القهوة ليست المشروب الأكثر استهلاكا في العالم بسبب رائحتها وطعمها اللذيذ، خاصة بالنسبة للمدخنين، بل ولوجود فوائد صحية من شربها حسبما أثبتته بحوث علمية. ويقول الباحث الأميركي وليم هويغ من جامعة بنسلفانيا بعد بحوث علمية طويلة آخرها العام الماضي أجريت على 4500 شخص اتضح انه يمكن ان تعود القهوة بالفائدة الصحية على شاربيها، لاحتوائها على عناصر صحية ونوع من المواد المنظفة للدم المسماة ( انتي اوكسيدانت) مادة ضد التأكسد تساهم في تقليل الإصابة ببعض الإمراض مثل السكري وأنواع من الإمراض السرطانية ومرض الزهايمر( الخرف) وتخفض من الإصابة بالنقرس. وأهمية هذه المادة انها لا تفقد خصائصها حتى بعد أربع ساعات من تحضير القهوة وتناولها مع الحليب. وحسب نتائج البحوث فان الإنسان الذي لا يشكو من إمراض تتأثر بالقهوة( ارتفاع في ضغط الدم مثلا) ويشرب حتى خمسة فناجين قهوة يوميا تنخفض نسبة إصابته بالنقرس حتى 40 في المئة وتناوله أكثر من ذلك تكون النسبة حتى 60 في المئة، لكن كثرة تناول القهوة يتعارض مع عناصر أخرى في الجسم التي لا تتقبل نسبة عالية من الكافيين، لذا من الأفضل البقاء على حدود الثلاثة فناجين. وينصح البروفسور الأميركي بشرب فنجانين قهوة يوميا، فهذا يزيد من نشاط العقل، اي الذاكرة والانتباه والتركيز، ويرفع الطاقة الجسدية ويلطف المزاج ويزيد من إمكانية الدراسة ولا يسبب زيادة في الوزن، كما وان شرب فنجانين يوميا لا يؤدي إلى الإدمان على القهوة. وتتشابه هذه الدراسة مع دراسة اجرتها كلية الصحة العامة في جامعة مكسيكو سيتي بعد إجراء بحوث على ألف شخص مدمن على الكحول، وبالنتيجة فان القهوة كانت بمثابة درع حماية لأكثر من الثلثين فخفضت نسبة تليف الكبد الى 20 في المئة لدى شاربي فنجان قهوة واحد يوميا وبشكل منتظم وحتى 70 في المئة لمن يشرب أكثر من ثلاثة فناجين، لكن لم يتمكن الباحثون من تحديد الأسباب. والقهوة لا تحتوي على حراريات، ففنجان واحد بدون سكر او حليب فيه سعرتين حراريتين تقريبا، ويعود بالفائدة على الصحة لوجود عناصر صحية أيضا مثل البوتاسيوم و الماغنيزيوم و الفوسفور والكالسيوم ، لكن بكميات قليلة، إضافة الى بعض المواد التي تساعد على معالجة الالتهابات. ومن اسرار تحضير القهوة لتعود بالفائدة على الصحة وجوب تحضيرها كل يوم بنفس الطريقة وهي استعمال ملعقتين من القهوة لكل فنجان، فبهذا يدخل الى الجسم بانتظام نفس كمية العناصر الصحية والمادة المنظفة للدم المضادة للأكسدة وما تبقى من عناصر القهوة يخرج مع البول. في المقابل حذرت الدراستان من سلبيات التوقف فجأة عن تناول القهوة، بل يجب ان يكون ذلك تدريجيا لان الجسم يكون بحاجة الى الكافيين، كما وان كثرة شرب الحوامل للقهوة قد يتسبب بموت الجنين، ونصحت بالامتناع عن شرب القهوة خلال الرضاعة او شرب فنجان واحد، فيما ثبت عدم صحة المقولة بان القهوة تنشط الدورة الدموية، وهي ايضا غير مفيدة للنساء للواتي يشتكين من ترقق العظام. لكن من المفيد التذكير بان طريقة تحميص وطحن القهوة وتحضيرها يلعب ايضا دورا مهما في مدى بقاء المواد المهمة للجسم فيها.