طالب عبد الملك الحوثي بتشكيل لجنة منصفة لايجاد حلول عادلة كفيلة بعودة التعايش السلمي وانهاء الصراع الدموي ألذي تخوضه جماعته مع الجماعة السلفية والسنية في محافظة صعدة وغيرها ، وفي بيان أصدره كرد على مؤتمر السلفيين المنعقد بصنعاء لنصرة دماج. أبدى زعيم الحركة الحوثية ترحيبه بكل خطوة تساهم في ارساء السلام وتكفل الحقوق وتعيد الوضع على ما كان عليه" واتهم السلفيين بانهم استباحوا دماء ابناء محافظة صعدة تحت عناوين مذهبية وطائفية بحته نافياً ان تكون الطائفة الزيدية في اليمن قد عاشت بتواءم مع السلفية و قال ان من يمارس النشاط الطائفي ويدعو له ويحرض على الفتنة الطائفية وينشر فتاوي التكفير هم اصحاب مركز دماج ومن يقف خلفهم ، رافضا الحوثي الدعوات التي اتهمت جماعته بالممارسات الطائفية والنعرات الجاهلية. ،وأضاف الحوثي متوجها بخطابه الى السلفيين " كنتم من ينفخ نار الفتنة ويؤجج الصراع وأفتيتم باستباحة دماء الناس بفتاواكم الظالمة التي بررت للنظام المجرم شن العدوان علينا وقمتم بتوزيع الدعاة عبر التوجيه المعنوي للسلطة الظالمة في كل المواقع والمعسكرات في مختلف المناطق كما فعلتم ذلك مع غير الزيدية كما حدث في الجنوب حيث بررتم للنظام العدوان على أبناء الجنوب وأصدرتم الفتاوى التكفيرية بحق الجنوبيين تحت عناوين أنهم اشتراكيون وماركسيون وفعالكم في الجنوب لا ينساها أي يمني غيور حيث استبحتم الأرض والإنسان" وتأتي هذه التصريحات في حين يحتدم الصراع بين المتمردين الحوثيين الشيعة والتيار السلفي لاسيما في محافظة صعدة ما أسفر عن عشرات القتلى في الأيام الأخيرة وسط دعوات للجهاد ومواجهة «الروافض». وكان حوالي خمسة آلاف رجل من أتباع التيار السلفي اجتمعوا الأربعاء في صنعاء ل«نصرة المظلومين في دماج» مقر لمعهد «دار الحديث» الذي يتزعمه الشيخ السلفي يحيى بن علي الحجوري وفيه آلاف الطلاب مع عائلاتهم، بما في ذلك أميركيون وفرنسيون روس واندونيسيون وماليزيون بحسب مصادر من التيار السلفي. وأكد منظمو مؤتمر «نصرة المظلومين في دماج» أن المحاصرين ينقصهم الغذاء والأدوية والحليب للأطفال. وقال المتحدث باسم المؤتمر محمد العماري ان «سبعة آلاف شخص على الأقل بينهم أطفال ونساء محاصرون في دماج وليس لديهم غذاء أو أدوية ويتعرضون للقصف يوميا من قبل الحوثيين». وذكر العماري إن «26 شهيدا على الأقل سقطوا في قصف الحوثيين لمعهد دار الحديث بينهم أميركيان وفرنسي روسي وعدد من الاندونيسيين والماليزيين» مشيرا إلى أن الحصار مستمر منذ اربعين يوما. كما اتهم العماري الحوثيين بالسعي إلى «اقامة دولة شيعية في شمال اليمن وجنوب السعودية». وأظهرت قائمة قدمت للمشاركين في التجمع في صنعاء أن بين القتلى أميركي يدعى جيسون وايت وفرنسي يدعى هشام جدي. كما أكدت وثائق وزعت على المشاركين ان الحوثيين «يتوسعون» في محافظات صعدة وحجة والجوف وعمران في الشمال. وأكد بيان صادر عن المؤتمر انه «في حال استمرار الحوثيين في عدوانهم وحصارهم وفرض العقاب الجماعي على الناس فان من حق هؤلاء المظلومين في دماج وغيرها من المناطق الدفاع عن انفسهم بكل الطرق المشروعة». إلا أن الشيخ يحيى الحجوري المحاصر في معهده في دماج ذهب إلى ابعد من ذلك ودعا المجتمعين في رسالة إلى أن «يهبوا لنداء الجهاد في سبيل الله». وأضاف إن «قتال الرافضة الحوثيين من أعظم الواجبات ومن أعظم المقربات إلى ربنا لأنهم بغاة علينا وزنادقة». ووقع الحوثيون والسلفيون اتفاقية صلح إلا أنها سرعان ما فشلت. من جهته، قال المسؤول عن وفد الحوثيين في ساحة التغيير التي يعتصم فيها معارضو الرئيس اليمني في صنعاء خالد المداني إن وفدا من الإعلاميين والحقوقيين سيتوجه إلى صعدة للإطلاع على ما يحصل فعلا في دماج. وقال «ليس هناك حصار بل إن الأخوان (الحوثيين) يمنعون دخول السلاح وليس من أخلاقهم أن يمنعوا الطعام والأدوية عن الأطفال». وأكد المداني إن أتباع التيار السلفي في دار الحديث مسلحون ومدربون على القتال والقنص وقد «حصل تمترس وعمليات قنص على إخواننا ما أسفر عن ضحايا في صفوفهم». وأشار المداني إلى أن دار الحديث كان يدير «عملية تحريض مذهبية» مشيرا إلى «فتاوى في كل مكان التي تكفر الناس». كما اتهم السلفيين في صعدة بأنهم «تابعون للنظام». وانضم الحوثيون إلى الحركة الاحتجاجية المطالبة بإسقاط النظام التي انطلقت مطلع العام، إلا إن مصادر قبلية قالت إن الحوثيين مددوا حضورهم على الأرض خلال هذه الفترة. يذكر إن الحوثيين أصدروا الجمعة بيانا يندد بشدة بالمعارضة البرلمانية التي وقعت اتفاقا في الرياض الأربعاء ينص على تخلي الرئيس علي عبد الله صالح عن الرئاسة. ويتهم الحوثيون المعارضة ب«خيانة دم الشهداء» والمشاركة في «مخطط أميركي سعودي يستهدف اليمن».