الله "الحوثيين" للحفاظ على محافظة تعز، و عدم استنساخ تجارب المحافظات إليها. و قال علي البخيتي، في مقال نشرته يومية "الأولى"، صباح أمس الخميس: إن تعز لا تزال خارج الصراع المسلح حتى اللحظة. و طالب البخيتي، و هو عضو المكتب السياسي للجماعة، بوجوب المحافظة على هذا الوضع الحالي ل"تعز"، معتبرا أن تفجر الصراع فيها معناه إيجاد بؤرة جديدة للقاعدة، ومبرر لتواجدها، ولمنحها حاضنة شعبية داخل بعض التيارات السياسية التي لا تجد حرجاً في التماهي مع القاعدة في اللحظات الحرجة، وأحياناً في اللحظات الاعتيادية. و أكد البخيتي، أن تعز احتضنت "أنصار الله" (الحوثيين) مبكراً، ومحافظها شوقي هائل سمح لهم بالمشاركة في كل الفعاليات السياسية والاجتماعية والاحتفالية التي تحضرها الأحزاب. و أشار أن المحافظ شوقي هائل، تعامل مع "أنصار الله" كقوة سياسية منذ لحظة تعيينه، وتعرض جراء ذلك لهجوم شرس من مطبخ الإخوان وعلي محسن وحميد وقتها. و نوه البخيتي، إلى أن الأمر وصل حد اتهام المحافظ شوقي هائل أنه حوثي، لافتا إلى أنه يتذكر أن ممثل "أنصار الله" كان يُعامل كممثل المشترك أو المؤتمر الشعبي العام في تعز، أثناء إحياء الفعاليات الرسمية. و أوضح أن ذلك كان يتم في الوقت الذي كان يتم تجاهل ممثلي "أنصار الله" في صنعاءوذمار مثلاً – في تلك الفترة قبل دخول صنعاء- مع كثافة الوجود الشعبي لهم في هاتين المدينتين. و أعتبر أن ذلك يدل، أن تعز سباقة في احتضان "أنصار الله"، والقبول بهم كتيار سياسي، مشيرا إلى أن هذا الأمر يحسب للمحافظ ولغيره من رجال الدولة والسياسة في تعز. و أضاف: أن المحافظ شوقي هائل ليس متهماً بالفساد ولا من جلاوذة أو جلادي أي نظام سابق، فهو شخص مدني يحظى بشعبية هائلة داخل المحافظة، ولا يستمد شرعيته من القرار الجمهوري بتعيينه فقط، إنما من تمثيله لتعز وأبنائها. و أكد البخيتي، أنه مع كل ذلك لا يجوز تجاوز المحافظ في أي إصلاحات مالية أو اقتصادية أو أمنية، فنحن أمام محافظ يحظى بشرعية شعبية قبل الشرعية الرسمية. و أوضح، من خلال متابعتي لتصريحات وأحاديث المحافظ، وحواراتي معه عبر التلفون، وجدته منصفاً وموضوعياً، فعندما يقول إن الأمن مسؤولية الدولة، وإنه سيعمل على أن تكون تعز خالية من السلاح غير المرخص أو غير الرسمي، وفي نفس الوقت يسعى جاهداً الى توفير الحماية الأمنية للجميع، وبالأخص للتيار الذي يستهدف بالاغتيالات، فإني أجد كلامه معقولاً ومنطقياً، ويجب التعاون معه، وإيجاد حلول لأية مشكلات ومخاوف لدى "أنصار الله" في تعز، وبالأخص من الناحية الأمنية. و تابع: أعلن المحافظ استعداده لتلقي أي ملفات فساد موثقة، وإحالة المتهمين إلى النيابة العامة فوراً، وفقاً للإجراءات القانونية المتبعة، وهذا سيوفر الوقت والجهد على من يشتغلون بجهود ذاتية وشعبية، معتبرا أن التزام المحافظ ذلك يحمله مسؤولية أي فساد يتم الرفع بملفاته إليه ويهمله، داعيا الجميع في تعز، بمن فيهم "أنصار الله"، للتعاون مع المحافظ. و أكد البخيتي، أنه ليس بالضرورة استنساخ ما في صنعاء أو ذمار أو إب، ونقله الى تعز، فلكل مكان خصوصيته وظروفه، معتبرا أن الظروف متهيئة في تعز أكثر من غيرها، لتعزيز مؤسسات الدولة، وعمل الإصلاحات اللازمة من خلالها، بالتعاون مع المحافظ و"أنصار الله" وكل التيارات السياسية والمدنية التي تسعى للإصلاح. كما أكد أنه يمكن أن نجعل من تعز نموذجاً يحتذى به في تعزيز مؤسسات الدولة وإصلاحها من الداخل، ومن ثم تعميم هذا النموذج على بقية المحافظات التي تعيش ازدواجاً في السلطة بين اللجان الشعبية والأجهزة الرسمية. يأتي ذلك في وقت تشهد فيه علاقة الحوثيين و السلطة المحلية بتعز، توترا شديدا على خلفية تحركات لعناصر في الجماعة في محافظة تعز، و قيام بعض من المحسوبين عليهم بالتحريض ضد مجموعة هائل سعيد التجارية و الصناعية، التي تتخذ من تعز مقرا رئيسا لها. نص مقال البخيتي انقر هنا