قتل أكثر من 60 شخصاً بينهم أفراد عائلة كاملة في مجزرة ارتكبتها قوات النظام في دير الزور، التي عاشت يومين تحت الحصار والقصف الكثيف، كما قتل متطوع في الهلال الأحمر رمياً بالرصاص في المدينة، وحصدت آلة العنف المتصاعد أمس السبت 84 قتيلاً في أنحاء متفرقة من سوريا، في وقت شكّل الرئيس بشار الأسد أمس، حكومة جديدة، حافظت على عناصر رئيسية من سابقتها، وضمت اثنين من قادة المعارضة الداخلية، ما قلل من شأنه المجلس الوطني المعارض، معتبراً أن المعارضة الداخلية "مدجّنة" . فيما غلب جانب التروي والترقب على رد الفعل التركي على إسقاط مقاتلة تركية فوق المياه السورية، وأعلنت أنقرة أنها كانت في مهمة تدريب روتينية، وأنها ودمشق تبذلان جهود بحث وتفتيش عن حطامها والطيارين اللذين كانا على متنها . وسقط عشرات القتلى في مناطق سورية عدة أمس ، وذكر ناشطون ميدانيون أن 83 شخصاً قتلوا، معظمهم من المدنيين وبينهم 10 جنود من القوات النظامية قضوا أثناء محاولتهم الانشقاق في ريف دمشق، مع استمرار الاشتباكات العنيفة وأعمال القصف في دير الزور (شرق) وحمص (وسط) وريف دمشق ودرعاً (جنوب) . وأكد المرصد السوري لحقوق الإنسان ان 60 شخصاً قتلوا في دير الزور خلال 48 ساعة، بينهم كامل أفراد أسرة ركاض الذين سقطت على منزلهم في حي الحميدية قذيفة صاروخية، كما قتل متطوع في الهلال الأحمر بالرصاص . وأشار المرصد إلى أن أحياء عدة في المدينة تتعرض لقصف كثيف مع استمرار الاشتباكات العنيفة في الشوارع والاحياء، بالتزامن مع تحليق المروحيات العسكرية فوق سماء المدينة . وذكرت مصادر محلية ل"يونايتد برس" ان الاشتباكات مستمرة في أحياء العرضي والعمال والمطار القديم والشيخ ياسين ودوار غسان عبود ،حيث سقط ما لا يقل عن 20 قتيلاً وأكثر من 80 جريحاً من المدنيين . ونقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية عن مصدر في محافظة دير الزور أن الأجهزة الأمنية قضت قضاء مبرماً على مجموعة ارهابية كانت على متن 10 سيارات في مدينة دير الزور . من جهة أخرى أصدر الأسد مرسوم تشكيل الحكومة الجديدة برئاسة رياض حجاب، وضمت رئيسي "الجبهة الشعبية للتغيير والتحرير" قدري جميل نائبا لرئيس الوزراء للشؤون الاقتصادية ووزيرا للتجارة الداخلية وحماية المستهلك، وعلي حيدر القومي السوري السابق، الذي عين وزير دولة لشؤون المصالحة الوطنية ، من معارضة الداخل، من أصل 34 وزيراً، واحتفظ وزراء الخارجية والمغتربين وليد المعلم، والداخلية اللواء محمد إبراهيم الشعار بمنصبيهما، والدفاع العماد داوود راجحة، بمناصبهم . على صعيد المقاتلة التركية التي أعلنت دمشقوأنقرة إسقاطها، أفادت وسائل الإعلام الرسمية التركية أن وزير الخارجية أحمد داود أوغلو سيلقي بيانا في وقت مبكر من اليوم الأحد بشأن الأمر، ونقلت وكالة أنباء "الأناضول" عن الرئيس التركي عبد الله غول قوله "عندما تفكرون في سرعة الطائرات لدى تحليقها فوق البحر، فمن الطبيعي أن تمر وتكرر المرور فوق الحدود فترة قصيرة من الوقت" . وأضاف "هذه أمور غير متعمدة تحصل بسبب سرعة الطائرات" . واعتمد نائب رئيس الوزراء التركي بولند ارينج موقفا معتدلا، وقال "علينا الحفاظ على الهدوء، وألا نسمح لأنفسنا بالانجرار إلى تصريحات ومواقف استفزازية" . وأوضح أن الطائرة "اف-4" "كانت تقوم بمهمة استطلاع وتدريب" ولم تكن مجهزة بسلاح، معرباً عن أمله أن تتضح ملابسات هذا الحادث في أسرع وقت . وتتعاون القوات السورية والتركية في محاولة العثور على قائدي الطائرة المفقودين . واستمرت أعمال البحث في البحر المتوسط قبالة سواحل محافظة هاتاي (جنوب) كما أفادت الخارجية التركية . وعقد رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان اجتماعا مع داود أوغلو الذي أجرى سلسلة لقاءات أيضا غداة اجتماع أزمة في أنقرة . على الأرض .