قاد المهاجم الكولومبي راداميل فالكاو فريقه أتلتيكو مدريد الإسباني للتتويج بلقب بطولة الدوري الأوروبي لكرة القدم «يوروبا ليج» للمرة الثانية في تاريخه، إثر تغلبه بثلاثية نظيفة على أثلتيك بيلباو الإسباني على الملعب الوطني «ناشيونال آرينا» في العاصمة الرومانية بوخارست. سجل فالكاو الهدفين الأول والثاني في الدقيقتين 7 و34، وأضاف البرازيلي دييجو الهدف الثالث في الدقيقة 85، ليتفوق الأرجنتيني دييجو سيميوني مدرب أتلتيكو مدريد على مواطنه وأستاذه مارسيلو بييلسا مدرب بيلباو الذي سبق له أن درَّب سيميوني بين عامي 1998 و2002 حين كان الأخير لاعباً في منتخب الأرجنتين. هذه هي المرة الثانية التي يحرز فيها أتلتيكو مدريد بطولة «يوروبا ليج» تحت مسماها الجديد، بعد أن كان قد فاز بلقب النسخة الأولى في موسم 2009-2010 ثم فاز بكأس السوبر الأوروبية أيضاً آنذاك بعد أن تغلب على إنتر ميلان الإيطالي بهدفين نظيفين، في حين فشل أثلتيك بيلباو للمرة الثانية في الظفر بلقبه الأوروبي الأول، وكانت المرة الأولى في موسم 1976-1977 حين خسر بطولة كأس الاتحاد الأوروبي أمام يوفنتوس الإيطالي بعد فوزه في الدور النهائي ذهاباً (2-1) وخسارته إياباً في تورينو بهدف دون مقابل. يذكر أن هذا هو اللقب الثالث عشر للأندية الإسبانية في بطولتي كأس الكؤوس الأوروبية وكأس الاتحاد باسميهما القديمين وتحت المسمى الجديد بعد دمجهما في بطولة الدوري الأوروبي، في مقابل عشرة ألقاب للأندية الإنجليزية ومثلها للإيطالية، وستة ألقاب لأندية ألمانيا، كما أن هذه هي المرة الثانية التي يلتقي فيها ناديان إسبانيان في المباراة النهائية، بعد كأس الاتحاد الأوروبي في موسم 2006-2007 حين تغلب إشبيليه على إسبانيول (3-1) بركلات الترجيح بعد انتهاء الوقتين الأصلي والإضافي للمباراة النهائية بالتعادل (2-2). بدأ اللقاء بضغط هجومي من أتلتيكو مدريد، أسفر عن هدف مبكر في الدقيقة السابعة بقدم راداميل فالكاو بعد أن توغل داخل منطقة جزاء بيلباو من جهة اليمين مراوغاً المدافع فرناندو أموربييتا، ثم أطلق قذيفة بقدمه اليسرى في الزاوية العليا البعيدة على يمين جوركا إيرايزوز حارس بيلباو. بعد الهدف نشط لاعبو بيلباو هجومياً بغية إدراك التعادل، وأهدر المهاجم الدولي فرناندو يورنتي فرصة ثمينة للتهديف في الدقيقة 18 حين وصلته كرة أمامية من الجناح الأيمن ماركيل سوسايتا أمام مرمى أتلتيكو مدريد ولكنه لم يحسن التسديد فمرت الكرة بجوار القائم على يسار الحارس البلجيكي الشاب تيبو كورتوا. في الدقيقة 22 ظهرت البطاقة الصفراء لأول مرة في المباراة، حين تلقى أندير هيريرا إنذاراً من الحكم الألماني فولفجانج شتارك، بعد أن قام لاعب بيلباو بعرقلة المهاجم فالكاو خلال هجمة مرتدة سريعة لأتلتيكو مدريد، وبعد ذلك بثلاث دقائق تلقى فالكاو بدوره إنذاراً نتيجة تدخله العنيف مع أندير إيتوراسبي لاعب وسط بيلباو. وعلى الرغم من محاولات بيلباو لتسجيل هدف التعادل، إلا إن فالكاو ضاعف النتيجة بإحرازه الهدف الثاني له ولفريقه في الدقيقة 34 بعد أن تلقى تمريرة عرضية من التركي أردا توران أمام مرمى بيلباو، فاستدار مراوغاً الدفاع ثم سدد الكرة بيسراه في شباك الحارس إيرايزوز، وهو الهدف الثاني عشر لفالكاو في هذه البطولة، لينفرد بلقب الهداف متفوقاً بفارق هدفين على الهولندي كلاس يان هونتلار مهاجم شالكه الألماني. ومع بداية الشوط الثاني أجرى الأرجنتيني مارسيلو بييلسا مدرب بيلباو تبديلاً مزدوجاً في تشكيلة فريقه، فدفع بلاعب الوسط إينيجو بيريز بدلاً من أندير إيتوراسبي، كما سحب الظهير الأيسر جون أورتينيتشي وأشرك بدلاً منه المهاجم إيباي جوميز لتعزيز الخطوط الأمامية. ومع عدم تغيير النتيجة والأداء حتى الدقيقة 63، ألقى بييلسا بآخر أوراقه الهجومية بنزول المهاجم جايزكا توكيرو كبديل للاعب الوسط أندير هيريرا، وبعد ذلك بدقيقة نال فرناندو أموريبييتا مدافع بيلباو إنذاراً بعد أن عرقل فالكاو، بعد أن كان المدافع ذاته هو الثغرة التي نفذ منها فالكاو حين أحرز هدفي فريقه. كاد المهاجم البديل إيباي جوميز أن يفتتح التسجيل لبيلباو في الدقيقة 70، غير أن تسديدته مرت فوق العارضة بقليل، وبعد ذلك بأربع دقائق أشهر الحكم الألماني فولفغانغ شتارك البطاقة الصفراء مجدداً، هذه المرة لإينيجو بيريز لاعب وسط بيلباو إثر عرقلته العنيفة لأدريان لوبيز لاعب أتلتيكو مدريد. وعلى الرغم من محاولات بيلباو المستمرة لتعديل النتيجة، إلا إن فالكاو كاد أن يحرز الهدف الثالث له ولفريقه في الدقيقة 80 غير أن تسديدته ارتطمت بالقائم الأيمن وابتعدت عن المرمى. وألقى نجم الوسط البرازيلي دييجو بكلمة الختام في الدقيقة 85، بإحرازه ثالث أهداف أتلتيكو مدريد من مجهود فردي بعد أن انطلق من منتصف الملعب مراوغاً دفاع بيلباو قبل أن يصل إلى منطقة الجزاء ويسدد بيسراه قذيفة استقرت في الشباك على يسار الحارس إيرايزوز. تلقى سوسايتا إنذاراً في الدقيقة 90 لعرقلته البرازيلي فيليبي لويس الظهير الأيسر لأتلتيكو مدريد، وبعد أن اطمأن الأرجنتيني دييغو سيميوني مدرب أتلتيكو مدريد للنتيجة، أجرى التغييرات الثلاثة في صفوف فريقه في اللحظات الأخيرة، فخرج كل من أدريان لوبيز ودييجو وأردا توران ولعب بدلاً منهم الأرجنتيني إدواردو سالفيو ولاعب الوسط كوكي والمدافع ألفارو دومينغيز، لينال البدلاء نصيبهم في الاحتفال بالإنجاز التاريخي.