يوجه النازحون الذين فروا من الاشتباكات التي وقعت في الأسبوعين الماضيين بين الجيش اليمني والمجموعات المسلحة في محافظة شبوةجنوب وسط اليمن، الواقعة على بعد حوالي 400 كيلومتر شرق عدن، نداءً للمنظمات الإنسانية من أجل تقديم المساعدات لهم. وفي هذا السياق، أفاد أحمد تلان، رئيس جمعية الإخاء للسلام والتنمية غير الحكومية، أن بعض النازحين هربوا إلى مدينة عدن بينما لجأ البعض الآخر إلى مديريات ميفعه وحبان وعزان بمحافظة شبوة. وقال علي الحداد، وهو نازح من مدينة الحوطة بمحافظة شبوة يتخذ من منزل مهجور في منطقة حبان مأوى له ولأسرته: "لا يوجد لدينا ما نأكله. لا يوجد لدينا فراش أو أغطية. لا أدري لماذا لا يلتفت أحد إلى معاناتنا. لقد قضينا الأيام الثلاثة الأولى نائمين في العراء". وكان حداد وزوجته وأولادهما الخمسة قد غادروا منزلهم في الحوطة في 14 سبتمبر. وأخبر شبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) قائلاً: "لقد أمرتنا السلطات بإخلاء منازلنا لأنهم كانوا يبحثون عن مسلحين في مدينتنا [الحوطة]. لقد بدأ الطعام القليل الذي أحضرناه معنا بالنفاذ". وطبقاً لمكتب الأممالمتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، تفيد أحدث التقارير أن 90 بالمائة من سكان الحوطة (7,180 نسمة طبقاً للإحصاء السكاني لعام 2004) فروا إلى القرى المجاورة. وبينما يبدو أن القتال قد هدأ، ولكن لا تزال هناك شكوك حيال حقيقة الموقف في المناطق التي اندلعت فيها الاشتباكات. من جهته، أوضح محمد يحيى وهو أحد قيادات المجتمع لشبكة (إيرين) أن الحكومة كانت مقصرة حيال النازحين داخلياً، حيث قال: "لا تقوم الحكومة المركزية بجهود متضافرة لتحديد أماكن النازحين ومساعدة المنظمات الإنسانية في تقديم الإغاثة"، مضيفاً أن "الشيء الوحيد الذي فعلته الحكومة هو إصدار الأوامر لهم بمغادرة منازلهم". غير أن علي راشد، نائب محافظ شبوة، أفاد أن السلطات كانت تحاول تحديد أماكن النازحين من أجل مساعدة منظمات الإغاثة للوصول إليهم. وأضاف قائلاً: "نحن نحاول أيضاً جمع الأموال من الجهات المانحة المحلية"، مشيراً إلى أن القوات الأمنية تبذل قصارى جهدها لضمان وصول عمال الإغاثة إلى المدنيين المتضررين. جهود الإغاثة وأفاد مكتب (أوتشا) في تقرير صدر في 25 سبتمبر أن برنامج الأغذية العالمي ومنظمة الأممالمتحدة للطفولة اليونيسف) ومفوضية الأممالمتحدة لشؤون اللاجئين قد قامت في وقت سابق بوضع بعض المؤن في ميفعه مثل الأغطية وأدوات المطبخ والنظافة والأدوات المدرسية والبسكويت الغني بالبروتين مع إمكانية توفير المزيد من المؤن من عدن أو صنعاء. وتدرس اليونيسف أيضاً إمكانية سد أي فجوة متبقية فيما يتعلق بالاحتياجات المائية. وذكر التقرير أنه "سيتم اتخاذ القرار الفعلي بشأن كيفية المضي قدماً في التدخلات بعد الرصد الدقيق لتدفق العائدين وتقييم الضرر الذي حدث في المناطق المتضررة". بدورها، قالت كلير بورجوا، ممثلة المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في اليمن أن الأممالمتحدة بدأت في 28 سبتمبر توزيع المساعدات على حوالي 170 أسرة متضررة. وأضافت أن "الأممالمتحدة تلقت قائمة إضافية شملت 400 أسرة محتاجة. وستحصل تلك الأسر على مساعدات إذا كانت محتاجة فعلاً إليها". وقال موقع التغيير الإلكتروني، وهو موقع إخباري محلي مستقل، أن الهلال الأحمر اليمني قام بتقييم الموقف الإنساني في ميفعه وقدم تقريراً مبدئياً حول احتياجات النازحين إلى فرع الهلال الأحمر اليمني في عدن. ويضم التقرير معلومات عن الاحتياجات الغذائية وغير الغذائية لحوالي 8,000 شخص. وكانت الحكومة اليمنية قد شنت هجوماً جديداً في منتصف سبتمبر على أعضاء شبكة القاعدة في شبوة حيث يعتقد أن كبار قادة القاعدة في اليمن يختبئون هناك. وتتحمل القاعدة مسؤولية عدد من الهجمات المميتة في اليمن منها الهجوم على وكالة الاستخبارات اليمنية في عدن في شهر يونيو الذي أسفر عن مقتل 13 شخص. وقالت مصادر محلية اشترطت عدم الكشف عن هويتها لشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) أن أكثر من 12 مسلحاً وجندياً تابعاً للحكومة لقوا مصرعهم في الاشتباكات وأن العديد قد أصيبوا من كلا الجانبين. وأضافت تلك المصادر أن العديد من المدارس والمساجد والمنازل قد أصيبت بأضرار أو دمرت بعدما قام الجيش بقصف مخابئ المسلحين المشتبه بهم. المصدر: شبكة "إيرين" مكتب الأممالمتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا).