ظل العقم الهجومي وشحة إحراز الأهداف في فرقنا الوطنية ومنتخباتنا الكروية هو (حرف العلة ) ومشكلتنا الأزلية التي لم تنته ولن تنتهي حتى نغير كل مفاهيمنا عن الكرة وكل ما تعلمناه بالبركة ودعاء الوالدين في علاقتنا بكرة القدم ..لأننا نمارس ونزاول الكرة بالبركة وتغليب الموهبة والهواية على الاحتراف والتخطيط السليم الباحث عن الاحتياج لصناعته والنواقص لتلافيها وإيجاد البدائل بدلا من الانتظار الطويل والترقب لعل السماء تمطر علينا أو تجود لنا بهدافين وموهوبين كرويين لديهم حاسية اقتناص الفرص وهز الشباك ..كما جاد لنا القدر ..عفوا الصدف بنجوم وهدافين من طينة أبو علاء، البارك، شرف محفوظ، الدريبان، الماس، وغيرهم ..وجميعهم للأسف لم تصنعهم لا عقلية مدرب ولاتخطيط ممنهج ولا حاجة فريق لصناعة نجم . ولذلك فإن كل مشاركاتنا الكروية رسمية أو ودية منذ أكثر من عقد من الزمان ونحن راضون ومقتنعون بالهدف اليتيم الذي تلعب فيه الصدفة والتوفيق الكبير بإحرازه ..ولم نتذكر أننا أحرزنا مرة واحدة أكثر من هدف في لقاءاتنا الخارجية ..إلا إذا كان الفريق أو المنافس أضعف من الضعف نفسه أو في لقاءات فرقنا الوطنية ومنتخبات الفئات العمرية التي نعلم ويعلم الجميع كيف هي مشاركاتنا فيها، وما هي الأسباب التي تجعلنا نفوز فيها ونحرز أهدافا أكثر ..ما دون ذلك وما عداه فإننا وبكل تواضع لا نعيش حياة البخل في إحراز الاهداف وإنما الشح كأرض قاحلة لا تنبت زرعا ولا تصنع موهبة علما أن الارض نفسها هي التي أنجبت وأنبتت كلاً من علي محسن المريسي وعلي نشطان وعلي النونو وعلي حسن.. هذا فقط من فئة وقائمة علي أما الأسماء الهجومية التي داعبت أقدامها ملاعبنا فما أكثرها وأجملها .ويبقى السؤال: لماذا غابت نجوم التهديف ولماذا لم نكلف أنفسنا عناء البحث عنهم أو صناعتهم .. كاتحاد كروي معني في المقام الأول بذلك وكمدربين وأندية ؟! نحن على أعتاب دورة الخليج الواحدة والعشرين والفرق المشاركة فيها استعدت الاستعداد الذي يجعلها تدخل نطاق المنافسة ودائرة الصراع على اللقب، ونحن وفي أربع مباريات لعبناها ثلاث في غرب آسيا والأخيرة المباراة الودية التي خاضها فريقنا الوطني الأول يوم الثلاثاء الماضي أمام الفريق الإماراتي الشقيق لم نحرز سوى وغير هدف واحد فقط …ونحن الفريق الوحيد الخارج تماما من المنافسة ومن الترشح لها ..بل على العكس تماما نحن الصيد السهل والحمل الوديع الذي سيتفنن بنا الاشقاء ويتلذذون باصطيادنا ويرفعون غلتهم التهديفية في شباكنا ..ويا عالم هل نستطيع الخروج بحسن السيرة والسلوك أم بأكثرية والرقم القياسي بالحصول على البطاقات الملونة !! وكل ما نرجوه ونأمله أن تكون دورة الخليج القادمة نهاية مرحلة بائسة وخاتمة مشوار عقيم وبداية لعمل وتخطيط أكاديمي يحدد لنا الاحتياجات والنواقص والحلول المقدور عليها والجوانب التي تحتاج للاستعانة من الخارج ومن أصحاب الدراية القادرين على وضع الاضافات النوعية لنا وفق الاحتياجات الملحة .. ونعلم يقينا وأكيدا أنه بعد المشاركة سيتفق الجميع على الوضع سيبقى على ما هو عليه لأننا أدمنا تعذيب الذات وجلدها!!.. [email protected]