كان ومازال لبطولة الخليج العربي لكرة القدم خلال عقودا من الزمن فضلا كبيرا في تطور اللعبة وانتشارها في المنطقة حيث انعكس الاهتمام الكبير الرسمي والشعبي لهذه البطولة إيجابا على ازدهار كافة الجوانب الرياضية وأحدثت نقلة نوعية لها فشكلت اللبنة الرئيسية والبنية التحتية للرياضة ظهرت معها المشاريع العملاقة للملاعب والمرفقات المرتبطة بالرياضة من مقار واكادميات ومستشفيات صاحبها رقي في الفكر والثقافة فانطلاقنا منها إلى المحافل الإقليمية والعالمية من هنا ارتبط بها شعب الخليج معترفا بفضلها حيث عاش معها أجمل الذكريات وأسعد اللحظات منذ بداية انطلاقتها فأصبحت تمثل حضارة منطقة وثقافة شعب وحكاية تروى للأجيال القادمة. زادت هذه الأهمية مع الدور الذي لعبته الدورة في تقريب شعوب المنطقة ووحدتها وترابطها وتعرفها على الثقافات والعادات والتقاليد بين دول المنطقة وزيادة الألفة بينهم من خلال تجمع الأسر الخليجية في عرسها الرياضي هذا التقارب وهذه الصورة الرائعة في إطارها الجميل والذي كان أحد أهم الأهداف التي قامت من أجلها هذه الدورة فقد جعلت منا شعبا واحدا ولنا كلمة واحدة. وعلى جانب آخر ساهمت دورات الخليج في اكتشاف المواهب الرياضية وصقلها وإكسابها الخبرة وازدهار وتطور الاعلام الرياضي ودخوله مرحلة جديدة من المهنية كما ساهمت في صنع الكوادر والقيادات الرياضية والإدارية وتطوير الفكر الرياضي بشكل عام حتى أصبح لدينا مكتسبات انطلقنا من خلالها إلى مستويات أفضل وأدوار أكبر لمنطقتنا سجلنا معها حضورا مشرفا على مستوى أعلى فاليوم دول الخليج تنافس على تنظيم بطولات إقليمية وقارية وعالمية وتبهر العالم وتحصد الجوائز وتحصل على رضا الجميع. لا اعتقد أن الشارع الرياضي الخليجي سيفرط في بطولته الأولى لأنه يدرك ويعرف ويعي المكتسبات التي جنتها المنطقة رياضيا واجتماعيا وثقافيا منها والتي شكلت النواة الرئيسية لما وصلت إليه الرياضة اليوم في دول الخليج فلبطولة الخليج نكهة وطعم خاص لا يتذوقها ويعرف سرها إلا أبناء المنطقة لذلك اعتقد أن التمسك بها ينطلق من معرفة مدى أهميتها وأهمية استمرارها والدور الإيجابي الذي لعبته خلال فترة من الزمن والدور المنتظر مستقبلا مما جعل منها بطولة مستمرة ومنتظمة ذات تنافس شريف.