بدأت سلطة الزوجة تزداد يوما عن أخر على زوجها حتى صار في المنزل منحصراً دوره بدفع المصاريف ولا يتدخل في شئون الأسرة.. بدأ الحال يضيق به لكنه لا يستطيع حتى النصح.. بدأ يقلل من السفر إلى منزله في القرية واقتصرت زيارته على أيام معدودة في السنة مكتفيا بإرسال المصاريف كل شهر.. في إحدى زياراته للقرية طرح على زوجته أن تنتقل معه إلى قرية جوار المدينة حيث كان قد أشترى قطعة أرض خصبة وافقت الأم وذهبت مع أبنائها وتركوا الدار لبنت لا زالت تعاني الأمرين.. كان الأب يأمل أن تغير زوجته من طباعها لكنها تمادت وصارت تحرض أبناءها عليه.. فقد الأب صبره وذات مرة قرر أن يصطحبها لزيارة أهلها.. عاد بها إلى منزل والدها وفي الصباح أخبرها بأنه سيخرج لزيارة أهله وسيعود.. في المساء عاد شقيقها وأخبرها بأنها أصبحت مطلقة.. عاد الأب إلى أبنائه وأشترى لهم عددا من الأغنام وقسم العمل بينهم وأخبرهم بأن أمهم مطلقة.. أصبح يرد على كل تصرف منهم بالضرب، ترك الأبناء البيت وذهبوا للعمل.. وبقت البنات في المنزل.. زوج الأولى وهي صغيرة السن، وزوج الأخرى على رجل كهل حبا في ماله فكانت له الزوجة الرابعة، وبعدها بعامين زوج أخر العنقود.. تشتت الأسرة فالأولاد لا يعرف أحدهم مكان الأخر والبنات صارت الزيارة منقطعة بينهن.. أحد الأبناء تنبه أنه في ضياع.. قرر العودة إلى القرية.. ظل هائما لا يعرف أين يتجه الجميع صار يذمه ويؤنبه لأنه لم يكمل دراسته.. وأكثر ما كان يؤرقه أخته التي تزوجت على ذلك الكهل وكان يسمع عن معاناتها وما تتعرض له من الضرب من زوجها.. ذات مرة ذهب إليها ووجدها مريضة في منزل أبيها بعد أن ضربها زوجها.. أخذ أخته إلى منزله في مسقط رأسه.. تبعه أبوه وزوج أخته وهددوه إن لم يعد أخته فإن السجن سيكون مصيره وتحت ضغط أهل القرية أعاد أخته لزوجها وعيونه تقطر دمعا، عادت أخته لنفس المعاناة وعاش هو أصعب لحظات عمره، قرر الذهاب بحثا عن عمل، وبعد عامين من العمل عاد ليتزوج ويحافظ على ما تبقى من أرض أبيه.. أخته هناك لا زالت تعاني من زوجها الكهل ووالدها لا يعمل لها شيئا فقد كبر في السن وضاعت كثيرا من أمواله وصار يعيش حياة الكفاف.. نفد صبر أخته من تسلط زوجها فقررت الاتصال بأخيها لعله ينقذها من ذلك الكهل الذي صار يذيقها ألوان العذاب.. ذهب الأخ وأحضر شقيقته ووقف أمامها واجه تهديد زوج شقيقته بمثله، مما أضطر ذلك الكهل لمهادنته، وحاول أن يغريه بالمال لكنه رفضه ورفع عليه دعوة في المحكمة طالبا طلاق أخته.. لم يجد ذلك الكهل من حل سوى أن توجه لوالد زوجته ودفع له ما طلب من المال مستغلا حاجته وطمعه بالمال.. تظاهر الأب بالمرض وأتصل بابنه لزيارته وإحضار أخته لتقوم بخدمته.. ظل الولد بجانب أبيه ثلاثة أيام ثم عاد لقريته تاركا شقيقته على أمل أن يعود إليها بعد ثلاث أيام ليأخذها مع أباه إلى القرية.. وعندما عاد الولد إلى قريته، فأستدعى الأب زوج ابنته وهدد ابنته إن لم تعد معه بالضرب.. رفضت البنت لكنه أجبرها على العودة إلى منزل زوجها رحمة بدموع أطفالها المنهمرة أمامها.. عادت مع زوجها وعندما وصلت المنزل تهكم عليها وهددها أنه بماله سيحولها إلى(جارية).. لم تستسغ كلامه وردت عليه بقوة، فقام بضربها فلاذت بباب المنزل هاربة نحو الشارع لترتطم بسيارة كانت تسير بسرعة جنونية.. لتجد نفسها في المستشفى بعد أربع أيام ظلت فيها لا تعلم ما حولها.