استأنفت المملكة العربية السعودية ضرباتها الجوية في اليمن، الاثنين، في محاولة لدعم المقاومة المحلية ضد الحوثيين بعد وقف إطلاق النار لمدة خمسة أيام. و حسب ترجمة خاصة ب"وكالة خبر" لما أوردته صحيفة الفاينشال تايمز البريطانية، جاء استئناف القصف الجوي على الرغم من دعوة الأممالمتحدة لتمديد وقف إطلاق النار للسماح بمرور المزيد من الغذاء والوقود والدواء. لكن المسؤولين الغربيين واليمنيين يقولون، إن الحملة الجوية ليس من المرجح أن تكون مكثفة كما كان قبل وقف إطلاق النار. لكن السعودية، بحسب المسؤولين، ستركز جهودها على تسليح وتدريب ودعم الذين يقاتلون الحوثيين في اليمن بينما تدعم علناً إلى حل دبلوماسي للصراع، بما في ذلك المحادثات التي من المقرر أن تبدأ في جنيف نهاية مايو التي تدعمها الاممالمتحدة. و قالت الصحيفة، إن المملكة السعودية استضافت ثلاثة أيام محادثات مع جماعات يمنية لمكافحة الحوثي في الرياض. لكن المسؤولين السعوديين يضغطون من أجل خلق مقاومة موحدة تحت قيادة الرئيس اليمني المخلوع، عبد ربه منصور هادي. و أشارت الصحيفة، أن هناك قلقاً بين بعض اليمنيين في الرياض من أن السعودية ستدعم حلفاء لحمايتها، أساساً من الفصائل السياسية والقبلية المرتبطة مع تنظيم التجمع اليمني للإصلاح، الذي انشق عن نظام الرئيس السابق علي عبد الله صالح في 2011. و نقلت "فاينانشيال تايمز"، عن مسؤولين غربيين ويمنيين، وكذلك رجال القبائل في اليمن، أن اللواء علي محسن الأحمر، قائد الجيش السابق وحليف التجمع اليمني للإصلاح، قد لعب دوراً رئيساً في التخطيط للحملة العسكرية السعودية على اليمن، جنباً إلى جنب مع حليفه هاشم الأحمر، وهو من عائلة قبلية قوية في شمال اليمن. و بحسب مصادر الصحيفة، فإن اللواء علي محسن، طلب من السعوديين بناء قوة قتالية من عدة آلاف من الرجال لحرب الحوثيين. و يجري حالياً تدريب المقاتلين والميليشيات التي تدربها السعودية في منطقة شرورة، وهي بلدة صغيرة على الحدود السعودية مع اليمن. وفي الوقت نفسه، تم تزويد رجال قبائل ينتمون إلى التجمع اليمني للإصلاح بالأسلحة والأموال الكثيرة، للانتقال إلى صنعاء والمحافظات المحيطة بها في إطار التحضير للحرب مع الحوثيين، بحسب مصادر الصحيفة. و قال أحد رجال القبائل من محافظة إب (وسط اليمن)، "قريباً، صنعاء ستكون مثل عدن وتعز. وأضاف، أن هناك تراكماً كبيراً من القبائل المتحالفة مع السعودية منذ ما قبل وقف إطلاق النار، وأعتقد الآن بأن هناك معركة كبيرة ستحدث". و على الرغم من تأكيدات السعوديين أنهم لا يرون أي دور سياسي في المستقبل بالنسبة للواء علي محسن، يخشى بعض أعضاء الحكومة اليمنية في المنفى بأن السعودية إذا مكنت الإسلاميين، فقد يصبح هناك صراع كعام 2011 الذي خلف البلاد انشقاقات وتدهوراً. و أوضحت الصحيفة، أنه على الرغم من المخاوف، هناك توافق عام في الآراء أنه إذا تمكن الحوثيون من السيطرة على عدن وتعز والمدن اليمنية الأخرى، ستقود السعودية حملة برية، (لكن) بقيادة وقوة يمنية على الأرض. و قال آدم بارون، وهو محلل بشؤون اليمن وزميل زائر في المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية: "انطلاقاً من التصريحات الأخيرة لمسؤولين يمنيين وسعوديين، يبدو أن الدعم لهذه المجموعات سيتم بزيادة كبيرة، نتيجة لتحفظ كبير من أعضاء الائتلاف من التدخل البري".