اوقفت العناصر الإرهابية المسلحة في مدينة زنجبار مجددا مسيرة الكرامة المطالبة بحق العودة السلمية حيث وصلت المسيرة في نسخة جديدة تضم الآف النازحين من أبناء المدينة إلى منطقة الكود بعد أن خرجت من عدن صباح اليوم مطالبة الجماعات الإرهابية التي تفرض سيطرتها هناك بالدخول السلمي والعودة إلى المدينة . إلا أن المسلحين الذين يسمون أنفسهم بأنصار الشريعة منعوا المشاركين من الدخول بحجة أن الطريق غير آمنه . مؤكدين التزامهم بالسماح للمواطنين من دخول زنجبار وتفقد منازلهم السبت القادم مشترطين على المسيرة إقالة كل هيئات المجالس المحلية والتنفيذية القديمة في أبين. في إشارة إلى مبدأ الولاء والبراء الذي يتأسس عليه الفكر الجهادي للجماعة . وكانت المسيرة قد شهدت قبيل انطلاقها من منطقة العريش بمحافظة عدن انقساما كبيرا بين "مؤيد" لذهابها الى أبين لفك الحصار وفتح الطريق عن العاصمة زنجبار وبين معارض يرى انه لاجدوى من ذلك وعلى خلفية شك عريض في نوايا أطراف الصراع الذي تشهده المنطقة منذ مايو الماضي دعا المنظمين للمسيرة كل الشرفاء من مواطني المحافظة إلى نبذ الخلافات والصراعات الحزبية والولاءات الضيقة وتركها جانبا والعمل وبإخلاص من أجل أبين ولاشئ سواها منوهين أن ماتمر به المحافظة اليوم من نكبات وتشريد وإذلال للمواطنين أنما هو نتاج المزايدات والمماحكات السياسية التي جعلت من أرضها وقودا للصراعات المختلفة قديما وحديثا وخلال مفاوضات مباشرة جرت اليوم مع عدد من المشاركين بالمسيرة دافع عدد من العناصر الإرهابية عن شرعية احتلالهم للمدينة قائلين أن دخولهم إلى أبين وإعلان الجهاد منها أنما هو امتثالا لأمر النبي عليه الصلاة والسلام "يخرج من عدن – أبين أثنا عشر ألفا" الحديث وأنهم قادمون لتحرير العباد من حكم الطواغيت ونشر العدل والمساواة بين البشر وإقامة الدولة الإسلامية. في هذه الأثناء أكد قائد عسكري بارز في الجيش أن «القاعدة» يملك كميات من الأسلحة وإمكانيات قتالية لخوض حرب عصابات طويلة. وقال العميد ركن محمد الصوملي قائد اللواء 25 ميكانيكي، والذي تعرض لحصار من مقاتلي «القاعدة» في زنجبار خمسة شهور، أن الجنود لم يتم تسليحهم بما يتناسب مع مواجهة الجماعات المسلحة. وكشف الصوملي، في تصريحات صحافية أمس، أن الأسلحة التي تقدمها الولاياتالمتحدة لقوات مكافحة الإرهاب في الجيش اليمني لا تستخدم في المواجهات في محافظة أبين، مشيراً إلى أن واشنطن تساعد اليمن في تقديم معلومات استخباراتية، لكن الجنود الذين يواجهون المسلحين في أبين لا يملكون معدات متطورة مثل نظارات للرؤية الليلية، وبنادق قناصة وغيرها من المعدات العسكرية لمواجهة المسلحين. وذكرت صحيفة الحياة اللندنية أن 15 مسلحاً على الأقل ينتمون إلى تنظيم «القاعدة» قتلوا في معارك ضارية مع القوات الحكومية اندلعت منذ الخميس الماضي في مدينة زنجبار، عاصمة محافظة أبينالجنوبية ومحيطها، في حين قتل 9 جنود، وجرح العشرات من الطرفين من دون أن تتمكن وحدات الجيش من استعادة السيطرة على المدينة حيث يتحصن المئات من المسلحين المتشددين .وأكدت «الحياة» نقلا عن مصادر محلية أن قوات الجيش قصفت العديد من المناطق والمواقع التي يتمركز فيها مسلحو «القاعدة»، براً وجواً، مشيرة إلى أن بين القتلى من القادة ميدانيين ل»القاعدة». وقالت إن مسلحي «القاعدة» تصدوا لهجوم قامت به قوات عسكرية صباح أمس جنوب غربي زنجبار، ما دفع بالقوات المهاجمة إلى التراجع إلى مواقعها السابقة بصورة «تكتيكية» وتعزيز جبهتها، تمهيداً لإعادة المحاولة. ومع ذلك فقد وصف المشاركون في المسيرة مايدور في أبين بالحرب "القذرة" التي أتت على كل شئ في المحافظة المنكوبة بينما خطوط المواجهة التي تفصل الفريقين المتحاربين لاتتجاوز 100 متر وهو ماعزز الشعور السابق أن أطراف في السلطة كانت ولازالت تدعم هذه العناصر وتقف وراءها.