نفى رئيس الجمهورية، عبد ربه منصور هادي، وجود أي علاقة للرئيس السابق، علي عبد الله صالح، والمبعوث الأممي إلى اليمن، جمال بن عمر، أو مخابرات دولية، بعملية إخراجه من منزله المحاصر بمسلحي جماعة الحوثي في العاصمة صنعاء، ومساعدته على الوصول إلى مدينة عدن التي أعلن وصولها إليها، صباح السبت الماضي. و قال هادي، الخميس الماضي في عدن، لدى لقائه قيادات عدد من الأحزاب: "أنا خرجت من الحوش الغربي "لمنزلي" بسيارة فيها ثلاثة أشخاص فقط، ومررنا بطريق غير معبدة من سيارة إلى سيارة، ومن مهرب حتى وصلنا إلى عدن...". عبد العزيز جباري، عضو البرلمان، أمين عام حزب العدالة والبناء، حضر هذا الاجتماع في عدن، ونقل عن الرئيس هادي تفاصيل عن عملية خروجه من منزله في صنعاء. و قال جباري، في مقال نشره الخميس الفائت في صفحته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، إن الرئيس هادي أضاف: "وأعتبر خروجي ووصولي عدن نصراً لأبناء اليمن الطيب الكريم، ونصراً للسلم والأمن وليس للحرب والخراب...". و أوضح جباري أنه استأذن الرئيس هادي في نشر بعض التفاصيل التي تحدث بها معه وبقية ممثلي الأحزاب في هذه اللقاء؛ إلا أن جباري لم ينقل عن "هادي" أي تفاصيل أخرى حول عملية خروجه من الإقامة الجبرية التي كانت مفروضة عليه في صنعاء. و نقلت صحيفة "الشارع" عن مصدر أمني وصفته ب"الرفيع" رواية جديدة عن عملية خروج الرئيس هادي من منزله المحاصر بمسلحي الحوثي في صنعاء، وانتقاله إلى عدن. و قال المصدر، الذي اشترط عدم ذكر اسمه، إن دبلوماسيين خليجيين وأوروبيين زاروا، في الثالثة من عصر الجمعة الماضي، الرئيس هادي في منزله الواقع في "شارع الستين الغربي" بالعاصمة. و أوضح المصدر أن هؤلاء الدبلوماسيين وصلوا إلى منزل الرئيس هادي على متن خمس سيارات، وكان معهم أثنان من خبراء التجميل من جنسية أجنبية. و قال المصدر: "بعدها بنصف ساعة، وصل قائد أمني يمني رفيع بسيارته ومعه مرافقون على متن ثلاث سيارات، ودخل إلى منزل الرئيس هادي بهدف التخزين معه". و أضاف: "أدوات التجميل كان قد سبق إدخالها إلى منزل الرئيس هادي قبل يومين مع وفد شخصية أممية معروفة؛ كون الحوثيين لا يفتشون سيارته ومرافقيه". استقبل هادي الوفد الخليجي والأوروبي، ثم باشر خبيرا التجميل تركيب قناع جديد لوجهه، ومسلحو الحوثي الذين كانوا على باب المنزل وحوله لم يكونوا يعرفون بما يجري في الداخل. و زاد: "قام خبيرا التجميل بتركيب وجه جديد لهادي عبر قناع أخفي ملامحه السابقة وخلق له وجها آخر بملامح جديدة. و قال المصدر: "استمرت العملية ساعتين داخل المنزل، وانتهت الساعة السادسة تقريباً. بعدها غادر الوفد الزائر منزل هادي مباشرة، وهادي خرج مع الوفد، وتم ترك شخص من أعضاء الوفد داخل المنزل حتى يكون العدد الذي دخل هو نفس العدد الذي خرج في حال كان الحوثيون قد انتبهوا لعدد الوفد أثناء دخوله المنزل. و أضاف: خرجوا من المنزل وبقى فيه القائد الأمني لنحو نصف ساعة من أجل التمويه أن مازال مخزناً عند الرئيس هادي، وبعده غادر هذا المسؤول المنزل بموكبه، ومعه الشخص الذي حل محل هادي. و أوضح المصدر أن هذا المسؤول الأمني هو الذي استلم الرئيس هادي بوجهه المستعار، في منطقة تقع على المدخل الجنوبي للعاصمة صنعاء، وتحرك به نحو عدن، التي وصلها فجر السبت. و أشار المصدر إلى أن الرئيس هادي خرج من منزله إلى أحد أحياء العاصمة، ثم تحرك بعدها نحو طريق تعز- عدن، بعد أن خرج المسؤول الأمني من منزله. و طبقاً للمصدر، فقد تحرك خبيرا التجميل بسيارة أخرى إلى عدن. و قالت "الشارع" إن المصدر الأمني زودها بصورة أخذها من تسجيل الخبير الذي بثته قناة عدن للرئيس هادي لدى لقائه الوفد الخليجي الذي زاره، الأربعاء الماضي، إلى عدن برئاسة عبد اللطيف الزياني، أمين عام مجلس التعاون الخليجي. و قال المصدر: لا حظ مع الرئيس هادي في هذه الصور، حيث تظهر، بشكل واضح وقوي، أثار القناء مازالت على وجه الرئيس، بسبب الضغط الذي استمر على مسامات وجهه أكثر من 10 ساعات، ويظهر في الصور وجه الرئيس ولون جلده داكناً بشكل كبير في المكان الذي تم تلبيسه بالوجه المستعار، ويظهر الأجزاء المتبقية من جلد الوجه والرقبة، التي لم يشملها تلبي الوجه المستعار، بلونها الطبيعي، جلداً فاتحاً مائلاً إلى البياض، وغير داكن. و أضاف: طبعاً الذي بايشوف وجه الرئيس هادي بايقول أنه مشى كثير بين الشمس؛ لكن لو كان مشي بين الشمس كما يقول الرئيس نفسه طرق فرعية، كان كل جلد وجهه سيكون داكن وليس المنطقة الرئيسية للوجه فقط. وتابع: الرئيس خرج من منزله منفرداً، ولم تخرج أسرته معه؛ لأنها كانت قد وصلت عدن منذ ما قبل تقدمه استقالته مساء 22 يناير الماضي. وخبر ضبط الحوثيين في الرضمة أسرة الرئيس هادي هو خبر غير صحيح، والذي تم ضبطه هناك هو طبيبه الخاص مع أخرين من أفراد حراسته بينهم أسر بعضهم. و قال المصدر: خرج المسؤول الأمني من منزل الرئيس هادي وتوجه مباشرة إلى المخرج الجنوبي للعاصمة، وهناك استلم الرئيس من فوق سيارة عادية، وتوجه به نحو عدن. أحد المواقع نشر معلومات عن عملية الخروج هذه، وكانت تلك المعلومات مسربة من قبل جلال، نجل الرئيس هادي، وورد فيها أنه تم استلام الرئيس هادي في بلاد الروس (على المدخل الجنوبي للعاصمة) من قبل شيخ كبير من هذه المنطقة، وهذا غير صحيح، وجرى للتمويه فقط، والشيخ الكبير هو هذا المسؤول الأمني. وأضاف: "كان هذا المسؤول الأمني في موكب يتكون من 8 سيارات عليها مرافقون، عندما تسلم الرئيس هادي على المدخل الجنوبي للعاصمة، وتسلم معه خبيري التجميل الأجنبيين، ومعه هناك أتجه إلى عدن، وكانت تسير قبل وبعد الموكب سيارات أخرى فيها حراسات أمنية من حراسة هادي، وعندما وصل الموكب إلى تعز تم استقباله هناك من قبل سيارات أخرى عليها حراسة أمنية إضافية. و تابع: تحرك خبيراً التجميل مع الرئيس هادي إلى عدن كي يقوما، بعد الوصول إلى عدن، بإزالة الوجه المستعار من وجه هادي، وهذا ما تم بالفعل، وبعدها غادرا اليمن من مطار عدن الدولي. و قال المصدر: عملية إخراج الرئيس هادي كانت عملية رتبت لها مخابرات إقليمية ودولية، وسار الرئيس هادي على طريق ذمار- إب- تعز-عدن، وكان هناك متابعة وحراسة أمنية وعسكرية للرئيس هادي طوال سفره إلى عدن، حيث كانت تسير قبل وبعد سيارته سيارات عليها مسلحون حراسته الخاصة بأزياء مدنية. و أضاف: لا يمكن للرئيس هادي أن يكشف التفاصيل الحقيقية لعملية إخراجه من صنعاء، والطبيعي أنه لا يمكن أن يخرج بدون تلبيس وجهه قناعاً بملامح وجه أخر، ومن الطبيعي أن يقول إن خروجه كان عادياً من الباب الغربي لمنزله، ولا يمكن يروي تفاصيل ما جرى؛ لأنه يظهر فيها يهرب مختفياً، ولا يصح لأي رئيس أن يظهر بهذه الصورة أمام شعبه. و تابع: ربما أن تسريب الحديث عن مشاركة شيخ كبير من بلاد الروس في العملية يجعل الاتهامات تشير إلى علي عبد الله صالح بالمشاركة في العملية؛ كون بلاد الروس ملتصقة بمسقط رأسه سنحان، ونفوذه فيها كبير، وتم بالفعل الحديث عن دور لصالح في العملية؛ إلا أن دولتين أبلغت قيادة جماعة الحوثي بتفاصيل العملية. على صعيد متصل، قال النائب عبد العزيز جباري، في المقال الذي نشره أمس الأول عن تفاصيل لقائه وممثلي الأحزاب للرئيس هادي في عدن، إن الأخير تحدث لهم عن الأسباب التي دفعته إلى تقديم استقالته مساء 22 يناير الفائت.