قتل 7 من أنصار الحراك الجنوبي وجندي يمني في مواجهات دامية شهدتها مدينة عدن، جنوبي اليمن، بعد أن حاول أنصار الحراك الجنوبي، الداعون للانفصال، منع المؤيدين للثورة الشبابية من إقامة احتفال بذكرى تولي الرئيس عبد ربه منصور هادي مقاليد الحكم، في المدينة، ما أدى إلى تدخل قوات الأمن واندلاع المواجهات . وتعهد الرئيس عبد ربه منصور هادي خلال الاحتفال، بتنظيم انتخابات في فبراير المقبل، مؤكداً رغبته في أن تدخل البلاد "عهداً جديداً من الاستقرار" ، وندد بالدعوة إلى العمل المسلح الذي قال إنه يسيء لقضية الجنوب، في إشارة إلى القيادي الجنوبي علي سالم البيض . وأكدت مصادر محلية في مدينة عدن سقوط 7 قتلى من أنصار الحراك الجنوبي بالإضافة إلى جندي وجرح 70 آخرين في صدامات عنيفة وقعت بين قوى الحراك الجنوبي وقوات الأمن التي قامت بمنع المئات من أنصار الحراك من التوجه إلى ساحة العروض بمنطقة خورمكسر، التي يقيم فيها مؤيدو الوحدة فعاليتهم، التي تم الحشد لها من مدينة عدن وبقية مناطق الجنوب، وهو الشيء نفسه الذي أقدمت عليه قوى الحراك الجنوبي التي استقدمت الآلاف من المناطق الجنوبية يتقدمهم القيادي البارز في قوى الحراك الانفصالي حسن باعوم، الذي تعرض موكبه لإطلاق نار قبل وصوله إلى عدن قادماً من محافظة حضرموت . ووفرت قوات الأمن الحماية اللازمة والكافية لإقامة فعالية المؤيدين للوحدة في ساحة العروض، وتحولت المدينة بأكملها إلى ساحة حرب بعد انتشار الدبابات والعربات العسكرية المدرعة في مختلف المناطق، في وقت فرت العشرات من الأسر من المناطق المحيطة بساحة العروض إلى أماكن بعيدة عن الصدامات خوفاً من وصول الاشتباكات إلى منازلها . وتم منع المئات من عناصر الحراك من الوصول إلى ساحة العروض بمنطقة خورمكسر، حيث وقعت مواجهات بمحيط المنطقة قتل فيها شخصان وجرح أكثر من 20 آخرين، فيما قتل 3 وأصيب عدد آخر في مناطق متفرقة . وانتقد الرئيس الجنوبي السابق علي ناصر محمد استخدام القوة العسكرية وقمع المتظاهرين العزل بعدن، ومحاولة الجهات الرسمية والحزبية الزج بالمواطنين للاحتكاك والصراعات، مطالباً بضرورة الإفراج الفوري عن كل المعتقلين الجنوبيين الذين اعتقلوا خلال الأيام القليلة الماضية، كما طالب بمحاكمة المتورطين في عمليات القمع التي مورست ضد أبناء الجنوب واستخدام القوة المفرطة والعقاب الجماعي ضد العاصمة عدن . كما دان المجلس الأعلى للحراك الجنوبي ما اسماها "عسكرة العاصمة عدن" وإفراط قوات الأمن ل"نظام الاحتلال وحلفائه" في القتل وحملة الملاحقات والمطاردات التي يتعرض لها أنصار الحراك الجنوبي . ودعا المجتمع الدولي ومنظمات حقوق الإنسان الدولية إلى "إدانة المجزرة الدموية المستمرة بحق الشعب الجنوبي والتدخل لإنقاذه بأسرع ما يمكن" . وكان ناصر منصور هادي، شقيق الرئيس هادي تقدم فعالية الأمس، بالإضافة إلى محافظ عدن وحيد علي رشيد ومحافظ أبين جمال العاقل ووزير الخدمة المدنية نبيل شمسان ورئيس جامعة عدن عبد العزيز حبتور وقال رشيد إن "الاحتفال بيوم الانتخابات يجسد إرادة الشعب اليمني كله في التغيير وبناء اليمن الجديد" . في الأثناء، أغلقت سلطات الطيران مطار عدن الدولي وتم تحويل الرحلات الجوية إلى مطار عتق بمحافظة شبوة . وأكدت مصادر في المطار أن السبب يعود إلى الأجواء غير المستقرة التي عاشتها المدينة .
