بعد 93 دقيقة من مباراة بايرن ميونيخ وتشلسي في نهائي دوري أبطال أوروبا على ملعب أليانز أرينا، تمت عرقلة ريبيري داخل منطقة جزاء الفريق اللندني إثر هجمة منظمة لمضيفه البافاري.. كيف أهدر روبن ركلة الجزاء موضوع آخر.. بيت القصيد أن من عرقل المهاجم الفرنسي ليس سوى رأس الحربة دروغبا الذي لطالما تراجع وتواجد داخل الصندوق الكبير المخصص لفريقه. هذه الواقعة تكفي وحدها للدلالة على الأسلوب الدفاعي المكثف الذي اتبعه تشلسي والذي أثمر لقباً هو الأصعب من بين كل مسابقات كرة القدم العالمية المخصصة للأندية، وهو نفسه الذي لجأ اليه في مباراتي الدور نصف النهائي أمام برشلونة. وللوصول الى بر الأمان من خلال اتباع هذا الأسلوب، فإن الإنضباط والإلتزام والحماسة عوامل يقدر لهذا الفريق أو ذاك أن يؤمّنها ويتحكم بها، ولكنها غير كافية إذا لم يواكبها ويقترن بها عنصر مهم جداً لا يقل أهمية وهو: أن لا يكون الطرف الآخر موفقاً، وحتى لو احتسبت له ركلة جزاء، وحتى لو سددها واحد إسمه ميسي وآخر يدعى روبن.. وهذا ما حظي به تشلسي، فكان لقباً "من السماء". إحصائية بسيطة جداً: في مباراة تشلسي- برشلونة على أرض الأول سدد "البلوز" 7 كرات واحتسبت لهم ركنية واحدة، مقابل 23 تسديدة و10 ركنيات للكاتالونيين.. ومع ذلك فاز تشلسي 1-صفر. وفي مباراة برشلونة- تشلسي في كامب نو سدد لاعبو دي ماتيو 4 كرات مع ركنية واحدة مقابل 24 و8 لرجال غوارديولا.. ومع ذلك تعادلا 2-2. وفي مباراة القمة سدد اللندنيون 9 كرات مع ركنية واحدة، مقابل 42 و20 للبافاريين.. ومع ذلك تعادلا 1-1 وشفعت ركلات الترجيح لتشلسي. وفي محصلة إجمالية للمباريات الثلاث: سدد تشلسي 20 كرة مع 3 ركنيات، مقابل 86 و38 لبرشلونة وبايرن ميونيخ.. ومع ذلك ارتمى اللقب في أحضان دروغبا وصحبه. أقل ما يقال فعلاً، أن مالك تشلسي الملياردير أبراموفيتش اشترى سلعة الحظ من الأسواق بكاملها ولم يترك شيئاً للآخرين.. وبعد كل هذا هناك من يتنطح للحديث عن الإنضباط ولا شىء غيره! قطعة الجلد المنفوخة، مجنونة فعلاً.. إنها أعتى ديكتاتور في العالم.. تكرم من تريد وكأنها حاتم الطائي، وتتلذذ بقهر من تريد مثل سلطات الإحتلال.. وليس صحيحاً ابداً أنها لا تستسلم إلا لمن يحسن مداعبتها أكثر. ويحدثونك عن التاريخ الذي لا يأتي على ذكر من لعب أفضل وإنما على من حسم النتيجة في مصلحته.. هذا صحيح بالنسبة الى من يعمل في قطاع اللعبة من قريب أو من بعيد، لأنه كلما كتب وحلل فإنه سيذكر أن سجل تشلسي تكحل أخيراً بلقب غال.. ولكن بالنسبة الى رجل الشارع العادي، من الطبيب الى المهندس والمحامي والموظف والسائق والطالب و(…) فسيقول كلما تذكر لقب تشلسي: لقد شاهدت مباراة قميئة وفاز بها الطرف الأسوأ. سادس الدوري الإنكليزي يفوز بدوري الأبطال.. إنها سابقة.. ومع ذلك يتوجب سؤال أبراموفيتش عن الخطوة التي سيتخذها لتجديد دم الفريق الذي تخطى عدد من نجومه سن الثلاثين من آشلي كول الى فيريرا وتيري ولامبارد ومالودا ودروغبا أو شارفوا عليها كبوسينغوا وإيسين وميريليش.. المشكلة هي أنه لا يستطيع أن يخرج مالاً من جيبه كما يحلو له.. العجز عنده بلغ في الموسم المنصرم 84 مليون يورو، والحد الأقصى المسموح له هو 45 مليوناً حسب قانون الشفافية المالية الذي سيبدأ الإتحاد الأوروبي باحتساب أرقامه اعتباراً من الموسم المقبل على أن يبدأ بعد موسمين بفرض العقوبات على المخالفين وصولاً الى إبعادهم عن دوري الأبطال والدوري الأوروبي بعد ذلك. تشلسي في حاجة لزيادة إيراداته لتغطية نفاقته.. الإيرادات السنوية الحالية هي 235 مليون يورو وعليه أن يصل الى ما يحققه الكبار الآخرون أمثال مانشستر يونايتد (321 مليوناً) وبرشلونة (450 مليوناً) وريال مدريد (480 مليوناً).. لذا ينوي ترك استاده الحالي ستامفورد بريدج الذي لا يتسع لأكثر من 42 ألف متفرج، على أمل أن يبني استاداً أكبر على بعد كلم واحد من الإستاد الحالي وتحديداً على أرض محطة "باترسي" لتوليد الكهرباء التي يتصاعد الدخان الأبيض من دواخينها الأربعة ليلاً ونهاراً والمعروفة من سكان لندن جيداً.. ويقال إن إدارة تشلسي تفاوض القطريين لبناء هذا الإستاد الذي سيرفق به مجمع سكني وفندقي ومحلات تجارية، لأن المشروع سيكلف نحو مليار يورو.