يسود الهدوء أرجاء محافظات جنوبية بعد أيام من العنف الذي راح ضحيته قتلى وعشرات الجرحى سجلت حضرموتوعدن أعلى معدل فيهما. وأدانت كثير من القوى السياسية ومنظمات حقوق الإنسان ومسؤولين في الدولة أعمال العنف مؤكدين على حق التظاهر السلمي والمطالبة بالحقوق بطريقة حضارية. وقال مصدر محلي في عدن ل "المصدر أونلاين" ان المدينة عاشت هدوءا تاما أمس ولم تسجل حالات عنف جديدة، وفتحت المحلات التجارية أبوابها ومارس المواطنون أعمالهم بكل أريحية. من جهة أخرى، تضاربت الأنباء حول اطلاق سراح الشيخ حسين ببن شعيب، الذي اعتقلته السلطات الأمنية في عدن قبل احتفالية 21فبراير بيوم واحد، لكن مصادر رجحت عدم الإفراج عنهم حتى اليوم. وكان رئيس إصلاح عدن إنصاف مايو، قد طالب رئيس الجمهورية صباح أمس خلال لقائه بقيادات الأحزاب ومنظمات المجتمع المدني بعدن بالإفراج عن كافة المعتقلين ومعالجة الجرحى ودفع تعويضات مالية لأسر القتلى جميعا، وتلقى الرئيس الدعوة بتجاوب ووعد بإطلاق كافة المعتقلين. وفي محافظة حضرموت، أفاد مصدر محلي ل "المصدر أونلاين" أن أغلب المدن استعادت هدوءها وباشر الناس أعمالهم وعادت الحياة لطبيعتها مع انتشار أمني في بعض المدن، تحسبا لأي تطور. وأفاد مصدر في مدينة تريم بأن المدينة ساده الهدوء أمس، مكّن الناس من مزاولة أعمالهم بعد أعمال عنف عاشتها قبل أمس الاول الثلاثاء، وأشار إلى وجود انتشار أمني بجوار محلات يملكها مواطنون من المحافظات الشمالية بهدف حمايتها من أي أعمال عنف متوقعة. وقال مصدر محلي في منطقة وادي العين وحريضة ان المنطقتين شهدتا هدوءا نسبيا بعد يومين من التظاهرات المطالبة بفك الارتباط، رافقها حرق لسوق القات بالمنطقة وتعطيل للمدارس. وكانت حضرموت شهدت خلال الأيام الماضية أعمال عنف وحرق لمقرات حزب الإصلاح ومحلات مواطنين من المحافظات الشمالية، استنكرها الأهالي وأبدوا استياءهم منها، مطالبين بمحاكمة كل المتورطين. وفي محافظة لحج، شيع جثمان يونس محمد صالح من أبناء مديرية المسيمير الذي قتل على يد مسلحين من أنصار الحراك في فعالية 21 فبراير في عدن. وشارك في التشييع قيادات سياسية من أحزاب اللقاء المشترك ومجلس النواب. كما شيع الآلاف في محافظة الضالع جثمان ذو يزن الدبيس، الذي قتل في 21 فبراير في عدن على ايدي قوات الأمن - حسب ما يقول أنصار الحراك. وفي ردود فعل جديدة حول أحداث العنف التي شهده الجنوب أدن مجلس قبيلة آل كثير بوادي حضرموت أعمال العنف الأخيرة التي شهدتها مدن حضرموت، واصفا إياها بغير المسؤولة أياً كان مرتكبها. وأضاف بيان صادر عن القبيلة أمس: "ان من حق أي مواطن أو جهة التعبير عن الرأي بحرية"، مشيرا إلى أن قطع الطرقات، وإشعال الحرائق، وإغلاق المحال التجارية والخدمية ونهبها، وإغلاق المدارس والجامعات وتحطيم البنية التحتية ترتب عليها ضرر للمواطن والمجتمع". وأوضح أن تلك الأعمال تعمل على إثارة الضغائن والأحقاد بين أبناء الشعب الواحد وتضيع المكاسب والمنجزات وتعطيل عملية التنمية في البلاد. وناشد مجلس قبائل آل كثير كافة العقلاء والمخلصين من العلماء والقبائل والأحزاب إلى تغليب العقل وتحكيم الضمير وأن يعملوا كافة لإيقاف نزيف الدم وتداعيات الأحداث المضرة بالمجتمع وتعزيز أمنه وأمانه.. حسب البيان. ودعا مجلس القبيلة أبناء حضرموت للإسراع في عقد لقاء لتدارس هذه الأوضاع لدرء المخاطر وتجنب الفتن. كما ادانت الأمانة العامة للتجمع اليمني للإصلاح الأحداث الدامية التي شهدتها في المحافظات الجنوبية والشرقية وكذا الاعتداء على مقرات الأحزاب. وشددت على أن من حق كل القوى والفعاليات السياسية في التعبير السلمي بكل صوره وأشكاله، باعتباره حقاً دستورياً وقانونياً. ويأمل المواطنون في المحافظات الجنوبية استمرار الهدوء والاستقرار ليزاول الناس أعمالهم بأمان بعد توقف دام أياما، أبدى خلاله التجار وأرباب الأعمال استياءهم من الطريقة التي فرض بها العصيان.