يحقق حلف شمال الأطلسي في أفغانستان اليوم الأحد في ما إذا كان متشددون أسقطوا طائرة هليكوبتر لنقل الجنود مما أسفر عن مقتل 38 في أكبر خسارة بشرية تتعرض لها القوات الأجنبية في حادث واحد خلال عشر سنوات من الحرب. وفي يومين داميين للقوات الاجنية قالت قوة المعاونة الأمنية الدولية (ايساف) ان أربعة جنود آخرين من قوات حلف الأطلسي قتلوا في هجوميين منفصلين يوم الأحد على أيدي متشددين في شرق وجنوب البلاد. ومعظم القوات الأجنبية التي تخدم في هذه المناطق من الأمريكيين رغم وجود بعض الجنود الفرنسيين في إقليم كابيسا في الشرق. وفي باريس قال مكتب الرئيس الفرنسي ان جنديين فرنسيين قتلا وأصيب خمسة اخرون في أفغانستان يوم الأحد عندما هاجمهم متشددون في وادي تاجاب باقليم كابيسا. وقال المكتب في بيان "يعبر رئيس الدولة مجددا عن تصميم فرنسا على مواصلة العمل مع قوة المعاونة الأمنية الدولية (ايساف) لاستعادة السلام والاستقرار في هذا البلد." وقتل 30 جنديا أمريكيا من القوات الخاصة التابعة للبحرية التي قتلت زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن وسبعة افغان ومترجم في حادث تحطم الطائرة الذي وقع ليل الجمعة بعد أسبوعين من بدء القوات الأجنبية تسليم المسؤولية الأمنية لقوات الأمن الأفغانية. وسارعت حركة طالبان إلى إعلان مسؤوليتها عن إسقاط الطائرة بقذيفة صاروخية غير ان الحركة كثيرا ما تبالغ في الإحداث التي تتضمن أهدافا أجنبية او تابعة للحكومة الافغانية. وقال مسؤول امريكي في واشنطن ان من المعتقد أن الطائرة تم اسقاطها. وأكدت قوة المعاونة الأمنية الدولية في أفغانستان (ايساف) عدد القتلى ليل يوم السبت والذي أعلنه اولا الرئيس الأفغاني حامد كرزاي وقال ان التحقيق في سبب الحادث لايزال جاريا. وتحطمت الطائرة وهي من طراز تشينوك في إقليم ميدان وردك الى الغرب من كابول ليل الجمعة. وقال الجنرال جون الن الذي تسلم قيادة قوة ايساف من الجنرال ديفيد بتريوس منذ ثلاثة أسابيع في بيان صدر ليل يوم السبت "لا تستطيع الكلمات أن تصف الحزن الذي نشعر به بعد هذه الخسارة المأساوية." وأضاف "كل من قتلوا في هذه العملية كانوا ابطالا حقيقيين اعطوا الكثير دفاعا عن الحرية." وقال مسئول أمريكي إن بعض القتلى الأمريكيين أعضاء بالقوات الخاصة التابعة للبحرية الأمريكية وهي الوحدة التي قتلت زعيم تنظيم القاعدة اسامة بن لادن في مايو ايار في باكستان ولكن لم يكن اي من القتلى ضمن الفرقة التي اغارت على بن لادن. وقالت ايساف ان هذا هو اكبر عدد من القتلى من الجنود الأمريكيين يسقط في حادث واحد في أفغانستان. وقال ليون بانيتا وزير الدفاع الأمريكي في بيان يوم السبت ان الولاياتالمتحدة "ستبقى على النهج" حتى تكمل المهمة في أفغانستان وهي نفس الروح التي عبر عنها الأمين العام لحلف شمال الأطلسي اندرس فو راسموسن. ومن شأن تحطم الطائرة الهليكوبتر إن يثير المزيد من التساؤلات بشأن عملية نقل المسؤولية الأمنية ومدى الحاجة لبقاء القوات الأجنبية في أفغانستان. ومن المقرر إن تنسحب كل القوات القتالية الأجنبية من أفغانستان بنهاية عام 2014 ولكن بعض أعضاء الكونجرس الأمريكي يتساءلون عما اذا كانت وتيرة تسليم المسؤولية الأمنية تجري بالسرعة اللازمة. وزعم قادة أمريكيون وآخرون في حلف الأطلسي تحقيق نجاح في وقف نمو التمرد وتقليصه في معقل طالبان بالجنوب رغم ما أبداه المتمردون من قدرة على تغيير خططهم وشن هجمات في مناطق أخرى. لكن العنف في أسوأ حالاته في أفغانستان منذ أطاحت قوات أفغانية مدعومة بالقوات الأمريكية بحكومة طالبان في أواخر عام 2001 في ظل سقوط أعداد كبيرة من القتلى من الجنود الأجانب وخسائر قياسية في صفوف المدنيين في الأشهر الستة الأولى من عام 2011 . وعبر الرئيس الأفغاني حامد كرزاي عن "أسفه وحزنه العميق" للرئيس الأمريكي باراك أوباما وأسر الضحايا وفقا لبيان صدر عن قصره يوم السبت. وفي العام الماضي سقط اكبر عدد من القتلى من الجنود الأجانب في أفغانستان حيث قتل 711 . وبحادث التحطم في ميدان وردك وقتلى اليوم الأحد يصبح عدد القتلى من الجنود الأجانب 383 جنديا على الأقل حتى الآن في العام الحالي أكثر من ثلثيهم من الأمريكيين .