تواصل التوتر، أمس، داخل معسكر 48، مقر قيادة قوات الاحتياط، المتمركز على المدخل الجنوبي للعاصمة صنعاء، بعد يوم من احتجاجات واسعة، قام بها أفراد اللواء 61 مدفعية، احتجاجاً على إحالة قيادة قوات الاحتياط لجندي جريح إلى التوقف والتحقيق معه، بعد وصوله، أمس الأول، إلى المعسكر. و الجندي هو أحد الجنود الذين تعرضوا، الخميس الفائت، لهجوم من مئات المسلحين القبليين، وخاضوا اشتباكات معهم لثلاث ساعات استسلم بعدها الجنود بسبب قيادة الذخيرة.، وعدم مدهم بقوات مساندة لفك الحصار عنهم. و نقلت يومية "الشارع" عن مصدر عسكري وصفته ب"الرفيع" إن معسكر قيادة قوات الاحتياط شهد، الأحد الماضي، حالة تمرد واسعة من قبل أفراد اللواء 61 مدفعية، احتجاجاً على إحالة زميلهم الجريح إلى شعبة الاستخبارات العسكرية، التابعة للمعسكر، للتحقيق معه، بعد وصوله وهو جريح جراء الهجوم الذي نفذه، الخميس الفائت، مئات المسلحين القبليين على كتيبة عسكرية كانت قادمة من شبوة وفي طريقها إلى صنعاء. و حسب الصحيفة، قال المصدر: "وصل إلى معسكر 48 أحد أفراد الكتيبة المغدور بها في مأرب، وهو جريج. وهذا الجندي هو من منتسبي اللواء 61مدفعية، وبدلاً من أن تقوم قيادة قوات الاحتياط بإحالته إلى المستشفى، وتقول له: الحمد لله على السلامة؛ قامت مباشرة بإحالته إلى شعبة الاستخبارات التابعة لقوات الاحتياط للتحقيق معه؛ وهو الأمر الذي تسبب بثورة عارمة داخل معسكر 48 من قبل منتسبي اللواء 61، ضد قائد قوات الاحتياط، اللواء على الجائفي". وتابع المصدر: هتف أفراد اللواء 61 بشعارات مطالبة بإقالة الجائفي، بسبب ما قام به ضد زميلهم الجريح؛ إذ أحاله للتحقيق بدلاً من أن يقوم بتكريمه ونقله إلى المستشفى، وتكريم بقية زملائه الذين خاضوا المواجهات مع المسلحين في مأرب، وتعرضوا لخيانة، ولم تقم قوات الجيش، بما فيهم الجائفي، بإرسال قوة لمساندتهم وفك الحصار الذي فرضه المسلحون عليهم". و ذكرت الصحيفة، أن الجنود المحتجون رددوا شعارات طالبوا فيها بالحقيق مع قائد قوات الاحتياط، علي الجائفي، الذي ترك جنوده، أفراد السريتين، يخوضون القتال مع مئات المسلحين في مأرب لمدة ثلاث ساعات، ولم يسارع إلى نجدتهم؛ رغم أنهم طلبوا منه ذلك وابلغوه بهجوم المسلحين عليهم". وأوضح المصدر أن اللواء الجائفي تفاجأ بردة الفعل القوية هذه من قبل أفراد اللواء 61 مدفعية، فسارع للإفراج عن الجندي، والاعتذار له وللجنود المحتجين. و كان مسلحون قبليون موالون للتجمع اليمني للإصلاح هاجموا، الخميس الفائت، كتيبة تابعة للواء 61 مدفعية، التابعين لما كان يعرف بقوات الحرس الجمهوري المنحلة. ودارت بين الجنود والمسلحين مواجهات أدت إلى مقتل 8 جنود، وإصابة 20 آخرين، وتمكن بعدها المسلحون من الاستيلاء على المعدات العسكرية الثقيلة التي مع الجنود. وكان أفراد هذه الكتيبة قادمين مع معدات عسكرية، من محافظة شبوة في طريقهم إلى مقر قوات الاحتياط في صنعاء؛ إلا أنهم تعرضوا للهجوم عندما وصلوا إلى منطقة تقع بين منطقتي " السحيل" و"نخلا"، على طريق مأرب- صنعاء. وتمكن المسلحون من اعتقال ضابط ونحو 80 جندياً من أفراد هذه الكتيبة؛ فيما تمكن الجنود الآخرون، وعددهم نحو 75 جندياً، من الفرار إلى المناطق القبيلة المحيطة والالتجاء إلى قبائل "جهم" والاحتماء بها. والجمعة الماضي، أفرج المسلحون عن الضابط والجنود المعتقلين لديهم، فيما ما زالوا يرفضوا تسليم المعدات العسكرية التي استولوا عليها. وأكدت المصادر أن هؤلاء المسلحين القبليين،الموالين للتجمع اليمني للإصلاح، ظلوا يرفضون، حتى أمس الاثنين، تسليم الأسلحة والمعدات الثقيلة التي استولوا عليها، مشترطين تسليم جماعة الحوثي للأسلحة التي استولت عليها من الجيش. وكان مصدر عسكري قال للصحيفة: "قال المسلحون إنهم لن يسلموا الأسلحة حتى يسلم الحوثي الأسلحة التي نهبها من معسكرات الجيش، وإن قوات الحرس الجمهوري تعمل مع مسلحي الحوثي وساعدتهم في دخول العامة صنعاء ومنطقة أرحب". وأكدت المصادر أن عدد أفراد هذه الكتيبة كانوا نحو 155 جندياً بقيادة ضابط، عندما تعرضوا لهجوم الخميس، وأن المسلحين القبليين طلبوا من هؤلاء الجنود وقائدهم تسليم الأسلحة الثقيلة التي كانت لديهم؛ إلا أنهم رفضوا ذلك، فهاجمهم المسلحون وخاضوا اشتباكات معهم، تم حاصرهم المسلحون لأكثر من ثلاث ساعات اضطروا بعدها إلى تسليم أنفسهم، بسبب عدم تدخل قوات الجيش لمساندتهم وفك الحصار عنهم.