أفادت مصادر عسكرية إن المواجهات بين قوات الجيش ومسلحي أنصار الشريعة، التابعة لتنظيم القاعدة استمرت أمس في ضواحي مدينتي زنجبار وجعار؛ فيما عاود الطيران الحربي شن غاراته على مناطق متفرقة في المدينتين اللتين يحاصرهما الجيش استعداداً لاقتحامهما بمشاركة المئات من مقاتلي اللجان الشعبية القبلية التي تألفت على غرار اللجان الشعبية في مدينة لودر . وشنت الطائرات سلسلة من الغارات استهدفت معاقل للمسلحين في غرب مدينة جعار لم تعرف حصيلة ضحاياها، كما تعرضت مناطق في جعار وزنجبار لقصف مدفعي استهدف العديد من المعاقل الحصينة لمسلحي التنظيم، وذلك في إطار تمهيد الطريق لقوات الجيش التي تستعد لتحريرهما من سيطرة مسلحي القاعدة . وازدادت المواجهات حدة في محيط مدينة جعار بعدما سيطر الجيش على مناطق جديدة، وقالت المصادر العسكرية ل"الخليج" إن قوات الجيش تمركزت في جبل الحبوش الذي يبعد عن مدينة جعار بحوالي 5 كلم، بعد اشتباكات خلفت عدداً غير محدود من القتلى والجرحى من الجيش ومسلحي القاعدة، وأشارت إلى أن حصيلة مواجهات السبت بين قوات الجيش ومسلحي التنظيم الأصولي في هذا الموقع ارتفعت إلى 17 قتيلاً من المسلحين، إضافة إلى مقتل ستة من مقاتلي اللجان الشعبية وقعوا في كيمن في ضواحي مدينة جعار المحاصرة . لكن مصادر قريبة من التنظيم الأصولي أكدت سيطرة المسلحين على هذا الموقع، وقالت إنهم سيطروا كذلك على دبابة ودمروا أخرى بعد مهاجمتهم القوات المتمركزة في هذا الموقع، وأقر التنظيم بمقتل اثنين من مسلحيه في غارة شنتها طائرة أمريكية من دون طيار على سيارتهم في محافظة البيضاء المجاورة لأبين، وأشارت إلى أن الغارة نفذت بعدما ترجل المسلحان من السيارة في منطقة مسورة ما اعتبره "توسيعاً لحرب الطائرات الأميركية على المجاهدين" . وأدعى التنظيم أن مسلحيه في جعار فجروا شاحنة عسكرية من طراز "كراز" بعبوة ناسفة وأعطبوا مجنزرة عسكرية بعد استهدافها بقذيفة "آر بي جي"، تلتها مواجهات بين المسلحين وقوات الجيش المتمركزة في مشارف المدينة، وأشار إلى عملية هجومية شنها انتحاري من القاعدة واستهدفت موقعاً تتمركز فيه قوات الجيش في ضواحي مدينة زنجبار . واتهم وجهاء مسلحو القاعدة باقتحام مستودعات أغذية تابعة لمنظمات دولية إغاثية تنشط في مناطق المواجهات في مدينة جعار، وقالت إن المسلحين اقتحموا المستودعات التي تحوي شحنات مساعدات غذائية ما ادى إلى نهبها من السكان . وكانت تطورات الحرب الميدانية بين الجيش ومسلحي القاعدة محور مباحثات جمعت أمس وزير الداخلية عبدالقادر قحطان والسفير الأمريكي بصنعاء جيرالد فايرستين والتي تناولت مستجدات الحرب التي يخوضها الجيش مع مسلحي القاعدة الإجراءات المتخذة لمنع تسلل الإرهابيين إلى محافظات مجاورة . من جانب آخر، نجا ثلاثة عسكريين أمريكيين يعملون مدربين في شرطة خفر السواحل اليمنية من محاولة اغتيال في محافظة الحديدة الساحلية أمس الأحد عندما فتح مسلحون يستقلون سيارة النار على سيارتهم أثناء خروجهم من منتجع سياحي في المدينة . وقال مسؤول أمني ل"الخليج" إن المسلحين الذين يعتقد أنهم على صلة بتنظيم القاعدة أطلقوا النار بكثافة على السيارة، قبل أن يلوذوا بالفرار، مؤكداً نجاة الضباط الأمريكيين الثلاثة .