سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
سيرجى لافروف لرويترز .. تجربة حل الازمة السياسية الداخلية في اليمن تشكل مثالاً يحتذى به .. ، ولن نوافق نهائيا على تكرار النموذج الليبي .. ، ونحذر من العواقب الكارثية لتشجيع الصراع بين السنة والشيعة
اعتبر وزير الخارجية الروسي سيرجى لافروف أن الحل السلمي للأزمة السياسية اليمنية يشكل نموذجا يستحق التقدير وفي معرض حوار صحفي مطول عن المواقف الروسية تجاه ماشهده العالم العربي ويشهده من تحولات منذ بداية العام الجاري خاطب لافروف وهو وزير الخارجية الذي قضى الوقت الاطول في المنصب منذ انهيار الاتحاد السوفيتي عام 1991 محاوره الصحفي من وكالة أنباء رويترز قائلاً "اذا اردت مثالا يحتذى به فهو بلا شك تجربة طريقة حل الازمة السياسية الداخلية في اليمن حيث عمل كل اللاعبين الخارجيين بصبر شديد وباصرار مع كل الاطراف دون انذارات نهائية وشجعوهم على التسوية . " واضاف ان الصبر والحلول الوسط اللذين ابداهما كل اطراف الصراع في اليمن -- حيث تم الاتفاق على النقل السلمي للسلطة -- مثال يحتذى به. ودعا لافروف الى انهاء العنف في سوريا لكنه قال ان على الغرب الا يتجاهل الخطر الذي تمثله ما وصفها بجماعات متطرفة في سوريا. وقال "اذا اغمضت عينيك عن هذا الجزء من الحقيقة فقد يتفكك الموقف الى ما شاهدناه في ليبيا... لقد استخدمت الدول الغربية شعار حماية المدنيين في الاحطاحة بنظام (معمر) القذافي." وقال "لا يمكننا الموافقة نهائيا على دعوات بعض شركائنا الى استخدام السابقة الليبية في حل صراعات اخرى." واضح ان روسيا قلقة من ان تثير ثورات الربيع العربي المزيد من الاضطراب في منطقة الشرق الاوسط وشمال افريقيا باحداث صدع قد يكون كارثيا بين السنة والشيعة. وذكر لافروف في اجوبة مكتوبة لرويترز ان الاحداث الجارية في المنطقة ما زالت تتكشف وحذر من ان التوترات الاجتماعية وسياسية والدينية بدأت تظهر علامات على التزايد. وقال لافروف "هناك مخاوف شديدة من ظهور محتمل لمناطق جديدة لعدم الاستقرار في المنطقة من الممكن ان تصبح مصادر محتملة لتحديات للاستقرار والامن الدوليين." واضاف ان مثل هذه التهديدات تتضمن انتشار الارهاب وتهريب السلاح وتجارة المخدرات والهجرة غير الشرعية وعلى الاخص استخدام الدين في اشعال التوترات. وقال لافروف وهو وزير الخارجية الذي قضى الوقت الاطول في المنصب منذ انهيار الاتحاد السوفيتي عام 1991 "محاولة ادخال عنصر الدين في المواجهات الاقليمية تثير القلق على نحو خاص. "اذا حدث صدع صريح بين السنة والشيعة - وهذا التهديد واقعي تماما - فان العواقب قد تكون كارثية." وكان رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين قد حذر الغرب من ان التدخل في الثورات في انحاء الوطن العربي يهدد بتسليم السلطة لاسلاميين متشددين وبتقويض الاستقرار على المدى الطويل في اكبر الاقاليم المنتجة للنفط في العالم. ولافروف (61 عاما) هو احد دعائم سياسة بوتين الخارجية الرامية الى استعادة مكانة روسيا العالمية بينما تسعى الولاياتالمتحدة والصين والاتحاد الاوروبي الى مد نفوذها. وقال "نتفهم ان ليس كل شخص يود ان تكون روسيا قوية وواثقة. لكن الاستقلال الخارجي بالنسبة لنا مسألة رئيسية." ويقول منتقدون ان استجابة روسيا للثورة السلمية نسبيا في كل من تونس ومصر كانت في بعض الاحيان بطيئة بينما اختلف بوتين والرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف علنا بشأن كيفية الاستجابة للتدخل العسكري الغربي في ليبيا. وحولت روسيا تركيزها في الوقت الحالي الى الرئيس السوري بشار الاسد الذي يشن حملة امنية عنيفة ضد المتظاهرين المطالبين بسقوط حكمه. وقتل الالاف في هذه الحملة وفي القتال بين قوات منشقة عن الجيش وقوات الامن. وطرحت موسكو مشروع قرار جديدا على مجلس الامن الدولي التابع للامم المتحدة بشأن سوريا هذا الشهر في محاولة لتخفيف عنادها دون المساس بمعارضتها لفرض عقوبات على دمشق وللتدخل العسكري الاجنبي. ودعا لافروف الى انهاء العنف في سوريا لكنه قال ان على الغرب الا يتجاهل الخطر الذي تمثله ما وصفها بجماعات متطرفة في سوريا. وقال "اذا اغمضت عينيك عن هذا الجزء من الحقيقة فقد يتفكك الموقف الى ما شاهدناه في ليبيا... لقد استخدمت الدول الغربية شعار حماية المدنيين في الاحطاحة بنظام (معمر) القذافي." وقال "لا يمكننا الموافقة نهائيا على دعوات بعض شركائنا الى استخدام السابقة الليبية في حل صراعات اخرى."