أكد محللون متخصصون في شئون مكافحة الإرهاب في تقرير نشرته صحيفة المصري اليوم على أنه «يجب أخذ تهديدات قاعدة الجهاد في جزيرة العرب بشكل جدي للغاية، نظرا لقدرتهم الكبيرة على شن الهجمات». في إشارة إلى تداعيات الأزمة التي تعصف باليمن منذ مطلع هذا العام والتصريح الذي أطلقه عقب مقتل أسامة بن لادن زعيم «قاعدة الجهاد في جزيرة العرب» اليمني ناصر الوحيشي بأن القادم «أدهى وأمر» وقال مصطفى العاني مدير قسم الإرهاب والأمن في مركز الخليج للأبحاث «يجب أخذ تهديدات قاعدة الجهاد في جزيرة العرب بشكل جدي للغاية، نظرا لقدرتهم الكبيرة على شن الهجمات». وأضاف أن التنظيم «سيغتنم سقوط النظام من أجل تعزيز إمكانياته اللوجستية وزيادة عدد عناصره» واعتبر خبير شؤون الجماعات الاسلامية في الشرق الاوسط دومينيك توماس من معهد الدراسات العليا للعلوم الاجتماعية في باريس إن التنظيم البالغ عدد أتباعه حوالى ألف شخص غالبيتهم من اليمنيين «يغتنم الفوضى في هذا البلد مما يساعد في ترسيخ وجوده في المجتمع». وقال :" أن القاعدة في اليمن استطاعت نسج أحلاف مع القبائل وإقامة هيكلية منظمة بشكل جيد وامتلاك ترسانة عسكرية مهمة مكونة بمعظمها من أسلحة خفيفة غنمتها من هجماتها على القوات الحكومية». وأضاف مؤكداً أنه في حال «انهيار النظام في اليمن، فإن القاعدة قد تستفيد من عدم الاستقرار للسيطرة على بعض المناطق». كما لم يستبعد «شن تنظيم القاعدة في اليمن عملية واسعة النطاق خارج الأراضي اليمنية لكي يثبت قوته». بدوره، قال سعيد عبيد الجهمي مدير مركز أبحاث متخصص بالمنظمات الإسلامية «عبر هذا النوع من العمليات، أثبتت القاعدة في اليمن قدرتها على تدبير هجمات عن بعد وتأسيس على خلايا في الدول الغربية». وأضاف الخبير اليمني «استفادت القاعدة من تدهور الأوضاع الأمنية والانشقاقات في صفوف الجيش اليمني وعملت على تعزيز قواتها بمزيد من المقاتلين والمتعاطفين». ورأى أنه «بإمكان القاعدة أن توجه ضربات في أي وقت لكي تؤكد أنها ما تزال موجودة» بعد تصفية بن لادن، «يجب التعاطي بجدية» مع تهديدات الوحيشي بالانتقام لزعيمه. وختم الجهمي بقوله إن التنظيم في اليمن «لا يهدد إنما يعلن ما سيفعله، سيكون رده على مقتل بن لادن قويا» يذكر أن الفرعين السعودي واليمني في القاعدة اتحدا في يناير 2009 لتشكيل تنظيم «قاعدة الجهاد في جزيرة العرب» الموجود بقوة في جنوب اليمن وشرقه حيث غالبا ما تتعرض قوات الأمن لهجمات. ويضم «قاعدة الجهاد في بلاد العرب» رعايا من بعض الدول العربية ويرئسه اليمني ناصر الوحيشي الذي تمكن العام 2006 من الفرار من السجن برفقة 22 اخرين، أما نائبه فهو السعودي سعيد الشهري الذي افرج عنه الأميركيون من جوانتانامو العام 2007.و كان الوحيشي قد أدلى بتصريح خاص ليخاطب بنبرة التهديد والوعيد الولاياتالمتحدةالأمريكية عقب إعلانها مقتل الشيخ اسامة بن لادن وقال: «لا تصوروا المعركة بهذه السطحية، وتوهموا سفهائكم أنكم إذا قتلتم أسامة سينتهي الأمر، فالقادم أدهى وأمر وما ينتظركم أشد وأضر، وعندها تعضون على أصابع الندم، وتترحمون على أيام الشيخ».