غاب قادة أحزاب اللقاء المشترك عن مسيرة التصعيد والحسم الثوري التي دعوا لها وخرجت مساء اليوم الأحد بدون مشاركة أي من هذه القيادات ، بالرغم من تعهد البعض منهم كالقيادي المعارض محمد سالم باسندوة في خطاب له بساحة الاعتصام أمس السبت أن يكون في مقدمة المسيرة ، ولكن الشباب فتشوا عنه أثناء المسيرة ولم يجدوه ، وأيضاً لم يجدوا أحداً من قادة المشترك وحين اتصلوا بهم كانت تلفوناتهم مغلقة . وقد كشفت المسيرات التي دعت لها أحزاب اللقاء المشترك فيما أسمتها ب"الحسم الثوري" اليوم الأحد حقيقة أن ساحات الاعتصام لم يتبق فيها سوى خيام فارغة عدا قلة من عناصر الإخوان المسلمين وآخرين من المغرر بهم.. حيث خرجت في أمانة العاصمة مسيرة بالآلاف انطلقت من ساحة الاعتصام أمام جامعة صنعاء باتجاه جولة مذبح بشارع الستين متجهة نحو مستشفى آزال ومنزل الأخ عبدربه منصور هادي – نائب رئيس الجمهورية -. وأوضح عدد من الشباب المستقلين الذين شاركوا في المسيرة لمصادر صحفية أن الاتفاق تم قبيل الخروج في المسيرة بان يكون خط سيرها شارع الستين حتى منزل نائب رئيس الجمهورية ثم الالتفاف من شارع عشرين والعودة إلى ساحة الاعتصام بشارع الدائري، غير أن عناصر إصلاحية أصرت أثناء المسيرة على الاتجاه نحو جولة عصر حيث يتواجد هناك أفراد الأمن المركزي ومخيم المؤيدين للشرعية الدستورية.. فرفض الشباب المستقلين ذلك لمعرفتهم بالمخاطر التي ستنتج من احتكاكهم بأفراد الأمن المركزي وانشقت المسيرة إلى نصفين الأول وهم الشباب المستقلين سلكوا شارع عشرين وعادوا إلى ساحة الاعتصام والنصف الثاني وهم عناصر حزب الإصلاح واصلوا طريقهم نحو جولة عصر. وقال شهود عيان ان عناصر الإخوان المسلمين كانوا يعدون لمواجهة مع رجال الأمن وظهر ذلك من خلال قنابل الملوتوف والخناجر والمسدسات التي كانوا يحملونها معهم وبمجرد أن وصلوا إلى جولة عصر قاموا بقذف رجال الأمن بها، ثم عادوا ادراجهم مسرعين ليفاجأوا بعناصر من الفرقة الأولى مدرع المنشقة يطلقون عليهم الأعيرة النارية ليجبروهم على الرجوع إلى جولة عصر وتجديد الاعتداء على رجال الأمن.. والمواطنين المؤيدين للشرعية الدستورية ، ما أسفر عن إصابة 3 أشخاص حتى الآن . إلى ذلك أفاد معتصمون في خيم لأحزاب المشترك بشارع الدائري الغربي منذ 8 شهور رفضهم المشاركة في ما أسميت بمسيرة ( الحسم الثوري ) اليوم الأحد احتجاجا على تواجد مسلحين واليات عسكرية ومعدات حربية برفقة المسيرة ، مشيرين كذلك الى اعتراضهم المسبق على توزيع قطع سلاح على عناصر حزبية استقدمت من محافظات مختلفة للإقامة في المخيم ، وقال مختار( 25 عام معتصم مستقل) إن انتشار مسلحين على سطوح المباني المحاذية لخط المسيرة أثار مخاوفه والعشرات من زملائه من وقوع اشتباكات وإطلاق نار وبالتالي سقوط ضحايا من الشباب والعودة للتباكي عليهم كما جرت عليه العادة، وتوقع مختار ان يكون عددا من زملائه تعرضوا للاعتقال في سجون خاصة بمنضمي المسيرة ومعسكر الفرقة بعد تأكيد رفضهم مساء أمس المشاركة في المسيرة ، وقال مختفيين من أمس وهواتفهم مغلقة وسننتظر معرفة مصيرهم حتى مساء اليوم ..) وكانت مصادر سياسية حذرت من مغبة مساعي أحزاب المشترك لإشعال الفتنة والتحضير لمذبحة جديدة بحق مواطنين أبرياء في إطار تصعيدها المرتقب وخططها الرامية للوصول الى السلطة عبر إراقة الدماء وتخريب المنشئات وقطع الطرقات العامة ومحاربة المواطنين في معيشتهم، وأشارت المصادر إلى سعي قيادات سياسية مغامرة في أحزاب المشترك لإحداث مذبحة بحق أبرياء سواء من بقايا المعتصمين من شباب المشترك أو من المواطنين اعتقاداً منها أن سقوط دماء جديدة يساهم في استعادة ما وصفتها حيوية الساحة ووهجها، ويحقق لها حضورا إعلاميا خارجيا ، بعد أنباء انسحاب معتصمين من مخيم شارع الدائري وانتكاسة مجلسها الانقلابي في أغسطس الماضي، وعزت منظمات مدنية يمنية أسباب نزوع أحزاب اللقاء المشترك نحو العنف والتخريب واستهداف البنى التحتية والخدمات الاساسية تحت مسميات التصعيد الثوري الى صدمة احزاب اللقاء المشترك وخيبة املها من نتائج تقرير لجنة اممية -قامت بتقييم حالة حقوق الانسان في اليمن خلال شهري يونيو/ يوليو الماضيين- وتضمن ادانة صريحة للجرائم والانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان التي ارتكبتها أطراف الصراع الداخلي وبالذات من قبل قيادات حزب الإصلاح وحلفائه أثناء الأزمة القائمة ، معتبرة مساعي التصعيد المزعوم محاولة من احزاب المشترك لخلط الأوراق قبل تنفيذها لتوصيات تقرير لجنة حقوق الإنسان الأممية وفقا للقانون الدولي والقوانين المحلية .